رئيس الوزراء: الزيادات السكانية عامل إيجابي ينبغي استثماره
رئيس الوزراء الزيادات السكانية عامل إيجابي ينبغي استثماره
صنعاء - 04-محرم-1444هـ
الموافق 02/ اغسطس/2022م
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن المؤشرات المتصلة بالزيادات السكانية في اليمن حتى نهاية العقد الحالي، ينبغي أن تحفّز لرسم سياسات وبرامج وخطط تأهيلية تؤدي إلى تنمية الكتلة البشرية وتحقيق دورها الفاعل في التنمية.
جاء ذلك لدى مشاركته في الاحتفال باليوم العالمي للسكان 2022م الذي نظمه المجلس الوطني للسكان اليوم بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بحضور رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس ونائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد وعدد من الوزراء ومجلسي النواب والشورى.
وأشار رئيس الوزراء إلى أهمية الفعالية التي تتصل بواحدة من أهم القضايا التي خصص لها العالم يوماً لتسليط الضوء على قضايا السكان المتشعبة وتذكير كافة المسؤولين والأفراد والجماعات بما تمثله القضية السكانية من أهمية في ظل تنامي عدد سكان العالم.
وقال " لا ينبغي فقط التركيز على أعداد السكان المتنامية، بل العمل على كيفية الاستفادة من هذا المعطى الإيجابي الذي تمكنت الصين عبر انتهاج سياسات تنموية متوازية من استثماره وتحقيق قفزات كبيرة من أن تصبح الدولة الاقتصادية الأكبر على مستوى العالم، إلى جانب الهند التي تتنافس اليوم مع الاقتصاديات الدولية وفي المجالات التعليمية من خلال اعتمادها على التنمية السكانية".
وأضاف "كنا وما نزال الكتلة السكانية الأكبر على مستوى الجزيرة العربية، ويبدو أننا ومن خلال الدراسة التي تم عرضها في الفعالية سنواصل الازدياد في هذا الجانب وأن واحد من أسباب العدوان هو قتل أكبر عدد من السكان بصورة مباشرة عبر الطائرات والصواريخ وغير مباشرةً عن طريق إفقار الشعب وحصاره وتجويعه وإيقاف كل ما يتصل بالإنسان وتنميته".
وأشار الدكتور بن حبتور في هذا الصدد إلى أن ما تم نهبه وبيعه من موارد اليمن النفطية والغازية من قبل دولتي العدوان السعودية والإمارات خلال سنوات العدوان وفقاً لوثائقهم المعلنة يوم أمس، بلغ ما قيمته 13 مليار دولار.
ولفت إلى أن دول العدوان لم يكتف بما مارسته من ظلم وقسوة وحصار وعدوان على الشعب اليمني طيلة هذه السنوات، بل أقدموا على نهب وسرقة موارده وخيراته .. مؤكداً أن ما يحدث هو طغيان كبير على الشعب اليمني يفرض عليه مقاومته بكل الوسائل.
وذكر أنه مع مرور الوقت تظهر الفضائح والمعلومات التي تدين العدوان ونظامي الرياض وأبو ظبي وتبين مدى حقدهما على اليمن وأهله.
من جانبه أشار وزير التخطيط والتنمية عبدالعزيز الكميم إلى أن اليمن أمام مسؤولية كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان واستثمارها من خلال التعليم والتأهيل والتدريب ليكونوا عنصراً فعالا في التنمية.
ولفت إلى أن التخطيط الاستراتيجي السليم هو السبيل لتطوير المجتمعات .. مبيناً أن أي تخطيط لابد أن يأخذ في الاعتبار البُعد السكاني وإدماجه في خطط التنمية القطاعية الشاملة لتحقيق النجاح المطلوب لخطط وبرامج التنمية المستدامة.
وأوضح أن الرؤية الوطنية لبناء الدولة استهدفت إعداد خطة تنتهج التخطيط التشاركي كوسيلة لتعزيز التنسيق بين مختلف القطاعات للنهوض بالتنمية في مختلف المجالات خاصة في ظل العدوان والحصار وما خلفه من تدمير وتدهور في كافة القطاعات الخدمية والتنموية.
وأكد وزير التخطيط، المضي بالتعاون مع جميع القطاعات والشركاء من المنظمات الدولية في مواجهة التحديات والعمل على وضع خطط تنموية وسياسات سكانية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .. لافتا إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص في التخطيط التشاركي من خلال دور بارز في التنفيذ والبناء.
ودعا المنظمات الدولية ذات العلاقة بالسكان والتنمية إلى زيادة الدعم للبرامج والأنشطة السكانية ودعم أعمال الاغاثة الانسانية في اليمن.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس كتلة الصحة بمجلس النواب الدكتور عبدالباري دغيش ووكيل وزارة الصحة لقطاع السكان الدكتور نجيب قباطي وأمين عام المجلس الوطني للسكان الدكتور أحمد بورجي، أكد الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان مطهر زبارة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسكان لهذا العام، يركز على التحديات السكانية التي يواجهها العالم، ومنها اليمن وكيفية استثمار الزيادات السكانية في خدمة التنمية ومسار التطوير والبناء ومواكبة توجيهات قائد الثورة بالاستفادة من الزيادة السكانية وتنميتها بمختلف الوسائل.
واعتبر الاحتفال بهذا اليوم تظاهرة سنوية وفرصة للتذكير بمختلف القضايا السكانية وعلاقتها بالتنمية الشاملة والمستدامة وتعزيز الوعي المجتمعي بها في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة العدوان الذي تسبب في تدمير البنية التحتية لمختلف القطاعات وتوقف كافة البرامج والأنشطة السكانية.
ولفت زبارة إلى أن الثروة البشرية، هي العامل الأساسي للبناء والتنمية، ما يتطلب الاهتمام بالتدريب والتأهيل لمختلف الفئات السكانية والاستثمار الصحي لفئة الشباب .. مبيناً أن الدراسة التي أجراها المجلس أواخر العام الماضي توقعت وصول السكان إلى حوالي 61 مليون نسمة في العام 2045م، ما يستدعي التعاطي الايجابي مع هذا التزايد السكاني لما لهذه الأرقام من انعكاسات على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والزراعية.
وتطرق إلى جهود المجلس والشركاء من الجهات ذات العلاقة بمراجعة وتحديث وتطوير السياسة الوطنية للسكان بما يتوافق مع الرؤية الوطنية لبناء الدولة والالتزامات الاقليمية والدولية المتمثلة في مخرجات المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وأهداف التنمية المستدامة.
كما أكد الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان، أهمية التنسيق بين الجهات ذات العلاقة بالقضايا السكانية لتعزيز العمل السكاني وإدماج قضاياهم في الخطط القطاعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول العام 2030م .. مشيدا بدعم رئيس الوزراء للقضايا السكانية والتنموية وبدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان.
من جهته أشار ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن نستور أوموهانجي إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسكان، مناسبة للتفكير بالجهود المشتركة لمعالجة قضايا السكان وسط عدد من التحديات وتزايد الاحتياجات.
وذكر أن فعالية اليوم العالمي للسكان تقام تحت شعار "عالم يسكنه ثمانية مليارات نسمة: نحو تحقيق مستقبل مرن باغتنام الفرص وضمان صون الحقوق وإتاحة الخيارات للجميع".. مشيرا إلى أن تداعيات وآثار الحرب والنزوح الداخلي والكوارث الطبيعية تسببت في تغيرات ديموغرافية وكان لها آثار باهظة على السكان في اليمن، سيما النساء والفتيات.
ولفت إلى أن هناك 23.4 مليون من سكان اليمن بحاجة لمساعدات إنسانية، أكثر من نصفهم نساء وفتيات، وفي كل ساعتين تموت امرأة أثناء الولادة، كمان أن ستة من بين كل عشر ولادات تتم بدون وجود قابلة توليد مؤهلة ومحترفة.
وبين أوموهانجي أنه في ظل غياب آليات الحماية وزيادة الضغوطات الاقتصادية، تواجه النساء والفتيات بشكل متزايد أشكالاً مختلفة من العنف يؤثر على صحتهن النفسية.
وأكد أن الصندوق شريك أساسي في دعم تطوير وتحسين الأنظمة والهيئات الرسمية الخاصة بالبيانات والإحصاءات كالجهاز المركزي للإحصاء ومصلحة السجل المدني والمجلس الوطني للسكان، لتوفير بيانات سكانية حيوية تكون متاحة في الوقت المناسب ويمكن الوصول إليها من أجل صياغة وتنفيذ سياسات رصينة.
واستعرض ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، البرامج والأنشطة التي تم دعمها خلال العام الماضي في الصحة الانجابية والنازحين وغيرها.
تخلل الحفل بحضور عدد من المسؤولين بمختلف القطاعات ذات العلاقة ريبورتاج عن الفعالية والمجلس الوطني للسكان وأنشطته وحوارية شعرية.
أضف تعليق