انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني الأول لتطوير المناهج وتنويع مسارات التعليم
انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني الأول لتطوير المناهج وتنويع مسارات التعليم
صنعاء، الأربعاء، 29-ربيع الآخر -1444هـ
الموافق 23/ نوفمبر/2022م
انطلقت اليوم بصنعاء، فعاليات المؤتمر الوطني الأول لتطوير المناهج وتنويع مسارات التعليم، تنظمه على مدى خمسة أيام وزارة التربية والتعليم.
وفي الافتتاح، بارك فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، عقد المؤتمر الوطني الأول لتطوير المناهج، والذي يأتي بعد ثمان سنوات من العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على الشعب اليمني الذي كان من أبرز أهدافه تدمير العملية التعليمية واستهداف المدارس وقطع مرتبات المعلمين.
وأشار في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي، إلى أن الشعب اليمني قدم خلال ثمانية أعوام من العدوان، أنصع الأمثلة في التعاون والتكاتف بين الشعب والدولة، فواصل المعلمون والمعلمات دورهم في التعليم، وقام المواطنون بدورهم المساند ليثبتوا للجميع أن التعليم مسؤولية مشتركة ما بين الدولة والمواطن.
وقال" لقد بات واضحاً من خلال التجارب أنه لا تطور ولا تقدم لأي شعب أو دولة إلا عندما يكون التعليم أعلى سلم الأولويات، بل إن العلم شرط هام للإستخلاف في الأرض، فلا يمكن بناء الحياة على نحو يُظهر عظمة الله وحكمته إلا بالاستفادة من العلم والمعرفة المستمدة من القرآن الكريم كمصدرٍ أساسيٍ ورئيسيٍ للمعرفة والعلوم والثقافة يؤسس لنا المنطلقات الصحيحة التي نسير من خلالها في شتى معارف شؤون الحياة".
وأضاف" لا يمكن أن يتحقّـِـقَ لنا استقلالٌ سياسي، واستقلالٌ اقتصادي، واستقلالٌ في واقعنا كأمة، إنْ لم يتحقّــقْ لنا الاستقلالُ الثقافي والفكري".
وتابع قائلا" نحن اليوم في عصر بات منطق الغلبة في العالم قائم على الرقي والاستقلال الاقتصادي، وهناك نماذج دول انتقلت من الحضيض إلى القمة بسواعد أبنائها، وهو ما يحتاج إلى منظومة تعليمية فاعلة تقدم العلم المواكب لمتطلبات العصر وتحافظ على هوية الشعوب واستقلالها".
وأشار الرئيس المشاط، إلى أن الأعداء يركزون على استهداف الجيل الناشئ والشباب كونهم حاضر الأمة ومستقبلها ودعامة قوتها.. مبينا أن جزءً من هذه الحرب تحرص على تغيير المناهج بما يتوافق مع المزاج الأمريكي والصهيوني وحذف آيات الجهاد، وحرف بوصلة العداء، وتقديم الأعداء على أنهم أصدقاء، وزرعها بالمفاهيم المغلوطة.
وقال" نحرص من خلال المؤتمر الوطني الأول لتطوير المنهج وتنويع مسارات التعليم، على الخروج بمنهج تعليمي حديث ومتطور يكون العمل والتطبيق فيه ملازماً للتعليم، وأن تكون أهدافه الرئيسية التي يرتبط بها الطالب اليمني أهدافاً كبيرة وجامعة، تبني لنا يمناً قوياً منيعاً متحضراً قادراً على حماية سيادته واستقلاله، يمتلك الإمكانات اللازمة ويستطيع استغلال كل موارده في الحياة ليحقق الرفاهية والسعادة لكل أبنائه".
وأكد أن عقد المؤتمرات العلمية له أثر في تطوير المناهج وخدمة العملية التعليمية.. مشيرا إلى ضرورة وجود لجنة وطنية لاستيعاب هذه الجهود وغيرها ضمن رؤية شاملة تحقق الأهداف المرجوة، حاثا على إشراك المتخصصين في مختلف المجالات في عملية تطوير المناهج.
كما أكد الرئيس المشاط، على أهمية ربط العلوم والمعارف والتخصصات مع احتياجات التنمية والعمل، والعمل على تطوير المناهج لتواكب التطورات العلمية في الجوانب العملية، وكذا مواكبة التطور في العلوم الإنسانية.
بدوره عبر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، عن الشكر لقيادة وزارة التربية والتعليم على تنظيم هذا المؤتمر العلمي الذي يسعى لانتشال الوضع التعليمي الراهن والتمهيد لتطبيق مخرجاته في تطوير المناهج وفقاً لرؤية علمية وتربوية تراعي التنوع العظيم للشعب اليمني.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم تواجه كماً هائلاً من التحديات كامتداد لطبيعة الصعوبات التي تواجهها الحكومة والدولة في صنعاء عامة والتي ليس أقلها نقل وظائف البنك المركزي اليمني إلى فرعه في محافظة عدن.
وقال" إنها تحديات فرضها العدوان والحصار على الشعب اليمني منذ قرابة ثمان سنوات، ضمن سعيه لتدمير الدولة اليمنية في الداخل وتحطيم العلاقة بين قيادة الدولة ومختلف فئاتها وبالأخص الموظف العام المحروم من مرتباته من جهة، وإغلاق كافة مصادر الموارد عبر الحصار من جهة ثانية".
وأكد الدكتور بن حبتور، أنه ورغم التمويلات الضئيلة التي أُتيحت لصنعاء والتي لم تتجاوز 7 بالمائة وفقاً لآخر موازنة عامة تم إقرارها في عام 2014م، إلا أن كافة مؤسسات الدولة تمكنت من صنع إنجازات نوعية وفي مقدمها النجاح في مواجهة وردع المعتدين وعملائهم ومرتزقتهم وصون الأمن الداخلي وحماية الأسر اليمنية والتصدي لأعمال النهب للنفط والغاز.
وأضاف" لا يمكن السكوت عن نهب وبيع النفط والغاز اليمني، وأبناء اليمن يعانون والموظفون بلا مرتبات وفي مقدمتهم المعلمون الذين يمثلون شريحة واسعة من قوام الموظفين".
وتابع " يعاني الموظفون وأسرهم فيما تذهب مستحقاتهم إلى جيوب الفاسدين من العملاء والخونة، منها أربعة عشر مليار دولار قيمة مبيعات النفط والغاز للسنوات الماضية كانت توضع في البنك الأهلي السعودي ولم يعلم مصير سوى مليار ونصف المليار منها".
وبين رئيس الوزراء، أن الدولة بمؤسساتها الكاملة موجودة في صنعاء، كما أن صاحب القرار الذي يُعول عليه أبناء الشعب اليمني موجود فيها وتأتي منها المبادرات السلمية وهي أيضاً الساعية دوما للتخفيف عن الناس وتسهيل حياتهم وسلامتهم وضمان الأمن والاستقرار.
ونوه برؤية قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي شملت الجانب الروحي والقيم الرفيعة، والجانب المتصل بعملية البناء والتطوير لمختلف جوانب الحياة اليومية للإنسان اليمني.
وأكد الدكتور بن حبتور، أن الحكومة تعول على هذا المؤتمر في مواجهة التحدي والعمل على إصلاح منظومة التعليم من خلال الأبحاث العلمية التي سيتم مناقشتها من قبل المشاركين وفقا للمنهج العلمي.
وتطرق إلى أهمية تعزيز المكتسبات المحققة خلال الفترة الماضية من خلال المؤتمر ومراعاة التنوع الاجتماعي وخصوصية هذا التنوع الذي يسود اليمن الكبير لأكثر من ألف عام وأهمية الحفاظ عليه وتمتينه باستمرار.
وتوجه رئيس الوزراء بالشكر لوزراء التربية والتعليم السابقين الذين يشاركون في المؤتمر ودورهم الكبير خلال الفترة الماضية في خدمة القطاع التعليمي.
وفي افتتاح أعمال المؤتمر بحضور رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات وزارة التربية، أكد وزير التربية والتعليم، رئيس المؤتمر يحيى بدرالدين الحوثي، على أهمية التعليم كركيزة رئيسية لتقدم الشعوب وازدهارها، الأمر الذي يحتم مواكبة الثورة العلمية وتطورات الأنظمة التعليمية لضمان اللحاق بركب الحضارة.
وأشار إلى جهود الوزارة للارتقاء بالعملية التعليمية بدءا من إصلاح وصناعة النظم التعليمية والتربوية، حيث سيتم خلال المؤتمر الوقوف على عدد من الدراسات والبحوث التشخيصية والتحليلية لخبراء مناهج وأكاديميي مركز البحوث والتطوير التربوي، وجامعة صنعاء ومختصي التوجيه ومشاركين آخرين، بالإضافة إلى رؤى للمناهج التعليمية وفق المعايير العلمية والمنهجية للتطوير بغية الخروج بوثيقة وطنية مقترحة لتطوير المناهج وتنويع مسارات التعليم في ضوء التجارب الدولية الناجحة.
واستعرض وزير التربية، الصعاب والتحديات المتراكمة من الماضي كسعة الكادر الوظيفي واحتياجاته وتصحيح كشوفاته واختلالات الكتب الدراسية وتقادمها بالإضافة إلى إشكاليات البنية التحتية ومنها المباني التي دمر العدوان العديد منها، فضلا عن الحاجة إلى بناء مدارس جديدة لتغطية النمو السكاني والتوسع العمراني، إلى جانب احتياجات العملية التعليمية من أجهزة ووسائل وتطوير مستمر في ظل انقطاع رواتب الكادر التربوي.
وثمن صمود التربويين وثباتهم والذي بفضله وبمساندة القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وتضافر جهود المجتمع استمرت العملية التعليمية رغم التحديات والصعاب الجمة التي أفرزها استمرار العدوان على مدى سنواته الثمان.
وتطرق وزير التربية إلى أهمية ربط التعليم باقتصاد المعرفة لضمان الإعداد المتكامل للأجيال الذين يعول عليهم بناء الغد المشرق والدفع بعجلة التنمية والنهوض بالوطن.
ولفت إلى حالة الجمود التي يعانيها التعليم واعتماده على الحفظ والتلقين بدلا من الإبداع والابتكار، فضلا عن افتقاره لمواكبة متغيرات ومستجدات العلوم الأساسية والنفسية والاجتماعية والتربوية.
فيما بارك مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، جهود وزارة التربية لتصحيح اختلالات العملية التعليمية وسعيها لتطوير المناهج الدراسية والنظام التعليمي.
وأشار إلى المسؤولية الكبيرة التي تتحملها القيادة في النهوض بالعملية التعليمية وهو ما يحتم تضافر جهود الجميع كون التعليم مسؤولية وطنية، لافتا إلى أن عملية تطوير المناهج في السابق كانت تجري خلسة في ظل منهج متقادم ومبهم لا يستطيع معه ولي أمر الطالب توضيح ما يصعب فهمه من قبل الطالب.
وأكد مفتي الديار اليمنية، على أهمية حشد كل الجهود والطاقات لتطوير العملية التعليمية.. لافتاً إلى الشروط والمعايير التي يجب توافرها في المنهج الدراسي والمعلم الذي يعد القدوة لأجيال المستقبل فضلا عن الخطط الاستراتيجية.
وعقب الافتتاح استعرض المشاركون في المؤتمر خمس دراسات تقويمية، قدم الأولى باحث شعبة اللغة العربية بمركز البحوث والتطوير التربوي الدكتور خالد الحوصلي بعنوان "كتب اللغة العربية وسبل تطويرها"، والثانية لرئيس قسم الرياضيات بالإدارة العامة للمناهج يوسف جبار بعنوان "منهاج الرياضيات لمراحل التعليم العام في اليمن بين الواقع والطموح"، فيما قدم الثالثة رئيس دائرة القياس والتقويم بمركز البحوث الدكتور أحمد الشامي بعنوان "كتب العلوم لمراحل التعليم العام".
وتناولت الدراسة الرابعة مناهج اللغة الإنجليزية للصفوف (7ـ 12) في ضوء الاتجاهات الحديثة قدمها باحث أول دائرة الترجمة بمركز البحوث الدكتور محمد الحوصلي، واشتملت الخامسة على تصور مقترح لتنويع مسارات التعليم الثانوي في ضوء التجارب الرائدة لبعض الدول قدمها رئيس شعبة التخطيط بمركز البحوث الدكتور يوسف الريمي.
أضف تعليق