سقطرى.. عربون السقوط للعملاء في مستنقع التطبيع/ ا.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ا. د. عبدالعزيز صالح بن حبتور |
أ٠د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور - رئيس الوزراء اليمني
يتقاتل عُملاء ومُرتزقة دولتي العُدوان قِتالاً دموياً شرسا
بين حينٍ وآخر للاستحواذ إمَّا على محافظةٍ هُنا أو أُخرى هُناك، أو على مدينةٍ أو جزيرةٍ هُنا وأخرى هُناك، ولَم يتوقف ذلك العِراك الدموي حتى هذه اللحظة بين الإخوة الأعداء، هؤلاء هُم مجرَّد حُفنة مِن الخونة الاتباع العُملاء لدولتي العدوان السعودي – الإماراتي، ولا نقول بأنَّهم حُفنة من العُملاء جزافاً أو تجريحًا فيهم، لا بل نحن نُوصِفُ الأشياء بمسمياتها الحقيقية والواقعية فحسب.
وعلى سبيل المثال (تسليم المثلث الأسود لأربعين عام قادمة) ويُقصد بها هُنا محافظات شبوه، ومأرب والجوف، لما تكتنزه أراضيها من خيرات النفط والغاز والمعادن الثمينة الأخرى، وكذلك مد أنبوب النفط السعودي في مُحافظة المهرة ليصل إلى بحر العرب دونما تحديد أية شروطٍ من هؤلاء العُملاء، وكذلك توزيع الجُزُرِ والشواطئ اليمنية الإِستراتيجية بين الحكومتين السعودية والإماراتية.
فعُملاء السعودية الآن مُحتجزين بالكامل في الرياض، يُفرض عليهم أو حتى على إرادتهم غير الحُرَّة مجموعة من الإملاءات والشروط وحتى الإِتفاقيات المجُحفة بحق الشعب اليمني، وهُم في حالة استسلامٍ مُريعٍ وخوفٍ مُذِل، ولهذا فإنَّهم جاهزون لتسليم الأرض وما فوقها وما في باطنها.
ولا نُبالغ ما إذا أوردنا الاهتمام بمصالح العدو الإسرائيلي الجيوإستراتيجية للتمهيد للتطبيع الكامل معها، مع الأخذ بالحُسبان توزيع المغانم أو الغنائم في الأرض اليمنية فيما بين شريكي العُدوان بشكلٍ مُرضٍ لهما، ويأتي صمت حكومة المنفى القابعة بالرياض أو القاهرة أو إسطنبول، لضمان استمرار الدفع المُستمر لرواتبهم وإيجارات شُققهم وأجنحة وغُرف النوم في فنادقهم، والفُتات يذهب لهؤلاء الشباب البُسطاء المُغرَّر بهم الذين يموتون بالعشرات تحت وابل نيران خصمهم اللدود من الطرف الآخر من المُرتزقة المأجورين التابعين كعُملاء لمشيخة الإمارات، وهُم كذلك يعيشون كرهائن في مدينة أبوظبي مع أُسرهم وحتى أقاربهم، يُنفِّذُون أوامر أسيادهم من مشيخة الإمارات، يعيشون كي يقتاتون على فُتات ما يجود به الشيخ الوكيل عليهم، يُنفِذُون بالحرف أوامره وخُططه ومشروعاته الإِستراتيجية كمُحتل، خاصةً إذا ما عرفنا بأنَّ دولتي العُدوان ليس بينهم قضيةً خلافيةً تُذكر، وأنَّ التنسيق بينهما يسير على قدمٍ وساق في جميع المحافظات التي احتلوها معاً مُنذ بدء العدوان على اليمن .
وحتى هذه اللحظة، وأنَّ ما يحدث على الأرض ما هو إلاَّ تنسيق في أوسع نطاق، وهُم يُحرِّكون العُملاء الخونة كبيادق وأحجار شطرنج في الرقعة الجغرافية اليمنية الواقعة تحت الإِحتلال ليس إلاَّ، ولكنني هُنا أُكرَّر أنَّ مُقابل هذا الخنوع والاستسلام والعبث بهم في كلٍ من الرياض وأبوظبي، مُقابل تلك التضحية والمُعاناة بسُكان مدينة عدن وضواحيها، لكي يصمتوا دون خجل لحِرمان أهل عدن الكِرام من خدمات الكهرباء والمياه وبقيَّة الإِحتياجات الإنسانية التي يحتاجها المواطن في عدن ولحج وأبين في ظل هذا القيض والحر الشَّديد مع تزايُدِ مرض جائحة كورونا وبقية أمراض الحُمِّيات، علاوةٌ على انقطاع الرواتب في المناطق الواقعة تحت الإِحتلال.
للأسف حتى اليوم نجد أنَّ هُناك من العُملاء والمُرتزقة من اليمنيين لازال يُبرِّر للمُحتل عُدوانه وحصاره وخنقه من جميع المنافذ، هؤلاء المُرتزقة يتحدثون لوسائل الإعلام التابعة لهم بأنَّ هدف عدوان آل سعود وآل نهيان على اليمن هو من أجل إعادة "الدولة الشرعية" إلى صنعاء، وأنَّهم يُقاتلون فئةً صغيرةً هُم الحوثيين، ولازال هؤلاء المُرتزقة البُؤساء يرددون دون خجل هذه الأسطوانة المشروخة مُنذ أزيد من خمس سنواتٍ دون احتشامٍ أو حياء.
المنطق العقلاني والسياسي هو أنْ نتتبع خُطوات دولتي العدوان وإجراءاتهم على الأرض ومُتابعة سياستهم الخارجية المتطابقة مع المشروع الإِستراتيجي الأمريكي والحركة الصهيونية إجمالاً، وهي التي كشَّرت عن أنيابها مع وجود اليمين الشعبوي العُنصري المتطرف في البيت الأبيض الأمريكي، حيث تبنَّت الإدارة الأمريكية المُتصهينة برئاسة الرئيس/ دونالد ترامب في هذه الفترة مشاريع صهيونية وقحة، وسُمِّيت بـ (صفقة القرن)، وضمُّ القُدس وأجزاء من الأغوار والضفة الغربية وهضبة الجولان العربية السورية للكيان الصهيوني، كُلَّ هذه الإجراءات غير المسبوقة تتم بهدف تصفية القضية الفلسطينية العادلة والقضاء عليها بما يخدم سياسة التطبيع مع الكيان الإِحتلالي الصهيوني المُجرم.
دعونا نُفنِّد بالوقائع حركة دولتي العدوان السعودي – الإماراتي وعُملائهم من اليمنيين في السياسة الخارجية الإقليمية لكي يُصحح البعض من هؤلاء (السياسيين) اليمنيين بعضاً من مفرداته ومفاهيمه:
أولاً:
دأبت السعودية والإمارات وعدد من الدول الخليجية في العشرين السنة الأخيرة بأنْ تُطرح فِكرة حِدَّة الصراع بين المذهبين الرئيسيين في الإسلام السُنِّي – الشيعي في المنطقة ونفذت تلك السياسة الإعلامية والدبلوماسية بحشد سيلٍ من الخُطباء المُتفوهين والمُتشددين معاً من الجماعة الوهابية المُتطرفة مع جموع السلفيين المتشددين دونما وعيٍ يُذكر لهؤلاء، وقد برع هؤلاء الخُطباء والدُعاة كثيراً في إغواء الناس البُسطاء وتجهيلهم حتى وصلوا إلى نُقطةٍ حرجةٍ في جعل مذهب الشيعة يتضادُّ ويُعادي مذهب السُنَّة ، مع أنَّ المذهبين مُسلمين حنيفيين، والجامع لهما أكثر من ألف مرَّةٍ من عناصر الخلاف والفُرقة، واستُخدِمَتْ منابر المساجد والمعاهد وحتى بعض الجامعات الدينية الحزبية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الإِجتماعي في بث تلك السموم للعداء بين المذهبين الإسلاميين الحنيفيين.
إنَّ محاولات تحويل العدو إلى صديق والعكس منه تحويل الصديق إلى عدو هي احدى السياسات التي طبختها وجهزت أفكارها وحضَّرت أدواتها المُخابرات في الدول الغربية الرأسمالية وتحديداً:
وكُلها مؤسسات ذات طابعٍ احترافيٍ خبيثٍ في الإِختراقات والكسب وبثِّ السموم الإعلامي والخبري للشعوب عبر استخدام العامل الديني، والهويات الفرعية، والضغائن التاريخية التي حدثت في التاريخ.
المصدر : الثوره نت
أضف تعليق