فلسفة العلم من الالف الي الياء - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

فلسفة العلم من الالف الي الياء

 

كتاب : فلسفة العلم من الالف الي الياء  

المؤلف : ستاتس بسيلوس

المترجم : صلاح عثمان



الفلسفة - وفقا لأبسط توصيف لها - نشاط عقلي معرق بهارسه الإنسان منذ أن اصطدم ككائن مفكر بظواهر طبيعية ووقائع حياتية تنشد التعقيل, من خلال الفلسفة طرح الإنسان تساؤلاته الكبرى عن الوجود، والمعرفة، وطبيعة العلاقة بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون. ومن خلال الفلسفة أيضا قدم الإنسان إجابات نسقية عن تساؤلاته، تحمل في أرحامها دوما طفا التساؤلات جديدة،

الحوار الجدل بين العقل وما يحيط به من موضوعات تثير دهشته، مع الفلسفة، وبالفلسفة، استطاع الإنسان أن يشيد بناءات فكرية کبری، نمذج العلاقة بينه وبين العالم من جهة، وبينه وبين ذاته، ومن ثم بنی نوعه، من جهة أخرى. وكلها تمكن الإنسان من شق طريق جديد للمعرفة، أيا كانت طبيعتها، سارعت الفلسفة إلى رصفه وتمهيده منهجيا، ثم تولته بالرعاية عبر مراحل نموه وفي كل خطوة من خطوات تطوره،

ورغم تنوع و تعدد مجالات البحث الفلسفي، بل وإمعان هذه المجالات في التخصص حتى بات لكل منها مفرداته ومفاهيمه التي لا يعيها تماما إلا أربابه، فإن الملاحظ خلال حقبات التفكير الفلسفي بأكملها أن قواميس ومعاجم الفلسفة عادة ما تتسم بالعمومية بمعنى أنها تسعى دائما إلى شمولية المحتوى دون النظر إلى تباين التخصصات و اختلاف اهتماماتها، الأمر الذي أدى غالبا إلى إهمال كثرة من المصطلحات ذات الأهمية في المجال الذي يحتويها، فضلا عن التركيز على المدلول البارز للمصطلح في مجال ما، أو لدي فيلسوف ماه دون الإشارة إلى الطبيعة الخاصة لاستخدامه في مجال آخر، أو لدي فيلسوف آخر؟

وفي محاولة ناجحة لعلاج هذا الخلل، تبنت مطبعة جامعة أدنبره Edinburgh University Press فكرة إصدار سلسلة من المعاجم تخدم التخصصات المختلفة للفلسفة ؛ كالفلسفة اليونانية، الفلسفة الإسلامية، الفلسفة المسيحية، الفلسفة اليهودية، الفلسفة الهندية، فلسفة اللغة، فلسفة العقل، فلسفة الدين، الفلسفة النسوية، فلسفة الأخلاق، فلسفة العلم، الإبستمولوجيا، الفلسفة السياسية، ... إلخ، وهي الفكرة التي أشرف على تنفيذها - كمحرر عام - أوليفر ليمانه Oliver Leaman (أستاذ الفلسفة بجامعة کنتاکی الأمريكية University of Kentucky)، بالتعاون مع عدد من كبار أساتذة الفلسفة الذين لديهم القدرة على الإمساك بعموميات ودقائق تخصصاتهم أفقيا ورأسباء أعني ممن لديهم القدرة على الإبحار في تاريخ الأفكار من جهة، وعلى الغوص في أعماقها و صفا و تحليلا ونقدا من جهة أخرى، ومن هؤلاء ستاتس بسیلوس Stathis Psillos،الذي اضطلع بتأليف معجم فلسفة العلم.

ولعل أبرز مميزات هذا المعجم أنه لا يكتفي فقط بالمصطلحات، التي تعبر عن نظريات وتوجهات وأفكار قال بها أعلام میزون، بل يعرض أيضا لهؤلاء الأعلام وتطوراتهم الفكرية على نحو مستقل، وإن كان قد اقتصر على أولئك الذين ولدوا قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، هذا فضلا عن أنه يحيل القارئ إلى أهم المراجع التي يمكن الاستزادة منها فيما يتعلق بتلك المصطلحات وأولئك الأعلام. أما عن الترجمة العربية، فقد حرصت على أن تأتي ملية لمطالب الوضوح والثراء وسهولة الاستخدام من قبل القارئ العربي، وهو ما يمكن تبيانه من خلال النقاط التالية:

1) المواد الواردة في المعجم تم ترتيبها وفقا للأبجدية الإنجليزية، تماما كما وردت في الأصل، بحيث يؤدي المعجم وظيفة مزدوجة؛ فهو من جهة قاموس إنجليزي - عربي يحوي أكثر من ۳۹۰ مصطلحا نوعيا (بالإضافة إلى مشتقاتها)، تغطي تقريبا اهتمامات الباحث في فلسفة العلم كافة ، وهو من جهة أخرى دليل شارح المدلولات هذه المصطلحات ومشتقاتها وأناط استخداماتها عبر مراحل تطورها. وقد يلث المعجم بمسرد بالأبجديتين العربية والإنجليزية لكل ما تضمنه من مصطلحات ومقابلانها والصفحات التي وردت بها الملحقين ۲، ۳)، وذلك تيسيرا للقارئ للوصول إلى المصطلح داخل المعجم أو الاكتفاء بمعرفة المقابل العربي له إن أراد

۲) الخطوط المرسومة تحت بعض المصطلحات أو أساء الاعلام في متن المعجم تعني أن هذا المصطلح أو ذاك العلم قد خصص له عنوان مستقل في المعجم، ويمكن للقارئ العودة إليه ومعرفة المزيد عنه وفقا للترتيب الهجائي المستخدم

3) أضفت - بالاتفاق مع المؤلف - عددا من المصطلحات لم يحنو عليها النص الأصلي (اثنا عشر مصطلحا)، فضلا عن أهم مراجعها، إذ رأيت أنها ذات أهمية سواء من المنظور التاريخي، أو من حيث ارتباطاتها بالتطورات الحديثة والمعاصرة في فلسفة العلم


لتحميل كتاب من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا


ليست هناك تعليقات