الإستراتيجية التجارية الجديدة للصين - دراسة حالة العلاقات الصينية الأفريقية بعد الحرب الباردة
الإستراتيجية التجارية الجديدة للصين
دراسة حالة العلاقات الصينية الأفريقية بعد الحرب الباردة
اعداد : سي محاندشهيناز نور الهدى
مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم السياسية و العلاقات الدولية - تخصص دراسات إقليمية
بعد نهاية الحرب الباردة انحصرت القوة إلى جانب واحد، فأصبح العالم يعيش في ظل الهيمنة الأمريكية، إلا أن الحال لم يدوم طويلا، فعلى إثر التحولات في ميزان القوى الدولية مع بداية القرن الواحد و العشرين و بروز قوى أخرى جديدة تتنافس على المكانة الدولية، شهد العالم تحركا سياسيا و عسكريا صينيا صاحبه الانفجار الاقتصادي ،إذ أصبحت الصين أهم محاور تلك المنافسة الدولية،فشهدت تحاولات عميقة ذات بعد إستراتيجي بناءا على التحولات السياسية و الاقتصادية و الإقليمية التي عرفها مسرح العلاقات الدولية، و الإصلاحات التي قام بها الحزب الشيوعي الذي أحدث حالة إقلاع في عدة مجالات، فالأولوية القصوى التي ينهمك فيها الحزب الشيوعي الصيني هي محاولة التخفيف من نقاط الضعف والسعي لتحقيق الاستقرار و النمو.
بروز نمو الصين الاقتصادي القوي،في الثمانينيات و التسعينيات ،و ظهورها كقوة كبرى في السياسة الدولية.و مع اتساع اقتصادها،بدت الصين مهيأة لأن تصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفي غضون ذلك شرعت الصين في تحديث جيشها وفي تبني موقف دبلوماسى يتمحور في السلام و التنمية اولتعاون،تخطو خطوات نحو التنمية الوطنية والمساهمة في السلام العالمي و التنمية المشتركة، فاللصين خبرة تاريخية من تخوفها من نمو و تطور القوى الكبرى،جعلها تتبني استراتيجية الصعود السلمي وسياسة حسن الجوار لطمأنة العالم من صعودها السلمي.
جاء مشر وع "طريق الحرير" الصيني في سياق استراتيجيتها للصعود السلمي وكنمو ذج لقوة ناعمة،إذ تحرص الصين على تقديم تجربتها التنموية الخاصة في سياق طرحها لهذا المشروع، كأحد النماذج التي يمكن الاستفادة منها،و يقوم المشروع على الشراكة الاقتصادية الواسعة و بمستويات عدة،مع أكبر عدد من الدول المستعدة للانخراط في هذه المبادرة،سواء الدول الواقعة على مسارات طريق الحرير البري و البحري،أو المستفيدة منه.فيشكل المشروع قفزة كبرى إلى الأمام على تعزيز دور الصين على الساحة الاقتصادية الدولية، وتهدف الصين من خلال هذه المبادرة عل نمو صادرتها،الذي يخفف من تراجع نموها و آثاره السلبية على الاقتصاد الصيني،و تعديل نمط النمو بأن تساعد هذه المبادرة على تناسق تنمية المناطق الصينية ال داخلية،و إلى تشكيل تحالفات مع مختلف دول العالم خاصة الدول الأفريقية، في إطار تطوير مبادرة طريق الحرير،إذ تعتبر هذه المبادرة أكبر برنامج لتنسيق الاستثمارات في البنية التحتية عرفتها البشرية،الذي سيساعد الدول الأفريقية لتحقيق التنمية من خلالها.
لتحميل الدراسة PDF من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا
أضف تعليق