غاز شرق المتوسط ومستقبل الصراع الإقليمي
غاز شرق المتوسط ومستقبل الصراع الإقليمي
الباحث: مصطفى صلاح
دراسة تحليلية صادر عن مركز الحوكمة وبناء السلام، صنعاء، اليمن
لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط عامة، ومنطقة شرق المتوسط خاصة ساحة لصراع جيو -سياسي عالمي وإقليمي على مر العصور، بيد أن هذا الصراع أخذ منحى جديدًا منذ مطلع الألفية الثانية، وبخاصة بعد اكتشاف احتياطيات هائلة من الغاز في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومع تصاعد كشوفات الغاز في منطقة شرق المتوسط، ازداد الصراع والتنافس الإقليمي على هذه الثروات باعتبارها عامل تهديد للاستقرار بدلًا من ان تتحول إلى عنصر استقرار في منطقة الشرق الأوسط، مما ينذر بتحفيز الصراعات، وتجددها كالصراع التركي القبرصي، والإسرائيلي اللبناني فضلًا عن دورها في زيادة مستوى التوترات في العلاقات المصرية التركية.
فهناك دلًلًت عديدة تؤشر على مستقبل التنافس على الطاقة في منطقة حوض شرق المتوسط الذي بدأت تتحدد ملامحه الأولية، وبلغت تبعاته لتلقي بظلالها على تصاعد حدة التوترات بين الدول المطلة في هذه المنطقة خاصة (مصر – اليونان – قبرص – إسرائيل – تركيا - لبنان)، هذا المشهد التنافسي بات أكثر الشواهد تعبيرًا عن خريطة التحالفات الإقليمية الجديدة شرق المتوسط وصراع المراكز الإقليمية على هذه الثروة النفطية الضخمة التي قد تفوق في إنتاجيتها مستويات الإنتاج الخليجي والروسي معًا.
وعلى خلفية هذه التحالفات فإن التنافس قد يتطور ليشكل نواة صراع جديدة بمحددات جيوسياسية واستراتيجية مختلفة عن الماضي، خاصة في ظل حالة التعقيد الذي تحيط بالتطلعات السياسية والًقتصادية لهذه الدول للحصول على مميزات المركز الإقليمي للطاقة في هذه المنطقة الحيوية التي تتشابك فيها الحدود المائية والمصالح الخاصة بالطاقة؛ حيث سعت العديد من الأطراف الإقليمية والدولية لتحويل وجهة مجريات هذه القضية المعقدة بما يحفظ لها مصالحها، وأضحى يُعتمد كمؤثّر أساسي خاصة في ما يتعلق بحقول الغاز المكتشفة حديثًا.
لتحميل الدراسة PDF من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا
أضف تعليق