العقل ضد السلطة - رهان باسكال - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

العقل ضد السلطة - رهان باسكال

 

كتاب : العقل ضد السلطة، رهان باسكال

تأليف : نعوم تشومسكي. جون بريكمون

ترجمة : عبدالرحيم حزل



خمسة أعوام فصلت بين صدور الكتاب بلغته الأم، وبين ترجمته إلى اللّغة العربيّة ونشره. وهو عبارة عن حوارين أُنجِزا عن طريق الكتابة، أجراهما جون بريكمون مع نعوم تشومسكي على مرحلتين: الأولى بدأت عام 2001، والثانية عام 2009. ثم قام بريكمون بجمع هذين الحوارين ونشرهما في كتاب العقل ضد السلطة عام 2009، الذي ترجمه إلى العربية عبد الرحيم حزل وصدرَ عن داري الأمان المغربية والتنوير اللبنانية عام 2014. ويتخذ فيه تشومسكي من تعديّل «رهان باسكال» نموذجاً إرشادياً له (paradigm) في مجمل إجاباته، فما المشكلات التي تكمن في مثل هذا النموذج الإرشاديّ؟


يتناول الكتاب ثلاثة محاور جعلت من مراجعته عربياً مراجعة هامّة؛ لأنه يرتبط بما يجري الآن في المنطقة العربيّة من ثورات وفوضى وتدخل دوليّ من جهة. ومن جهة أخرى، يمكن إسقاط مضمونه على الواقعين، العربيّ والدوليّ؛ لامتحان أجوبته في سياقهما من أجل معرفة جدوى فرضية تشومسكي وقبله باسكال.


ونجد في هذه المحاور:

أ- قضايا متنوعة نحصد تداعياتها عربياً حتى الآن؛ كاحتلال العراق وأفغانستان والأزمة الماليّة.

ب- مسائل ما زالت راهنة تستحق إعادة التفكير فيها؛ كالتقدم والتراجع في حقوق الإنسان ومستوى الفقر وقضايا التحرر والثورات ومبدأ «مسؤولية الحماية» وتطبيقاته المزدوجة.

ﺟ- إشكاليات فلسفيّة متجددة؛ كرهان باسكال الاحتماليّ وجدوى التفاؤل وعبثية التشاؤم، وكمشكلة الطبيعة البشريّة (الشرّيرة والخيّرة) وعلاقتها بانعدام البديل للوضع القائم الراسخ في الظلم والاستغلال، أو علاقتها بإنتاج البديل وإمكانيته، ونقد الكتاب لفلسفة ما بعد الحداثة والفلسفة التأويليّة.


ويلخِّص الكتاب قلق تشومسكي من حدوث تغييرات في المستقبل، وعدم يقينه من تحقق البدائل، وذلك من خلال رهانه الأول؛ أي أنَّ «العقل ضد السلطة» لا معها. وهذا الرهان يستند إلى رهان باسكال بعد تعديله؛ أي الرهان الذي يقول: إنَّ العقل مع الإيمان بالله وضد الإلحاد به لغياب اليقين بوجوده. وهو الرهان نفسه الذي صاغه تشومسكي على الشكل التالي: إنَّ العقل مع التفاؤل بالبديل وضد التشاؤم منه لغياب اليقين بتحققه.


وبالرغم من قِدم صدور الكتاب نسبياً، إلا أن حداثة ترجمته النسبيّة، أيضاً، هامّة لأنها تعرّفنا على تشومسكي من زوايا مختلفة وجديدة بالنسبة لما عهدناه فيه من قبل؛ أي بشكل عامٍّ، كمثقف له طريقة تفكير خاصة به، وبراهين تؤسس لمواقفه.


لتحميل الكتاب من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا



ليست هناك تعليقات