النظم الإمبريالية الرجعية تتآمر على شعوبنا لتصفية القضية الفلسطينية - رئيس الوزراء أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور في حوار مع صحيفة "أبعاد"
النظم الإمبريالية الرجعية تتآمر على شعوبنا لتصفية القضية الفلسطينية
رئيس الوزراء أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور في حوار مع صحيفة "أبعاد"
حوار صحفي في صحيفة "أبعاد " وهي عبارة عن مشروع تخرج طلاب قسم الصحافة الدفعة السادسة والعشرون - كلية الإعلام - جامعة صنعاء - أكتوبر 2020م
حوار: ماجد الناصري
يظل اليمن الأرض والإنسان في حالة ثورية بدأت في 26 سبتمبر 1962 ، وما زالت مستمرة حتى اللحظة، وذلك ضمن مساعيه لتحقيق تطلعاته والتصدي للأطماع الاستعمارية، كما يبرز كقوة فاعلة في خط الحركات التحررية المواجهة للإمبريالية المتآمرة على القضية المركزية للأمة "فلسطين"، رغم ما يجري بحقه من حصار وتجويع مُتعمد منذ أكثر من خمسة أعوام من العدوان السعودي الإماراتي برعاية صهيوأميركية.. ذلك ما أكده رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور في حوارٍ ضافٍ مع مجلة "أبعاد" السياسية. ولفت الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أن صمود وثبات وعنفوان الإنسان اليمني طيلة هذه المدة الزمنية؛ ينم عن معدن استثنائي بجينات خاصة، مكنته من أن يقف بشموخ، مع فارق الإمكانات التي يمتلكها مقارنة بالأعداء.. ولفت إلى أن المستقبل سيكون إلى جانب اليمنيين، وأن العدوان سيتوقف، وأن الشعب اليمني سيحقق الانتصار في العديد من الجبهات، ومع ذلك سيتحرر القرار السياسي والعسكري والاقتصادي، من تغول الخارج الاقليمي والأجنبي.. فإلى
نص الحوار:
غلاف المجلة
نص الحوار:
• ونحن في رحاب الذكرى ال 58 لثورة 26 من سبتمبر الخالدة.. كيف ترون اليمن وهو يناهض مشاريع الهيمنة والوصاية الخارجية؟
•• شكراً كثيراً على اجرائكم هذا الحوار، ونتمنى لكم المزيد من النجاحات، واهنئكم بأعياد الثورة اليمنية المجيدة، وطالما والحديث هنا يتمحور حول الذكرى ال 58 لثورة 26 سبتمبر وقضية الهيمنة والوصاية الخارجية، فإنني أذكركم بأن جوهر قيام الثورات هو في تحقيق حلم ورومانسية التحرر التام في القرار السياسي، وتحقيق مبدأ الحرية والديمقراطية والنماء الاقتصادي؛ لكي يعيش المواطن برغد العيش، وتتحقق ذات الثورة والثوار ويكون القرار وطنياً بحتاً.
اليمن مُنذ قرابة خمس سنوات ونصف مستميت للدفاع عن حدوده التضاريسية السيادية، كما يدافع عن جوهر ثورته السبتمبرية من دنس العدوان (السعودي -الإماراتي – الأمريكي) وهو دفاع عن تلك المبادئ والقيم الثورية للثورات اليمنية جميعها، ووفاء لأروح الشهداء الثوار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل كرامة وعزة اليمن العظيم.
• يرى البعض أن الأنظمة التي توالت بعد 26 سبتمبر لم تسع لتحقيق كل أهداف الثورة.. من الذي حال دون تحقيق أهدافها ووأد مشروعها الثوري؟
•• أشرت في معرض ردي على السؤال الأول، بأن الرعيل الأول من الثوار كانت لهم أحالم ثورية رومانسية كبيرة، وحاولوا جاهدين تطبيق جميع أهداف الثورة، والوعود التي قطعوها على أنفسهم والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تلك المبادئ المنحازة لطموحات جماهير الشعب اليمني، وقد حققوا بالمناسبة انجازات ضخمة من تلك الأهداف السامية للثورة؛ أبرزها تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي أنجِزت في 22 مايو 1990 م، لكن أحيانًا تقف التحديات الموضوعية والذاتية عائقاً أمام انجاز العديد من الأهداف، وهنا سيطول الشرح إذا ما خضنا في تفاصيل تلك التحديات.
يمن الصمود
• بينما نرى نضال وتضحيات الشعب اليمني من أجل التحرر.. كيف تفسرون الصمود اليمني بعد مرور ألفي يوم من العدوان؟
•• مرور ألفي يوم من العدوان (السعودي – الإماراتي – الأمريكي) على اليمن؛ هو بحد ذاته من الإنجازات الأسطورية في سِفر تاريخ الإنسان اليمني المقاوم، وسيسجَل ذلك الحدث في سجلات التاريخ اليمني بأحرف من نور الرحمن؛ لأن صمود وثبات وعنفوان الإنسان اليمني طيلة هذه المدة؛ تنم عن معدن استثنائي له، وجينات خاصة مكنته من أن يقف بشموخ مع فارق الإمكانات التي يمتلكها بالمقارنة مع ما يمتلكه الأعداء، وإذا ما درسنا بِرَوِية وعمق تاريخ الإنسان اليمني في المقاومة للغزاة؛ سنجد شيئاً مُذهالً ومبهراً في تلك الدروس، فالشعب اليمني قاوم الإمبراطوريات التي كانت تهيمن على العالم أو أجزاء كبيرة منه، تذكروا معي بأنه قاوم الإمبراطورية الرومانية العظيمة في ذلك الزمان، ففي العام ( 23 ق.م) شن الرومان حرباً على اليمن بقيادة القائد الروماني (إيجالوس) حينما غزى اليمن عبر بوابة احتلاله ل "عدن" مرورًا ببقية المدن اليمنية، ولكنه هُزم شر هزيمة في صحاري شبوة ومارب والجوف، ولم يستطع العودة إلى "روما" إلا بعدد محدود من الأفراد عُدوا بالمئات فحسب، وهكذا توالت الغزوات الحبشية والبرتغالية والعثمانية التركية والبريطانية، وجميعها انهزمت أمام إرادة الإنسان اليمني وعنفوانه، ولطالما يدافع عن قيمه وكرامته ومبادئه ويصمد أمام جميع أشكال وأنواع محاولات احتلاله وتركيعه، أما هذا العدوان (السعودي - الاماراتي – الأمريكي) الذي نعيش فصوله اليوم فهو عدوانٌ مهزوم لامحالة، بفعل تلك المعادلات التي سردنا النزر اليسير منها.
• ما الذي جعل دولاً لا تاريخ لها تهرع لتدمير دولة تضرب بجذورها إلى عمق التاريخ؟
•• دولتي العدوان (السعودي – الإماراتي) تقع ضمن تحالف محور غربي استعماري صهيوني تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك فإن تلك الدولتان المعتديتان تنفذان وتطبقان ما يطلبه المحور منهم، أي أنها أدوات هزيلة منفذة للمشروع الصهيوني الأمريكي، ومشيخات متخمة بمال (البترودولار)، لكن في ذات الوقت تفتقر للتراكم المعرفي والسياسي والأخلاقي لإدارة الخصومة مع الغير، وهي كذلك تبحث لها عن حل لمشكلات (الحكم) داخل بلدانها.
فوبيا التحرر
• ما بعد 26 سبتمبر كانت هناك محاولات لإجهاض الثورة بقيادة السعودية وبريطانيا و"إسرائيل"، والتي أفضت إلى حصار السبعين.. ما علاقة ذلك بواقع العدوان اليوم؟
•• نعم هناك عِداء تاريخي وخوف ورعب تختزنه السعودية من قيام نظام جمهوري ديمقراطي مجاور لها، وحينما تكون اليمن الواقعة في حدها الجنوبي هي من تقوم بتجذير الإجراءات الثورية والديمقراطية يجن جنونها، وعند العودة لملفات تاريخ العلاقات الجوارية والدبلوماسية بين اليمن والمملكة السعودية نجدها في حالة توتر وحرب مستمرين من ثلاثينيات القرن العشرين وحتى أيامنا هذه، السعودية حاربت وتآمرت على النظامين الوطنيين في شمال الوطن وجنوبه مُنذ عهد الإمامة مرورًا بالنظام الوطني السبتمبري في شمال الوطن، مرورًا بالنظام ذي التوجه الاشتراكي الأكتوبري في جنوب الوطن، ونظام دولة الوحدة اليمنية المباركة، وحتى بعد الثورة التصحيحية في 2 سبتمبر 2014 م، السعودية لم تتغير وظلت تعادي اليمن بنظمه المختلفة، وهذا هو الثابت الدائم المستمر في العلاقة مع النظام الملكي الثيوقراطي السعودي.
• قام الكيان الإسرائيلي وصي بريطانيا باستئجار مرتزقة أوروبيين وإرسالهم لليمن لإفشال ثورة 26 سبتمبر كما ذكر حسنين هيكل وأكدته إسرائيل فيما بعد.. إلى أي مدى ينطبق ذلك مع ما نعيشه اليوم؟
•• نعم هذا هو ديدن الحكم المستبد في السعودية، بالأمس جهزوا المرتزقة الأوروبيين بقيادة المرتزق الفرنسي (دينار) لإجهاض وإفشال ثورة 26 سبتمبر، واليوم جهزوا المرتزقة بقيادة الشركة الأمنية الأمريكية (بلاك ووتر) و(الجنجويد) من السودان ومن التنظيمات الإرهابية لداعش والقاعدة والعملاء والمرتزقة والبلاطجة من اليمنيين بهدف تركيع الشعب اليمني وإخضاعه واحتلاله، لكن نبوءة المفكر العروبي محمد حسنين هيكل رحمة الله عليه صدقت حينما قال في بداية العدوان على اليمن بأن "السعودية ستخسر الحرب والشعب اليمني هو من سينتصر".
• كيف سينهض اليمن مع وجود دول مجاورة تعيق مساره التنموي وتغتال قياداته الوطنية؟
•• هذا سؤال محوري وهام، المطلوب من القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية والنخب المثقفة وجميع القوى اليمنية الحية أن تطور مشروعها اليمني الخاص المستقل النابع من مصالح المواطنين اليمنيين للحفاظ على حرية استقلال القرار اليمني وكسر هيمنة الخارج الإقليمي، مستمدةً في ذلك المشروع من الثوابت الوطنية والدينية والإنسانية مع حماية النشاط الاقتصادي الحر بعيدًا عن الاحتكار بأنواعه المختلفة.
الصمت العالمي
• لماذا الصمت الدولي عن الممارسات والمجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني؟
•• صمت العالم الغربي تحديدًا تجاه قتل وحصار الشعب اليمني مُنذ ما يقرب من خمس سنوات ونصف، يظهر مدى تناقض وانتهازية المصالح الاقتصادية للنظام العالمي الرأسمالي الاحتكاري (الحر) مع ما يرفعه من شعارات لحقوق الإنسان وغيرها من الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على عاقل في هذه الدنيا الشاسعة؛ لأن مصالح (الكارتيالت) والمصانع الغربية لإنتاج الأسلحة وذخائرها وعقد الصفقات الهائلة التي قدرت بمئات المليارات من الدولارات الأمريكية مع السعودية والإمارات؛ هي بوصلة تلك الدول والمحدد لقراراتها ضد اليمن وثمن مغر لسكوتها على جرائم دول العدوان في اليمن.
• وماذا يعني إزالة السعودية من القائمة السوداء "قائمة العار" لانتهاك حقوق الأطفال، بعد مجازرها وجرائمها بحق الشعب اليمني؟
•• هذه إحدى فضائح النظام العالمي الذي يُقاد من مجلس الأمن الدولي الذي تنازل عن كبريائه وقانونه مقابل إغراءات الأموال الكبيرة التي تدفعها السعودية لتلك المنظمات، وتحولت تلك المؤسسات إلى مستقبِل للمال بدلاً من دفاعها عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان بالعالم وإدانة الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والشيوخ في أي بلد بالعالم ومنها اليمن.
أيلول الثورة
• 26 سبتمبر كسرت قيود التفرقة والتشظي والتمييز بشتى أنواعه المناطقي والعنصري والعقائدي.. من المسؤول عن تفكيك نسيج المجتمع اليمني اليوم؟
•• للأسف كانت القوى الثورية السبتمبرية، أي قوى التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في المجتمع التي نادت بجميع تلك الشعارات التحديثية؛ قد ضعفت وتراجعت أمام تغول معطيات الواقع الاجتماعي القبلي الموضوعي، وجوهر الإشكال كان في مقاومة القوى التقليدية الاجتماعية لحدوث تغيير راديكالي ثوري في المجتمع، وضاعف من ذلك الأمر؛ ضعف دورة الماكنة الاقتصادية ودورتها الطبيعية.
• أحدثت 26 سبتمبر نقلة نوعية كبيرة في الواقع السياسي والمجتمعي، هل نحن أمام مرحلة تحولية جديدة بفعل ثورة 21 من سبتمبر؟.
•• اليمن تتجدد فيه المناسبات والثورات بشكل ينسجم مع قوانين التطور الاجتماعي والانساني الذي يحكم معادلات الضرورات الموضوعية لقيامها، فالاحتياج لوجود ثورة هو في الاحتياج لحقيقة التجديد والتصحيح والتطوير، والثورات لدينا هي عملية تراكمية كما أسلفت في قانون التطور الاجتماعي والثقافي لذات الحركة التي تهدف الى التطوير وليس الاقتالع كما حدث في العديد من مراحل التطور في اليمن.
لعنة الجغرافيا
• ذكرت في مقالك الذي نشر في موقع قناة الميادين أن ما يحدث في الحرب العدوانية على اليمن، هو لعنة الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد معًا.. فما الحل إذا استمرت هذه اللعنة تطارد اليمنيين؟
•• نعم للأسف نكررها بأن الحروب التي نشبت في اليمن مُنذ الحملة الرومانية ما قبل الميالد والحملات الحبشية والبرتغالية والتركية والبريطانية والعدوان السعودي المتكرر؛ سببها الموقع الجغرافي الاستراتيجي وكذلك الاقتصادي، ففي العهد القديم أي قبل الميلاد كانت هناك حروب طاحنة داخلية سببها السيطرة على موانئ وطريق اللبان والطيوب والأحجار الكريمة، ولذلك فإن الحمالت الأجنبية التي قامت؛ كان هدفها السيطرة على هذا الطريق الحيوي الهام والموانئ الاستراتيجية في كلٍ من "ميناء قناء" القديم والذي يُسمى الآن "ميناء بلحاف" وميناء عدن والمخا والحديدة وجزر ميون وسقطرى، واليوم تعتدي علينا 17 دولة بقيادة السعودية وأميركا لأن هناك شك بوجود ثروات في باطن الأرض والأشقاء العرب ما زالوا يطمعون في احتالل موانئ اليمن وصحاريه، ولهذا فالحروب قضية قدرية علينا بسبب الأطماع الخارجية.
• في ظل استمرار أطماع قوى الاحتالل الخارجي، إلى أين تتجه مسارات معركة تحرير المحافظات الخاضعة لسيطرة العدوان ومرتزقته؟
•• هناك خطط تكتيكية لوجستية عسكرية يشرف عليها القادة العسكريون؛ لتحرير جميع المحافظات الواقعة تحت الاحتالل ولديهم ظروفهم ورؤيتهم في ذلك الامر، لكن القرار السياسي قد تم اتخاذه بشأن التحرير، وتنظيف الأرض اليمنية الطاهرة من دنس العدوان، إن تحرير كل شبر في اليمن تعرض للاحتالل هو قرار سياسي قد اتخذ.
محور الممانعة
• قامت ثورة 26 سبتمبر والعالم منقسم إلى قطبين.. إلى أي مدى سيصمد الشعب اليمني في مساره التحرري في ظل هيمنة القطب الواحد؟
•• العالم اليوم لم يعد يدار من قطب واحد ولا حتى من قطبين، بل أنه يتشكل في الواقع الدولي من عدد من الأقطاب، لذلك تجد اليمن وعاصمتها صنعاء تقف مع محور الممانعة والمقاومة، وبذلك نحن نصطف مع القوى الأكثر ثورية وتحررية في المنطقة، ونسعى مع ذلك الحلف المقاوم؛ لتقوية خططنا وبرامجنا المشتركة، في مواجهة قوى الهيمنة والاحتكار العالمي بقيادة أميركا وشركاؤها من الدول الغربية الرأسمالية مع الكيان الاسرائيلي الصهيوني، والنظم السياسية الرجعية التي تتآمر على شعوبنا العربية بهدف تصفية القضية المركزية فلسطين.
• في ظل التطبيع والتقارب الإسرائيلي الخليجي.. من حلفاء اليمن اليوم الذين يعتمد عليهم في حال نشبت حرب عالمية بتحالفات قوية بالمنطقة؟
•• هناك أربعة مشاريع وتحالفات تخطط للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط:
(أ). التحالف الأول هو المشروع الاستعماري القديم الحديث، وقد بدأ باتفاقية (سايكس بيكو ووعد بلفور) الذي بموجبه تم منح جزء من أرض فلسطين للحركة الصهيونية العالمية، ويتكون ذلك الحلف من الدول الغربية وحلف الناتو والدول العربية (المعتدلة) أي الرجعية والعدو الصهيوني وتقوده أميركا، وهذا الحلف يسعى لاستمرار الهيمنة والسيطرة بأشكالها المختلفة.
(ب). الحلف القومي العروبي الذي بدأ في نهاية الأربعينيات، وقاده الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ومجموعة البلدان العربية التي تحررت من تبعية وعبودية الاستعمار الأوروبي، واستمر هذا الحلف إلى أن توفاه الله في حادثة غامضة لم يكشف الستار عنها حتى الآن، ولَم يتبق من رموز هذا التيار سوى شخصيات قومية عروبية محترمة ولكنهم يُحسبون بالمئات من الأساتذة والمفكرين يجتمعون كل عام في إحدى المدن العربية ليتناقشوا حول استمرار الفكرة العروبية القومية وعدم نسيانها.
(ج). جبهة المقاومة أو الممانعة، وهي مكونة من الدول والجبهات والحركات المقاومة في المنطقة وتبدأ من طهران شرقًا مرورًا ببغداد، دمشق، بيروت، غزة، وصنعاء، هذا المحور الذي رفض ويرفض الإنصياع والإستسالم للمشروع (الأميركي - الصهيوني - والعرب المتصهينين).
(د). جبهة الحلف الجديد المكون من روسيا والصين وربما معهما إيران وتركيا!، حيث تمارس الولايات المتحدة الامريكية عليهم هواية الحصار والمقاطعة اقتصادياً وتقنياً وغيرها، هذا المحور هام وجدي لمقارعة السياسات الغربية المهيمنة.
الإرهاب العالمي
• يمارسون بحق الدول الرافضة لسياسات الإدارة الأمريكية أبشع العقوبات والمجازر تحت مسميات عدة منها الإرهاب.. لماذا؟
•• العالم الغربي الرأسمالي الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي تبحث باستمرار عن أسباب بقائها في قمة وصدارة بلدان العالم سياسيًا واقتصاديًا، ومُنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية فَرضت على العالم سياساتها الاقتصادية والمالية النقدية مع هيمنة عسكرية، وقد ربحت الحرب الباردة في صراعها مع الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، وبعد الانتهاء من تلك الجولة من الصراع بدأت بالتفكير في البحث عن عدو جديد وحتى اختراعه من جديد جاءت فكرة تأسيس المنظمات الإرهابية "كالقاعدة" ولاحقًا "داعش" بتعاون وثيق بين أجهزة المخابرات الغربية والمملكة السعودية الوهابية وتنظيم الإخوان المسلمين بالعالم، هكذا هي اللعبة الدولية في الاستمرار بخنق الشعوب والإبقاء عليها تحت السيطرة الغربية الامبريالية.
العدوان والحصار
• كيف تجاوز اليمن تبعات الحصار الجوي والبري والبحري طوال فترة العدوان؟
•• مُعظم الأجهزة الحكومية والخاصة وجموع الناس تكيفوا بمرارة ووجع وألم عظيم مع واقع الحصار والعدوان، لكنا مازلنا نعاني الأمرين من ذلك الحصار الوحشي الذي يتعرض له المواطنون المدنيون الأبرياء جراء هذا الصلف والحقد السعودي الإماراتي، وأنتم تتابعون في هذه الأيام بالذات نتائج الإغالق البحري على السفن التي تحمل المشتقات النفطية؛ المواطن ينتظر بالأيام في بعض الأوقات لكي يحصل على عدد من اللترات من الديزل والبترول والمازوت وخلافه، ويتأذى أيضاً بسبب إغالق مطار صنعاء الدولي، وأنت تعرف كم يخدم هذا المطار من اليمنيين، أليسوا بالملايين!، طلبنا منهم السماح بسفر المرضى والأطفال والشيوخ ورفضوا التعاون معنا لسفر هذه الشريحة، الموظفون اليمنيون المقطوعة مرتباتهم مُنذ 2017 حتى الآن، تخيل أن رواتب فئة المتقاعدين تم قطعها، وحتى الأطباء والمهندسين والمدرسين وبقية الموظفين، كما أن هناك نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وما زلنا نعاني من شح كبير فيها، كل ذلك بسبب العدوان والحصار الذي تفنن في إيذاء شعبنا وأهلنا ومواطنينا الأعزاء الصابرين الثابتين.
• يقول البعض: إن الحصار يدفع البلدان للاكتفاء الذاتي ويشجع اقتصادها الوطني.. ما صحة هذه العبارة في الوضع الراهن؟
•• هذا واقع نعمل عليه بخطى حثيثة، والجميع في أجهزة الدولة يتحفز من أجل صنع وإنتاج سياسات اقتصادية لتحقيق هذه المهمة الاقتصادية الكبيرة، ونحن نبحث في المتاح والممكن بشأن الاكتفاء الذاتي في المجالات التي تتيح لنا الحركة والفعل.
• في نهاية حوارنا المميز معكم.. توقعاتكم لمستقبل اليمن القادم؟.
•• المستقبل سيكون إلى جانب اليمنيين، وسيتوقف العدوان، وسيحقق شعبنا اليمني العظيم الانتصار في العديد من الجبهات، وسيتحرر مع ذلك القرار السياسي والعسكري والاقتصادي من تغول الخارج الاقليمي والأجنبي، والله أعلم منا جميعاً.
أضف تعليق