حكومة الإنقاذ تنظم حفلا خطابيا بمناسبة العيد 58 لثورة 14 أكتوبر المجيدة
حكومة الإنقاذ تنظم حفلا خطابيا بمناسبة العيد 58 لثورة 14 أكتوبر المجيدة
صنعاء - 10-ربيع الأول-1443هـ
الموافق [16/ اكتوبر/2021]
نظّمت حكومة الإنقاذ الوطني، اليوم، حفلا خطابيا بمناسبة العيد الـ58 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، بمشاركة عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي ورئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور.
وفي الحفل، أشار عضو السياسي الأعلى الرهوي إلى البُعد الوطني لهذه الثورة المجيدة التي قادها المناضل راجح غالب لبوزة، ومعه غيث من قبائل اليمن كافة شماله وجنوبه وشرقه وغربه، الذين تحرّكوا لتحرير الوطن من براثن الاستعمار البريطاني البغيض.
وقال: "حضرت المرأة اليمنية في هذه الملحمة الوطنية، والتي تعد مريم بنت سعيد عباد الملقبة ب'دعرة' أبرزهنّ، حيث تمكّنت من قنص تسعة وثلاثين جنديا بريطانياً، وأسقطت طائرة مروحية، إضافة إلى حضورها في عدد من الجبهات في المحافظات الشمالية عقب ثورة 26 سبتمبر".
وأوضح الرهوي أن الحقائق التاريخية القريبة تؤكد أن أبناء المحافظات الشمالية قاتلوا واستشهدوا في المحافظات الجنوبية، كما قاتل واستشهد أبناء المحافظات الجنوبية في المحافظات الشمالية، دفاعا عن اليمن وحقه في العيش بحرية وكرامة.
ولفت إلى أهمية رد الاعتبار لكل شهداء الوطن، لاسيما من كانت لهم أدوار بارزة، وتم نسيانهم وأدوارهم النضالية التحررية المشرّفة .. مؤكدا أن أبناء الوطن يستذكرون اليوم شهداءهم الذين بذلوا أرواحهم، وأولئك الذين لا يزالون حتى اليوم يبذلون دماءهم في مواجهة العدوان.
وتطرّق الرهوي إلى الانتصارات المتلاحقة التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية بإسناد من رجال القبائل الأحرار في مأرب وغيرها، والتي يتم تحريرها تباعا.. لافتا إلى أهمية تعزيز اللّحمة الوطنية لمواصلة التصدّي للمعتدين.
كما تطرّق عضو السياسي الأعلى إلى مساعي دول العدوان، وفي مقدمتها بريطانيا، لتفتيت اليمن واستدعاء مشروعها القديم الذي أسقطته ثورة 14 أكتوبر.
بدوره، توجّه رئيس الوزراء، في مستهل كلمته، بالتهنئة بهذه المناسبة لقائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يقود معركة وطنية كبرى تحقق إنجازات هامة لصالح القضية الوطنية ومصلحة الشعب اليمني، وكذا لرئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، الذي يقود تحولات سياسية وأمنية وتنموية حيوية.
وأشار إلى أن الجميع معنيون -وهم يحتفلون بهذه المناسبة- بتذكر الشهداء المناضلين وتضحياتهم الكبيرة.. موضحا أن المناسبة ليست عابرة، لأن الأمر لم يكن سهلا لأحرارها وهم يواجهون الإمبراطورية البريطانية التي كان لها مؤسسة أمنية وخونة وعملاء ومرتزقة لرصد تحركات الثوّار وخططهم التصعيدية ضد المحتل.
وقال: "ما أشبه اليوم بالأمس، كان هناك عملاء وخونة للمحتل القديم، كما هو الحال اليوم مع المحتل السعودي- الإماراتي، الذي يعتبر بالأساس أداة للمشروع الغربي الصهيوني والمشروع الأنجلوساكسوني القديم الجديد، الذي يريد تثبيت النظام الصهيوني الذي بدأ يتهلهل من الداخل بفضل المقاومة الفلسطينية، ورفض المجتمع العربي له ولوجوده".
وأضاف: "اليوم يعاد ترتيب المنطقة بصورة أخرى من خلال بعض العملاء والمرتزقة، ويؤسس أعداء الأمة كانتونات ودويلات ومشيخات الغرض الرئيسي منها تفتيت اليمن، ودعم المشروع الصهيوني المحمي بالمشروع الغربي للبلدان الليبرالية" .. مؤكدا أن بعض العملاء والمرتزقة، المتواجدين في الرياض وأبو ظبي ودبي، يخدمون هذا المشروع الذي يسعى إلى تفتيت اليمن.
ولفت رئيس الوزراء إلى أنه من رحاب ثورة أكتوبر ومفكريها، الذين ثبتوا وصمدوا وأسسوا الفكرة قبل 58 عاما، تقوم صنعاء اليوم بإعادة صياغة اليمن من جديد.
وأشار بهذا الخصوص إلى حديث قائد الثورة في مناسبات عديدة، وتأكيده أن الدولة اليمنية الجمهورية في صنعاء تقوم على مبدأ التسامح والإخاء.. وقال: "ينبغي علينا أن نركّز على هذه الفكرة، لأننا لا نؤمن بالأحقاد وردود الأفعال، وهدفنا الرئيسي هو طرد المحتل، وإعادة بناء الجمهورية اليمنية على أسس سليمة، يسودها التسامح ومبدأ تكافؤ الفرص".
وتحدّث رئيس الوزراء عن المديريات والمناطق التي تم تحريرها، وعادت إلى حضن الوطن.. مؤكدا الاستمرار في تحرير كل شبر من أراضي اليمن من المحتل السعودي الإماراتي الأمريكي.
وفي الفعالية، التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى وعدد من المحافظين وقيادات عسكرية وأمنية، ألقيت كلمة عن مناضلي ثورة أكتوبر من قِبل أحمد ناصر الحماطي، استعرض فيها الإرهاصات التي سبقت هذه الثورة، وكيف اصطف أبناء عدن جميعا، وتوزّعت أدوارهم ما بين حمل السلاح وإخفائه إلى المشاركة في المظاهرات الشعبية في وجه المستعمر البريطاني.
وأشار إلى أن المواطنين في كل مكان كان لهم دور في دعم المقاومة، فيما الفدائيون المناضلون يقفون في كل شارع وحي يتربصون بجنود الاحتلال المدججين بالسلاح، وينقضون عليهم كالأسود.
ولفت إلى أن الجيش واللجان الشعبية، الذين يواصلون اليوم المسيرة النضالية، هم أمل الشعب اليمني الذي لن ينسى كل جندي حمل السلاح في مواجهة المعتدين .. موضحا أن الأبناء يستلهمون اليوم الدروس من الآباء والأجداد في ظل محاولات المعتدين والغزاة وأسيادهم تقسيم الأرض اليمنية وتفتيت الوطن.
من جانبه، أشار أمين العاصمة، حمود عباد، إلى أهمية التلاحم الشعبي في مواجهة الغزاة والمحتلين.. مؤكدا أن اليمن هو من ظل يحمل راية الفتح عبر الأزمنة، ويرفض الخنوع.
وتطرّق إلى الكفاح المسلّح لمواجهة جحافل الاستعمار البريطاني وطرد المملكة التي كانت لا تغيب عنها الشمس، التي لم تصمد أمام بأس الثوّار الذين انطلقوا من جبال ردفان.
وقال: "إن هذا الشعب مقرون بالنصر، وتحفّه إرادة الله، وهو اليوم يحتفي بأعياد واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وعلى مشارف الاحتفاء بذكرى مولد الحبيب المصطفى محمد -صلى الله عليه آله وسلم- تعظيما وإجلالا للنبي الخاتم".
بدوره، حيا رئيس مجلس التلاحم القبلي، الشيخ ضيف الله رسام، أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة الذي يسطرون ملاحم بطولية في مواجهة قوى العدوان.
وأشار إلى أن أحفاد شهداء ثورة أكتوبر مطالبون اليوم بالسير على خطى آبائهم وأجدادهم في مواجهة المستعمر الجديد.
فيما أشارت أمينة عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أخلاق الشامي، في كلمة المرأة، إلى ما قدمته المرأة اليمنية من تضحيات إلى جانب أخيها الرجل منذ ثورة أكتوبر وحتى اليوم في مواجهة الغزاة والمحتلين.
وأكدت أن أبناء الوطن، وفي مقدمتهم الأحرار في المحافظات والمناطق المحتلة، مطالبون بتحرير كل شبر من أراضي اليمن من المحتلين ومرتزقتهم، كما تم تطهيرها من رجس الاحتلال البريطاني.
تخللت الحفل قصيدة للشاعر حسين المحضار، عبّرت عن المناسبة ومكانتها الوطنية، إضافة إلى أوبريت من إعداد محمد المحمّدي، قدّمته فرقة "الأصالة والمعاصرة"، مثَّل لوحة تعبيرية عن ثورة أكتوبر وواحدية النضال اليمني في صنعها وتحقيقها.
أضف تعليق