الأحرار الخونة (مقال) - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

الأحرار الخونة (مقال)

 

الأحرار الخونة 

عادل الشجاع 


تريدون أن تعرفوا من هم الأحرار الخونة ، إنهم أولئك الذين يتصدرون المشهد السياسي ، ويرتدون أفخم الملابس ويملكون العقارات في الداخل والخارج ويقتاتون على دماء اليمنيين ويتحدثون عن السيادة وهم عبارة عن حراس لدول ، يتظاهرون بالحرية أمام شعبهم وهم مجرد عبيد لدى من جندهم ضد وطنهم .

من يستطيع أن يجد لفظا مناسبا لهؤلاء الذين سلموا وطنهم لدول أخرى جندتهم لحراستها والدفاع عنها واستعباد شعبهم ، فليقل لنا عليه ، فنحن أمام حالة عجيبة نعيشها ، حيث أصبح الخونة يتفاخرون بخيانتهم لشعبهم ووطنهم ويفتخرون بتبعية بلدهم لهذه الدولة أو تلك .

يدعون تحرير المواطن ويسمحون باحتلال الوطن ، ويدعون الحرية وهم خونة ، نحن أمام أمثلة حية لمن أراد أن يلقي السمع وهو شهيد ، فبعد ست سنوات من الحرب ، لم يحرر التحالف العربي اليمن من إيران ، بل احتل أجزاءا منها ، ولم يعد الحوثيون السيادة الوطنية التي زعموا أنهم جاؤا لاستعادتها ، بل اوغلوا في جراليمن نحو إيران ، فلا الدولة عادت ولا اليمن تحررت .

لم ننتج سوى مليشيات تأتمر بأوامر مموليها ، وتعددت الجبهات لتكون شاهدة ومعبرة عن ضياع السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني اليمني وعن رهنها لمستقبل اليمن للمحاور الإقليمية والدولية .

يتلقون الأموال من الخارج ويدعون أنهم وطنيون ، يستلمون مرتبات عساكرهم من الخارج ويدعون أنهم مستقلون ، ودساتير الدول وأعرافها ، بما فيها دستور اليمن يجرم استلام الأموال من الخارج ويعتبرها عمالة وخرقا فاضحا للسيادة الوطنية وهم يعتبرونها قمة الوطنية .

نحن أمام كيانات تضحي بالمصالح العليا لليمن ، تضحي بسيادة اليمن ووحدة ترابه البرية والبحرية والجوية وتضحي بثرواته ، بسبب مناكفاتها الداخلية وارتهانها للخارج ، وتصر على أنها تريد تحرير الوطن والمواطن ، لذلك ليس مستبعدا أن تتحدث إيران أو الإمارات أو السعودية باسم اليمن .

نحن أمام كيانات تعتقد في نفسها الحرية وأنها تناضل من أجل السيادة وهي في حقيقة الأمر تعمل لصالح قوى خارجية ، تسهل لها الاستيلاء على الوطن ومقدراته وتستعبد مجتمعها وتعبث بأقدارهم والأدهى من كل ذلك أنها تعمل كل ذلك في العلن ، تعتقد في نفسها الحرية ، لكن الخيانة تجري في دمائها .

الخونة أعلنوا عن أنفسهم ولم يتحرجوا وأصبحوا يأخذون التمويل العسكري دون مواربة ، فمتى سيصحوا الجمهوريون.


ليست هناك تعليقات