للشهيد سليماني دور كبير في دعم المقاومة وحركات التحرر في العالم المظلوم - حوار صحيفة الوفاق مع رئيس حكومة الانقاذ الوطني في اليمن - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

للشهيد سليماني دور كبير في دعم المقاومة وحركات التحرر في العالم المظلوم - حوار صحيفة الوفاق مع رئيس حكومة الانقاذ الوطني في اليمن

 

للشهيد سليماني دور كبير في دعم المقاومة وحركات التحرر في العالم المظلوم

رئيس حكومة الانقاذ الوطني في اليمن للوفاق:

يحاوره مختار حداد

المصدر : موقع الوفاق أون لاين



للشهيد سليماني دور كبير في دعم المقاومة وحركات التحرر في العالم المظلوم


* تحولت فكرة ورمزية قيادة فيلق القدس الى رمز لمقاومة الظلم والعدوان/*الشهيدان سليماني و المهندس مثّلا رمزاً خالداً للمقاومة / *كان للحاج قاسم دور هام في مساندة مقاومتنا ضد حلف العدوان /*برحيل السفير ايرلو لقد خسر الشعب اليمني صديقاً وشقيقاً حميماً

مختار حداد/

بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائدين الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهم الشهداء إلتقت صحيفة الوفاق مع دولة الدكتورعبد العزيز صالح بن حبتور رئيس حكومة الانقاذ الوطني في الجمهورية اليمنية حيث سألته عن شخصية هؤلاء القادة العظام و دورهم في دعم المقاومة و مكافحة الارهاب والشعوب المستضعفة و فيما يلي نص المقابلة:


س- كيف تنظرون للشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس؟


ج-الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد أبن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أصحابه أجمعين، أما بعد فأود أن أشكركم جزيل الشكر على إجراء هذا الحوار معنا وعبر جريدتكم الغراء الوفاق.


لقد مثل الشهيدان الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ظاهرة تحررية بطولية خارقة وغير مسبوقة في زمننا الحالي كونهما من اللحظات الأولى قد رفضا الاستسلام والخنوع للمشروع الصهيوني الأمريكي الخبيث والذي أراد الهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية والاسلامية، وكانا الشهيدان رحمة الله عليهما واسكنهما الجنة من الرعيل الأول في المنطقة ممن أستشعر خطورة هذا المشروع السياسي الصهيوني الذي أرادوا من خلاله تدجين المجتمعات الإسلامية وإغراقهم في الخوف والرعب وحتى الاستسلام أمام المشروع اليهودي الصهيوني وبالتالي تصبح المنطقة مسرحاً لتطبيق مشاريع الهيمنة والاستحواذ والاستعباد القادم من دول الغرب الرأسمالي المتصهين.


الشهيدان بعد أن استشعرا الخطر القادم، قاما بإعداد العدة للمقاومة بكل انواعها وأشكالها وتنوع أساليب محاربتها واستنهاض طاقات المجتمع المقاوم وغير مبالين بالزخم الاعلامي والعويل السياسي والثقافي، الذي رافق مسيرة فكرة نشر المشروع الغربي الصهيوني بلبسه الفج عبر الكاوبوي الامريكي البغيض.


س- كيف ترون دور قائد قوة القدس الشهيد الفريق الحاج سليماني والشهيد ابو مهدي وقادة المقاومة في مكافحة الأرهاب والتصدي للاحتلال ؟


ج-لقد أشعل الشهيدان الحاج سليماني وأبو مهدي بفكرهما ووضوح رؤيتهما الاستراتيجية روح المقاومة والاستبسال لدى المجتمع العربي الاسلامي الحر ووضفا جذوة الحماس التحرري للطاقات الشعبية الرافضة للخضوع والاستسلام من جميع الفئات العمرية، منطلقين من حقيقية أن الأحتلال الصهيوني للأراضي العربية والإسلامية ومقدساتها الإسلامية؛ أمر مرفوض جملة وتفصيلا من قبل شعوبنا العربية والإسلامية ولذلك تحولت فكرة المظلومية الفلسطينية الى طاقة جبارة لمقاومة المشروع الأمريكي الغربي المتصهين الداعم والحامي للكيان الصهيوني الاسرائيلي، وبالتالي وُجِدَ المشروع الذي تبنياه الشهيدان ومن خلفهما صاحب القرار السياسي المقاوم، وجد تأثيره وأثره وقوته على أرض فلسطين المحتلة، وكذلك لبنان وسوريا والعراق واليمن.


وتحولت فكرة ورمزية قيادة فيلق القدس الى رمز لمقاومة الظلم والعدوان على مستوى العالم بأسره، ولم يعد محصوراً في منطقتنا العربية والإسلامية.


س- برأيكم ما هو الهدف من اغتيال قادة المقاومة، وما هو الرد المناسب في رأيكم على جريمة اغتيال قادة النصر؟


ج-هدف الاغتيال السياسي واضح ومكشوف من خلال المؤشرات الأتية:


أولاً: الانتقام من رموز المقاومة التي تخطط لكل هذا المجهود السياسي والأمني والعسكري المتنامي ويحقق انتصارات على الواقع.


ثانياً: لدى الإدارة الأمريكية وهم متكرر أنه بمجرد تصفية رؤوس رموز المقاومة فإن المقاومة ستضعف وستنطفىء وهي سياسة صهيونية اتبعتها القيادة الامنية للكيان الصهيوني حينما اقدمت على اغتيال شيخ المقاومين المسلمين أحمد ياسين والرئيس ياسر عرفات والقائد أبو علي مصطفى والشقاقي وأبو جهاد وغسان كنفاني و و و الخ من قوافل الشهداء.


ثالثاً: الاغتيال السياسي هو شكل متواصل من أشكال الحرب المستمرة بين طرفي الصراع الوجودي وتمثل المقاومة للظلم كطرف حق والطرف الثاني المعتدي وتمثل الباطل من معادلة الصراع، والتاريخ مليء بالعبر والدروس لانتصار الحق على الباطل.


رابعاً: يتضح جلياً لأي مراقب من هدف تلك العملية الدنيئة للجريمة بأن محور المقاومة استطاع أن يكبد العدو خسائر لا حصر لها، ومن شدة الألم أرادوا الانتقام منه فحسب.


أما الرد المطلوب من محور المقاومة في هذه اللحظات، وبعد الانتصارات المحققة على العدو الصهيوني ومشتقاته من النظم العربية الرجعية المطبَعة مع الكيان الصهيوني، ومع مشتقاته من عصابات داعش وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة والشام، والمطلوب اليوم هو المزيد من اليقظة والحذر والتماسك الداخلي الرصين وثبات الموقف الصلب تجاه الأعداء.


س- كيف تصف شعوب المنطقة الحاج قاسم و الحاج ابومهدي مع ما لديهما من شعبية كبيرة في المنطقة، ما سر هذا الأمر؟


ج-لقد أثبت الشهيدان من خلال ما قدماه من تضحيات بطولية في الميدان السياسي والأمني والعسكري كانت جميعها صكوك وشهادات حية لهما في حياتهما الفانية، وقابلها محبة واعتراف وتفاني من جميع الشعوب الحية لهما، وهما من الشهداء الخالدين في الحياة الأزلية، فهنيئاً لهما هذه المحبة والوفاء والولاء والاستشهاد العظيم.


س- كيف تقيمون دور الشهيد سليماني في رص صفوف محور المقاومة ؟


ج-لعب الشهيدان السليماني والمهندس دوراً كبيراً وعظيماً في الساحتين الإسلامية والدولية، من خلال قدرتهما على الربط بين النظرية والتطبيق، أي نظرية وفلسفة المقاومة وبين الأساليب الحديثة في ابتداع اشكال المقاومة الأمنية والعسكرية ، وقد أضافا عليها سمة الحنكة السياسية لديهما واستطاعا أن يكسبا ثقة قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام السيد الخامنئي وقيادات الدولة الإيرانية وقيادات المقاومة في العراق الحبيب، وأوصلا رؤيتهم للعالم وأصبحا رمزين عالميين كما هما رمزين إسلاميين عظيمين.


المقاومة تحتاج لصبر وشجاعة ووضوح في الرؤية الإستراتيجية لمقاومة ودفن المشاريع الصهيونية والأمريكية المتغطرسة في المنطقة، والأثنان هما رمزان للشجاعة والإقدام والثبات ولهذا استحقا حب واحترام ووفاء جميع المقاومين الأحرار في المنطقة والعالم.


س- لولا جهود الشهيد سليماني ورفاق دربه الشهداء ، إلى أين كانت ستتجه المنطقة؟


ج-مسيرة المقاومة للظلم والعدوان في الحياة وفي منطقتنا تحديداً هي مسيرة متواصلة من أمد والفكرة الرئيسية هنا أن تعي الشعوب مظلوميتها وعدم الاستسلام لأعدائها او الخنوع والخوف من المشاريع الخارجية الصهيونية الاستعمارية القائمة على الهيمنة والابتزاز والاستحواذ والاستعباد.


الشهيدان قاما بدورهما وَمثّلا رمزاً خالداً للمقاومة، لكن فكرة وموضوع المقاومة ستستمر طالما لا زال المتكبـرون والمتغطرسون لديهم مشاريع تتصف بقهر واستعباد وظلم الشعوب.


س- كيف تنظرون اليوم الى استمرار نهج قادة المقاومة مع إفتقاد الساحة للشهيد سليماني والشهيد المهندس ورفاق دربهما؟


ج-الشهيدان كما اسلفت بأنهما يمثلا قناديل مشعة ومضئية في سماء المقاومة تجاه الظلم والعدوان الأمريكي الصهيوني، وتحول يوم ولحظة استشهادهما الى حدث جلل نحتفي به كشعوب لنتعلم منهم دروس جديدة في الفداء والتضحية والاستبسال ، وان الحياة لا معني لها ولا قيمة فيها إذا لم تكن من أجل حرية الانسان المظلوم في هذا الدنيا، أما الأنسان المظلوم في عالمنا العربي والاسلامي فهي مظلومية متعددة ولها ألوان وأطياف وأشكال وبالتالي لمجرد أن ترى الظلم وهو يعشعش في أحياء القدس والناصرة وغزة والجليل ويافا وعكـا وقـرى لبنـان ، وتشاهد يومياً مأساة الشعب اليمني من ظلـم تحالف دول العـدوان التي تقوده المملكة السعودية وبحماية الأمريكي الصهيوني ، كل هذه المشاهد المأساوية التي تخيـم على شعوبنا العربيــة والاسلاميــة وفي انحاء العالم كله يجعلنا منشدين متفاعلـين متحفزين لتعلــم الدروس في مدرسة المقاومــة العادلة التي كان أبـرز شخصيـاتها اليـوم الشهيدين العزيزين سليمـاني والمهنـدس رحمة الله عليهما.


س- كيف تنظرون الى دور الشهيد في تعزيز المقاومة ودعم الشعوب المستضعفة خاصة الشعب اليمني؟


ج-للشهيد الحاج قاسم سليماني دور كبير في دعم المقاومة في عالمنا العربي وصولاً الى شعوب أمريكا اللاتينية كفنـزويلا وكوبا ونيكاراغوا، وهذه عقيدة وفلسفة دعم حركات التحرر في العالم المظلوم والشعوب المظلومة من قبل النظام العالمي الغربي المتصهين.


أما نحن في اليمن فقد كان للشهيد دور هام في مساندة مقاومتنا ضد حلف العدوان الذي تقوده السعودية وأمريكا منذ أن شنوا عدوانهم صبيحة الـ26 مارس 2015م،  ولهذا نحن كغيرنا من الشعوب المظلومة حَزّناً وتألمنا لإستشهاده وخسارته التي أصيبت به الأمم الحرة المقاومة جميعها، نحن كنا ولا زلنا ممتنين لدعم الشعب الإيراني الشقيق لنا مثمنين جهد القيادة الإيرانية الثورية في دعمنا ، ومعتزين بعلاقتنا الأخوية الاسلامية والانسانية التي تربط الشعبين اليمني والإيراني ، ونحن في اليمن جزء من محور المقاومة وسنكون حاضرين في أية مهمة توكل إلينا من هذا المحور الثوري المقاوم.


س- كيف تصفون اليوم العلاقات بين الشعبين الإيراني واليمني وهم في خندق واحد في مكافحة الاستكبار وقَدّموا شهداء كباراً في هذا المسار؟


ج-أكرر أننا في اليمن نُكنّ كل مشاعر المحبة والاحترام والتقدير لأشقائنا الإيرانيين الذين وقفوا معنا في وقت محنتنا الصعبة، وساندونا بكل ما يستطيعون من دعم ومسانده وموقف سياسي ثابت، ولهذا سيظل شعبنا اليمني يتذكر بفخر واعتزاز وامتنان وعرفان لهذه العلاقة الأخوية الصادقة مع الشعب الايراني.


محور المقاومة في عالمنا العربي والإسلامي مسنود بحلف قوي وموثوق به وهي القيادة الرشيدة للجمهورية الإيرانية الإسلامية ولذلك سيسيـر هذا المحور من نصر إلى نصر مؤزراً بإذن الله العظيم.


س- وماهي رسالتكم للشعب الإيراني في هذه المناسبة؟


ج-يذكرنا التاريخ القديم والحديث بأن أواصر العلاقات الأخوية والمصالح المشتركة الاستراتيجية والتكتيكية بين شعبينا اليمني و الإيراني له جذور موغلة بعمق تاريخنا وثقافتنا وإنسانيتنا؛ وشكراً كثيرا لكم على كل ما قدمتموه من أحل إنتصار شعبنا في معركته الفاصلة بيننا وبين قوى الاستكبار العالمي والقوى العربية المطبّعة المتصهينة الرجعية.


س- كلمة أخيرة حول السفير إيرلو ؟ وحول ما حدث من مرض أدى إلى وفاة السيد حسن إيرلو سفير جمهورية إيران الإسلامية رحمة الله عليه؟


ج-أود في البدء أن أنقل التعازي القلبية الحزينة على وفاة المجاهد الكبير المرحوم السفير/ حسن إيرلو سفير جمهورية إيران الإسلامية في الجمهورية اليمنية ، أنقل التعازي الحارة إلى إسرة الفقيد السفير وإلى الشعب الإيراني الشقيق بأسره وإلى وزارة الخارجية الإيرانية؛كما هي موصوله هذه التعزية إلى فخامة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي – لقد خسر الشعب اليمني صديقاً وشقيقاً حميماً لوفاته وهي خسارة مُنيَ بها الشعب الإيراني الشقيق .


إن تلكّؤ وتباطء دول حلف العدوان على اليمن بالسماح له بمغادرة أراضي اليمن ومن العاصمة صنعاء قد ضاعف معاناته ومرضه لذلك نحن نحُمّل دولتي العدوان السعودي الاماراتي مسؤولية وفاته المؤلمة.


وفوق كل ذي علم عليم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومن نصر إلى نصر بعون الله والناس الصامدون في كل مكان في اليمن العظيم .


المصدر : موقع الوفاق أون لاين



ليست هناك تعليقات