مشيئات الخالق في التمكين ... ( مقال )
مشيئات الخالق في التمكين ... (مقال)
محمد الجوهري
قدرة الله عزَ وجلَ كما نعلم و يعلمها الخلق من المؤمنين لا حدود لها سُبحانه و تعالى, وكذلك ما يرسمه جبار السموات و الأرض من سيناريوهات التدافع بين البشر في عالمنا ليس هناك من يحيط بها علماً أو معرفة إلاَ هو وحده تبارك وتعالى, وذلك ايضاً شأن لا خلاف عليه إلاَ عند العلمانيين والملاحدة (الماديين) من بني الإنسان .
ما سلف هي توطئة ضرورية لمقالة هي إيمانية قبل أن تكون سرد مُرسل عن حالة ترددت كثيراً في تناولها عن شخص أعلم بان شهادتي فيه مجروحة بإمتياز, هو أخي د. عبدالعزيز صالح بن أحمد بن حبتور, الزميل و رفيق النضال في دروب حياة وعرة المسالك و المخالف كما يسميها (بنو الحجرية) .
بعيداً عن الفنتازيا أو شتائم التخوين:
حينما أُصيب دولته بفيروس (كوفيد )19 أو ما عُرف إصطلاحاً بالكورونا وتم عزله طبياً للعلاج و أدخل العناية المكثفة, تناقلت المواقع الإخبارية الألكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي العديد من الفبركات و التخريجات الخبرية المُسرَبة, منها انه قد تم اعتقاله أو وضعه تحت الإقامة الجبرية بل ان بعضها بالغ في تصور نهاية أكثر دراماتيكية له, حين نشر البعض خبر تصفيته جسدياً من قِبل قيادة أنصار الله, طبعاً أنا شخصياً لم أهتز بالمطلق من قراءة كل تلك الأخبار و التسريبات, بسبب معرفتي القوية بالطرفين وطبيعتهم و منطق التفكير لدُنهم, مُقناً بأن الأمر ماهو سوى مُكايدات سياسية خبيثة بين الخُصوم السياسيين وليس أكثر, وقد أنهالت عليَ مئات المُكالمات الإستفسارية عن حقيقة ما يُشاع بخصوص وضع د.عبدالعزيز صالح بن أحمد, وجميعكم تعرفون نوع وطبيعة تلك الأستفسارات وما يتم على شواطئها أحياناً من نقاش فيه الكثير من (اللوَك) اليمني مثل هل انت متأكد و كم هي نسبة تأكدك مما تقول ... الخ
بالعودة الى صُلب الموضوع الذي أريد تناوله هنا, وهو زاوية الرؤية لدُنيَ والمتعلقة بالجانب الإيماني المُتيَقن منه بشأن إصابة أخي دولة رئيس الوزراء (بفيروس الكورونا), حيث انني مقتنع شخصياً بأن الأمر هو عبارة عن رسالة ربانية فيها شيء من تمكين للرجل, في سياق ما هو مُرتب له من بقية أدوار و مهام مسندة له رهن الإنجاز وفق سيناريو رباني بالتمكين, أعلم يقين العلم بأن كُثر من خُصوم الرجل سوف يسخر مما أكتب, وذلك هو شأنهم الذي لا اعتراض لدي عليه ولا تحفُظ بخُصوصه في المُجمل الأعم من الطرفين العلماني أو المؤمن بالله جلاَ جلاله, من حق الناس التساؤل عن سبب يقيني بما أقوله وهل للود والعاطفة نصيب بترسيخ هذا اليقين عندي .؟
أحب الإشارة هنا فقط للتذكير بعدد من القيادات الحوثية الكبيرة وغير الحوثية التي اُصيبت (بفيروس الكوروتا) في نفس الفترة التي أُصيب فيها د.بن حبتور, وهناك عدد ممن توفاهم الله تعالى منهم و جُلَهم أصغر منه سناً ولا يشكون من اية أمراض, فما هو السِرَ بذلك و ماهي الحِكمة من ذلك يا ترى .؟
السَر في ذلك هو أن أعمارهم قد بلغت آجالها التي حددها الله لهم, و أنتهت بالمُقابل أدوارهم الواجب لعبها في الحياة الدُنيا, أما صديقي وأخي فحتماً له بقية من أدوار ومهام هيئهُ الله سبحانه وتعالى لإنجازها, وهذا هو شيء من تمكين الله تعالى له من خلال شِفائه وعودته لممارسة عمله وتلك هي الحكمة بعد إجابتنا عن السر حول الذين توفاهم الله تعالى من ذلك البعض (يتغمدهم ربي برحمتهِ), ليس في الكتابة هنا تنطعاً أو مزايدة من أي نوع بل هو أمر أعرضه على القارئ اللبيب دونما تنميق للعبارات أو تقعَر لفظي بُغية الإبهار وشد عصب المُتابع لما اتناوله من أمر شديد البساطة و الوضوح .
لقد أخبرنا الله سُبحانه وتعالى عن سيناريوهات تمكينه لعباده الذين ألقى على عواتقهم مهام جسام ليقوموا بإنجازها, حيث جاء في محكم التنزيل بسورة الكهف (ويسألونك عن ذي القرنين قُل سأتلوا عليكم منه ذكراً@ إنا مكنا له في الأرض وأتيناه من كل شيءٍ سبباً@ فأتبع سببا) صدق الله العظيم, الآيات (83|84|85) ,
لا أستغرب هنا سُخرية البعض أو تنذرهم المُتفكه بالقول غمزاً و لمزاً, وتصريحاً وهل يمكن ان يرتقي بن حبتور لمصاف ومنزلة (ذي القرنين), أقول لذلك البعض أن ما ذكره الله سُبحانه وتعالى في سورة الكهف وفي غيرها من سوَر القرآن المجيد, هو تلميح نصي كريم بخصوص أمر التمكين لمن حددهم الخالق تبارك و تعالى بمشيئته الربانية من بين عباده البشر, فمثلاً عندما طلب بنو اسرائيل من نبيٌ لهم ان يكون لهم ملكاً في محكم التنزيل بسورة البقرة (الآية247) "وقال لهم نبيَهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنىَ يكون له المُلك علينا ونحن أحق بالمُلك منه ولم يؤت سِعة من المال قال ان الله أصطفَاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم والله يؤتي مُلكه من يشاءُ والله واسعٌ عليمٌ" بل ان الله عزَ وجلَ أضاف تعزيز بتأكيد تمكين أخر الى جانب بسطة العلم والجسم في (الآية248) من نفس السورة البقرة, " وقال لهم نبيَهم إن آية مُلكِه أن يأتيكُمُ التابوت فيه سكينةٌ من ربكم وبقيةٌ مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملائكةُ إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنِين" صدق الله العظيم .
خِتاماً :
لتوضيح الأمر أكثر بخصوص أخينا وصديقنا فقد جاء التمكين الأول حينما زرع رب العزة والجلال الثقة والسكينة بقلب السيد عبدالملك الحوثي قائد انصارالله لتعيينه رئيساً لحكومة الإنقاذ بصنعاء, ونجح في إدارة حكومة بدون ميزانية او موارد بتوفيق من الله تعالى, أليس ذلك أحد مؤشرات التمكين الرباني لهذا الرجل, ثم جاءت الإصابة (بفيروس الكورونا) التي لم يعتقد هو ذاته بأنه سوف ينجو منها, لكن مشيئة الله سُبحانه و تعالى هي من تُحدد المُصطفين من البشر لتنفيذ السيناريوهات الربانية, فكان شفاء أخونا الكريم من (الكورونا) هو المؤشر الثاني لوجود أدوار مطلوب انجازها من قِبل د.بن حبتور, طبعاً بل وبالتأكيد بعون الله ورضوانه سُبحانه وتعالى سيتم ذلك وليس لأنه خارق القوى بل بفعل المشيئة الربانية فقط لاغير, وهنا لا استطيع انا او غيري معرفة تلك الادوار, بل ربنا تبارك وتعالى هو علاَم الغيوب وهو وحدهُ لاشريك له رب العرش العظيم العالم بها, وهو وحده من وفقني بإلتقاط تلك المؤشرات والبناء عليها للخروج بإجتهادي هذا عليكم ...
والله أعلم وأجلَ ,,,
محمد الجوهري.
أضف تعليق