الذكرى الثانية والخمسون على وفاة عميد الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

الذكرى الثانية والخمسون على وفاة عميد الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف

 

الذكرى الثانية والخمسون على وفاة عميد الدان الحضرمي  حداد بن حسن الكاف

يوم الاربعاء 2 يونيو 2021م الموافق 21 شوال 1442هـ حلت علينا الذكرى الثانية والخمسون ميلادية على وفاة عميد الدان الحضرمي وشاعره الأول الشاعر العملاق والفذ السيد القدير الراحل/ حداد بن حسن بن عبدالله بن عبدالرحمن الكاف .

وبهذه المناسبة نقدم هذا الموضوع المتواضع المكون من عدة حلقات عن مسيرة العطاء الفني والأدبي والشعري والثقافي والتربوي للشاعر الراحل/حداد بن حسن الكاف كمساهمة مننا في هذه الذكرى  ..... والذي مهما قلنا فيه وقدمنا له فلن نوفيه حقه على الإطلاق وستظل شهادتنا فيه مجروحة طال الزمن أم قصر .... فتابعوا ما سطرناه لكم في الحلقة الأولى من هذه المساهمة المتواضعة .....


كتب/سعيد شكابة:-

،،،،،،،،،،،،،،،

من هو حداد بن حسن الكاف:-

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

هُوَ السيد/عمر بن حسن بن عبدالله بن عبدالرحمن الكاف ، والشهير باسم ((حدَّاد)) ، وُلِدَ بمدينة تريم حضرموت عام 1327هـ الموافق 1907م من أب وأم عزيزين أصل وغريزي ونسب ينتسب للبيت الهاشمي ، وقد عاش حياة رغد ورفاهية نسبه لأسرته الثرية له الكثير من الأشعار والألحان ويشكل بحد ذاته مدرسة فنية فريدة في أصول الدان الحضرمي الأصيل .

نشأته وتربيته :ـ

،،،،،،،،،،،،،، 

نشأ وتربَّى على يد والده الأديب العالم الشاعر الشهير/حسن بن عبدالله الكاف الذي ولد بمدينة تريم عام 1297هـ ، وقد دأب والده منذ صغره على تلقِّي العلوم والآداب حيث كانت مدينة تريم في عصره مناراً للعلم والثقافة والأدب ، وتتلمذ على يد أشهر علمائها وشيوخها ، وكان مُوَزِّعاً وقته بين المعاهد العامة كالرباط والزوايا والمساجد وبين منازل العلماء والشيوخ والأئمَّة ينهل من علومهم بشغف ، إلى جانب ذلك كان كثير الإطِّلاع في كتب النَّحو والفقه والتصوُّف وغيرها من الكتب العصرية في الأدب والاجتماع والسياسة ، مع زمالته للحبيب/عبدالله بن عمر الشاطري والشيخ/محمد بن علي الخطيب والشيخ/أبوبكر بن أحمد الخطيب . 

وقد أهَّلته علومُه إلى الإفتاء والقضاء ، ولكنّ نفسه عزفت عن ذلك ، فهو ذو نفسٍ زاهدةٍ متواضعة ، تَوَّاقةٌ إلى التحصيل العلمي والتحلِّي بالخلق العظيم ، ورغم ذلك كُلُّه كان محل استشارة الجميع ، وكان يتبَوَّأُ مكاناً سامياً بين أقرانه ، وقد كان عَمُّه الثَّري/شيخ بن عبدالرحمن الكاف وأبناؤه يحترمون آرائه ويعملون بها ، وقد ساهم بكثير من أموالـه في المشاريع الإصلاحية من بناء للمساجد ودعم المعاهد وشقِّ الطرقات واستقدام الأطبَّاء إلى تريم وفتح المكتبات وغيرها. 

وكانت من أبرز معالمه الخاصة في مدينة تريم والتي كانت على نفقته بناء مسجدين ، وأعظم تلك المعالم هي مكتبته الضخمة التي أوقفها على طلبة العلم ، وقد بنى لها بنايةً خاصَّةً عام 1331هـ ، وحين جُمِعَت المكتبات بتريم وُجِدَ بمكتبته ما يقارب (559 كتاباً) مطبوعاً و (45 كتاباً) مخطوطاً في علوم التفسير والحديث والفقه والأدب والتاريخ والتراجم واللغة وغيرها . 

ومع كُلِّ هذا وذاك فقد كان حسن بن عبدالله شاعراً مرموقاً ولـه أشعاراً كثيرة بالفصحى والحكمية ، حيث وللأسف لم نتحَصَّل إلاّ على النزر اليسير من قصائده .

وقد ذكره الأستاذ/عبدالله بن محمد بن حامد السقاف في كتابه تاريخ الشعراء الحضرميين – الجزء الخامس – وترجم عنه وأورد لـه قصيدة بالفصحى. 

توفي حسن بن عبدالله الكاف في تريم بتاريخ 18/محرم/1346هـ- 1928م. (له ترجمة وافية في كتاب مطبوع له أسمه "رحلة وديوان").

تنقلنا تلك الترجمة المُبَسَّطة عن حياة والد الشاعر نشأته وتربيته في بيئة مليئة بالعلم والأدب ، وكانت تربية دينيَّة وأدبيَّة، وقد أدرك في طفولته السيدين الفاضلين الحبيب/علي بن محمد الحبشي والحبيب/أحمد بن حسن العطاس.

وقد عاش حدَّاد في عائلة ثريَّة مكَّنته من الحياة الرغدة الكريمة ، وكأبناء عصره تعلَّم أوَّل ما تعلَّم قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض سوره في كتاتيب مدينة تريم، ثُمَّ ألحقه والده بمدرسة جمعيَّة الحق بتريم فدرس فيها إلى جانب علوم الفقه والنحو والأدب والعلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا والحساب ، ولأنَّه كان من النابغين رُشِّحَ إلى بعثة مع تسعة من زملائه إلى الخارج لإكمال الدراسات العليا هناك ، لكن بعضاً من علماء ومشايخ والده حالوا دون ذلك على ذهاب البعثة ، لعَلَّ هذا أفقد الشاعر صقل موهبته وتنميتها بالدراسة العلمية . 

وقد تتلمذ أيضاً على أيدي كثير من العلماء بمدرس رباط تريم ، منهم الحبيب أحمد بن عمر الشاطري والحبيب عبدالله بن عمر الشاطري . 

كما تلقَّى تعليمه الديني على أيدي كثير من شيوخه منهم الحبيب/عبد الباري بن شيخ العيدروس ، حيث كانت لـه عنده مكانةً خاصَّة وبينهم مكاتبات ، ومنهم أيضاً الحبيب أبوبكر السري والحبيب الفاضل علوي بن عبدالله بن شهاب والحبيب عمر بن عبدالله الحبشي وكثيرون من عصرهم قرأ عليهم وحصلت لـه منهم الإجازات والإلباس . 

وكان محافظاً بالزّي الرسمي الذي يستعمل في عصره مثل الطويلة (الجُبّه) والعمامة والألفية.

من هو الشاعر الفذ/حداد بن حسن الكاف:-

شاعر تفانى في تقديم كل الإبداع والجمال في نصوصه الشعرية وبحكم استعداده الفطري قال الشعر في مرحلة مبكرة من شبابه بل وأصبح محور الكثير من الشعراء الشباب الذين التفوا حوله فتفتقت مواهبه فاثروا الأغنية اليمنية وأخصبوا الوجدان .

ولعلنا ونحن نلمس موهبته وقدرته كشاعر من خلال الاطلاع على أشعاره نحس بتأثر كثير من أشعاره بسابقيه وبخاصة الشعراء العرب حيث يلتقي المعنى بالمعنى المطروق وهذا دليل على قراءته وسعة ثقافته.

مزايا شعره:-

،،،،،،،،،،

يتسم شعره برقة الشعور وجمال المبنى والمعنى وبالديباجة الزاهية المزخرفة وبالقوافي المتمردة مجارياً بذلك الشعراء اليمنيين والعرب القدامى والمحدثين ، لكلماته الغنائية موسيقى وإيقاع ولعل اللحن لم يفعل فيها أو معها سوى اليسير صامتا لتدله على الكيفية التي يبرز فيها كشكل انسيابي، بمعنى آخر أن اللحن في كلماته لم يكن جهدا منفردا وان قام به غيره لان قصيدته الغنائية تشكل منفردة لوحة فنية رائعة.

من صفحة الاخ / سعيد شكابة

ليست هناك تعليقات