فكرة إحياء مائة عام على ميلاد الشيخ العلامة البيحاني|أ. د. عبد العزيز صالح بن حبتور-رئيس جامعة عدن|30-12-2020
كل أمم الأرض تتباهى بعلمائها وشعرائها ومفكريها، واليمن لن تكون الاستثناء من هذه القاعدة؛ فالشيخ الجليل هو واحد من أهم رواد التنوير في اليمن وذاع صيته في بلدان عديدة وأضحت كتبه متداولة في عالمنا الإسلامي، وما زال صوته رغم مرور عقود من الزمان مدوٍياً عندما تستمع إليه وهو يصدح بسيل الخطب والبرامج الإعلامية والمقالات والمقابلات والفتاوى والاجتهاد.
فعندما تسمع صوته من المذياع أو من آلة التسجيل وهو يتحدث في أي موضوع كان، تشعر وكأنه إنسان يعيش معك يناقش قضاياك ويهتم لأمورك، هذا التراث الكبير يحتاج لإعادة صياغة ونشر وإيضاح. هذا العمل يحتاج لعقول نيرة وأقلام حرة وقلوب مبصرة كي تعيد الأمور إلى نصابها لكي تعيد العالم الجليل إلى موقعه الطبيعي للأمة ، فتراث العلماء هي الطاقة الروحية الهائلة الدافعة لأمتنا العظيمة من المحيط إلى الخليج نحن بحاجة إلى هذا التراث العلمي الفقهي الوسطي لإيقاظ وعي الأمة ونفض غبار التخلف الذي جثم على رؤوس مواطنينا في العالم العربي لقرون خلت، نحن نحتاج للوقود المحرك لماكنة الشعوب من أجل العمل والعمل الجاد الصالح كي نحارب الثالوث الرهيب الفقر والجهل والمرض وهو منتشر للأسف في عالمنا العربي، وهو عيب الإنسانية جمعاء ونقطة ضعف الحضارة العالمية في القرن الواحد والعشرين.
إن العلامة الجليل البيحاني هو واحد من هؤلاء الكبار الذين يستحقون هذا التبجيل الأكاديمي في واحدة من صروح العلم والمعرفة في بلادنا وجامعة عدن معنية بإيقاظ هذا التراث الكبير وإحيائه، والتعمق والتفكر في أداء هذا العالم الجليل ومحاولة صياغته منهجياً كي تستفيد الأمة من هذا الإنتاج الإبداعي الهائل.
المؤسسات العلمية هي المعنية بدراسة تراث العلماء المجتهدين ومن أفنوا حياتهم خدمة للعلم والمعرفة والأمة. وهذا جزء مهم من مهام الجامعة وهو خدمة المجتمع بكل أطيافه وألوانه.
مرور(100) عام على ميلاد العلامة البيحاني مناسبة استثنائية من المناسبات التي نقف فيها جميعاً أمام عطاء وكتب وفكر الرجل، لأن هناك أحداثاً تاريخية مهمة من حياة العلامة ومحطات مرت بها الأمة، وهي حَريّة بنا أن نقف موقف المحلل الحيادي إلى جانب العلم والاجتهاد والتراث الغزير .
أضف تعليق