أزمة القيادة في الوطن العربي واشكالية الصراع بين السياسي والعسكري (دراسة حالة الجزائر) - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

أزمة القيادة في الوطن العربي واشكالية الصراع بين السياسي والعسكري (دراسة حالة الجزائر)

 

أزمة القيادة في الوطن العربي واشكالية الصراع بين السياسي والعسكري

(دراسة حالة الجزائر)

رسالة دكتوراه العلوم في العلوم السياسية  - تخصص : تنظيم سياسي و إداري .

للطالب : عبدالحق فكرون


تعزى اسباب تخلف البلدان العربية حسب اراء بعض المفكرين الى مشكلة غياب الديمقراطية و التدوال السلمي على السلطة اذ عادة ما تحتكر النخب العسكرية السلطة لمدد طويلة ، هذا الوضع نجم عنه صراع شبه دائم بين السياسي و العسكري في البلدان العربية رهن _ اي الصراع _ كل فرص التقدم خاصة مع الدور الذي لعبته الجيوش العربية اثناء حروب التحرير او التصدي للعدو الصهيوني على مدى عدة عقود من الزمن حيث اكتسبت ( الجيوش ) الحظوة و السطوة على الحياة السياسية العربية مع اختلاف واضح في واقع هذه البلدان ذاتها . و لو ان الراهن العربي اليوم يحيلنا الى معطيات تؤشر على اندثار الجيش كلية في بعض البلدان العربية من ذلك الصومال ، و تفكك جيوش اخرى كما هو الحال في ليبيا و العراق ، و غياب الجيش بمعنى المؤسسة في بلدان اخرى من ذلك بعض البلدان الخليجية ، علما ان المواجهة مع الكيان الصهيوني قد شطبت من اجندة البلدان العربية منذ اكثر من اربعة عقود و هي ذات المواجهة التي اقتصرت فيما سبق على بلدان و جيوش دون اخرى .

فدراسة العلاقة بين الجيوش العربية و أهل الساسة في هذه البلدان يرتبط بالطبع بسياق اجتماعي يختلف الى حد بعيد عما هو موجود في الدول الاخرى اذ ان اغلب البلدان العربية تتصف بمجتمعات قبلية عشائرية تحكمها روابط تتصل بالعصبية على حد تعبير ابن خلدون ، و تغيب فيها المؤسسات كما ان تغليب المرجعية القبلية على منطق السياسة لا ينسحب على انظمة الحكم في هذه البلدان بل يتعداه الى المعارضة من حيث التركيبة والممارسة و المنطلقات و الغايات حيث ان الاحزاب و النخب السياسية في وطننا العربي عادة ما تخفي تركيبة و مصالح قبلية و طائفية او جهوية .

أهمية الموضوع :

يكتسي موضوع دراستنا : ازمة القيادة في الوطن العربي و اشكالية الصراع بين السياسي و العسكري اهمية كبيرة _ في رأينا _ بحكم اننا نسعى من خلال هذه الدراسة _ المتواضعة _ الى الخوض في اسباب ازمة القيادة في البلدان العربية لاعتقادنا ان البلدان العربية _ منفردة او مجتمعة _ تتوفر على اسباب النهضة و التقدم من مداخيل بترولية وغازية او امكانيات سياحية و زراعية لكن الخلل _ حسب تقديرنا _ يكمن في القيادة من خلال ذاك الصراع الخفي او المعلن بين النخب العسكرية و السياسية في البلدان العربية .

فموضوع الدراسة له اهمية واضحة بالنظر الى تاريخ البلدان العربية التي خضع اغلبها للاستعمار لمدد طويلة و متفاوتة و كان من نتائج ذلك ميلاد احزاب سياسية و نخب وحركات تحرير توجت نضالها بحركات مقاومة و ثورات تحريرية . هذا المسار التاريخي ادى في المحصلة الى تعاظم دور النخب العسكرية التي خاضت حروب التحرير او شاركت في مجابهة العدو الصهيوني و مكافحة الارهاب في الوقت الراهن مما مكنها من ازاحة النخب السياسية و الاستحواذ على الحكم سواء في الواجهة او من خلف الستار _ مع اختلاف التجارب من بلد الى اخر بالطبع _ و حتى و ان احكم بعض الساسة قبضتهم على الحكم في بعض البلدان العربية فالملاحظ ان هؤلاء الساسة من ملوك و امراء او رؤساء قد تمكنوا من الحكم بواسطة العسكر و احكموا السيطرة على الحياة السياسية في اطار من الاغلاق و اقصاء الاخر و استبعاد كل النخب السياسية عن دواليب السلطة و الحكم و بذلك فقد جمدت الدساتير في البلدان العربية و افرغت من محتواها و غاب مفهوم التداول السلمي على السلطة و استكانت الاحزاب السياسية و همش المجتمع المدني و غابت حرية الرأي والتعبير و لم يبق من الحقوق الا الاسم .


لتحميل الدراسة PDF من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا


ليست هناك تعليقات