حدث له دلالات حاكمة يُبنى عليها - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

حدث له دلالات حاكمة يُبنى عليها

 

حدث له دلالات حاكمة يُبنى عليها




 محمد عبدالمجيد الجوهري 

المصدر : المؤتمر نت

الأحد, 15-أكتوبر-2023م

حدث له دلالات حاكمة يُبنى عليها



مقدمة لابد منها وهي الاعتراف لك عزيز القارئ الكريم، انني أكتب هذا المقال بكل طيبة نفس وصفاء روح استنادا على الحاحات واجبة الوفاء لقيم األاخوة والعلاقة الرفاقية الوطنية التي ربطتني بدولة البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور، على مدى زمن يقترب من النصف قرن تشاركنا فيها كثيرا من مر الحياة وقليل من حلوها، وحتى أكون صادقا معكم فإن هناك سبب ثانوي اخر، وهو حجم التنمر والتندر الذي مارسه عليه وعلي نفر من خصومنا السياسيين بعد صدور قرار بإقالة حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء من مجلس الدفاع الوطني برئاسة المشير/مهدي المشاط، وتكليف حكومته بتصريف الاعمال لحين تكليف حكومة جديدة تتولى ادارة شؤون البلد للمرحلة القادمة --- فإلى بقية تفاصيل المقال بعون الله ننطلق.


لعله من نافلة القول الحديث عن أن قرار منح دولته اعلى وسام في البلاد ( وسام الوحدة 22 مايو )، هذا الوسام الذي تم منحه لدولته وفق القرار الجمهوري رقم 35 لعام 1445ھ، ولعله من الجدير هتا الحديث عن دلالات هذا التكريم الذي حظي به الحاكمة به أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور، بمنحه وسام الوحدة 22 مايو( اعلى وسام في بلدنا) من خلال ثلاث محطات او مرتكزات اساسية +خلاصة/خاتمة، هي على النحو الآتي:

1- :- احداث سبقت التكريم 2- .ادوار ومواقف لدولته استوجبت التكريم .

3- .ادوار ومواقف وطنية يلزمها الوسام على حامله 4- .الخالصة وخاتمة المقال.


وانطلاقا من ذلك يمكننا تلخيص الاحداث التي سبقت التكريم وفق التالي - :

أ- ظروف العدوان وانشغال الجميع بها مستنفرين لصد العدوان ومراكمة القوة للصمود بغية تحقيق النصر بعون الله.

ب - ذلك اإلانشغال مكن من اختراقات انتهازية+ارتزاقية، ومثلما تراكمت عوامل القوة نشئت نقاط ضعف، لم يسمح طبيعة الظرف لتصحيحها في حينه.

ج - مع تباشير النصر ونجاح الوساطات العمانية، والانخرط في مفاوضات مباشرة اقتربنا من مرحلة جديدة، لها استحقاقاتها لربما بل و من المؤكد ان حكومة الانقاذ لا طاقة ولا قدرة لها، على القيام بتخلق واستحضار أدوات ووسائل تأسيس وإدارة هذة المرحلة، ولا داع للشرح لماذا كان ذلك.

د - بالإعتماد على النقطتين (أ+ج) كان على قائد الثورة مسؤولية حسم القرار، بعدما بلغت قلوب الناس الحناجر لأسباب اعاله مضاف عليها وجود وزراء+مشرفين VIP في الحكومة لم يستطع

رئيس الحكومة محاسبتهم كونهم ( مراكز قوى).

د. كثر نصح القائد وإشاراته للفاسدين والقضاة بالكف عن إيغالهم بالفساد والمظالم، حتى حسبه الشعب محرد ( خطاب سياسي ) فقط وتوهم الفسدة ان ذلك قلة حيله بالفعل، بينما قائد الثورة ظل يتحين الفرص الى ان اطل علينا المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل صلوات ربي وتسليمه وعلى ٱله الطيبين الطاهرين(، فأعلن انه سيكون اكبر احتفال حاشد في عموم دول المسلمين وسيحمل تغيرات كبيرة وذلك ما كان فعلا.

ھ - يعلم قائد الثورة قبل غيره نقاء مكنونات بن حبتور، من روح وطنية و ولاء وعظيم الفخر بالإنتماء لليمن وفوق ذلك نظافة يده وشفافية عمله ومصداقيته في إدارة أعمال الحكومة كرجل تكنوقراط وأكاديمي لا يشق له غبار، وحتى لا يتوهم الخصوم انه قد جرى خذالنه بإقالته من رئاسة الحكومة، فقد اجتهد القائد في الاعلان عن ذلك بقرار منحه ( وسام الوحدة) تكريما وإشارة الى وحدوية دولته حفظه الله.


أولاً : أما الأدوار والمواقف التي استوجت التكريم نوجزها على النحو التالي:

أ - لطالما كان دولة رئيس حكومة تصريف األعمال بصنعاء، شخصية تتمتع بمواهب منها مهارة التواصل وحسن القبول "كيمياء ايجابية التفاعل" + كريزما قيادية وتلك هبهات ربانية منذ ان

كان طالب جامعي ولربما من قبل ذلك، وتلك صفة مكنته من تحقيق نجاحات عملية وعلمية وحضور قيادي سياسي/حزبي يشهد له بذلك حتى الخصوم المنصفين.

ب - منذ قيام الوحدة اليمنية ماعرفناه غير مناضل في سبيل ترسيخ جذورها حيثما تواجد، وكانت جامعة عدن ابرز موقع تألقه كقائد أكاديمي/سياسي برع في توسيع اعداد الوحدوين وتمكينهم في ترجيح كفة الوحدويين بالجامعة والمجتمع كبيئة حاضنة.

ج - وحين تم تعيينه كنائب لوزير التربية والتعليم، احدث نقلة نوعية في عمل الوزارة ولا زال الى اليوم ذكره عطر في ارجائها وبين منتسبيها، بل ان دوره البارز حين تصدى لتصفية اوكار التفخيخ وتصنيع المتشددين في المعاهد العلمية التابعة للوهابية والاخوان المسلمين، بعد تعيينه كذلك وكيل وزارة لشؤون توحيد التعليم النظامي، وهي مهمة نكص عن القيام بها عتاولة حزب المؤتمر الشعبي العام حينها خوفا من الاغتيالات وانجزها بكل اقتدار وجدارة وحنكة سياسية.


ثانياً- قاد واشرف على عدد من محافظات الجمهورية في عدد من الدورات الانتخابية المحلية/البرلمانية، محققا نجاحات وازنة بترسيخ التجربة الديمقراطية ببلادنا فلم تشهد الانتخابات في المحافظات التي اشرف عليها اي مشاكل او حتى مخالفات تذكر.

د- ترأس جامعة عدن بعد هيجان اجتاح عدن بسبب تعيين رئيسين لها من المحافظات الشمالية، خاصة بعد انطالق الحراك الجنوبي )7-7-2007م، حيث جعل من جامعة عدن مبنر للجدل الوطني/السياسي، الذي ساهم في قيادة عدد من جولاته حول القضايا الخلافية بين ابناء الوطن

الواحد، متصديا لتغول الاجهزة الامنية في مواجهة حالة التفلت وفوضى سلوك المتطرفين واصحاب الاجندات الخارجية، كما ساهم في تبريد اجواء الاحتقان بين الطرفين حيث سعى لللإفراج عن اعداد من المعتقلين لدى األجهزة الامنية بصفتيه الرسمية والشخصية لدى قيادة تلك الاجهزة.

ھ - في زحمة كل تلك الاعمال والانشطة، لم يغفل تطوير اداء جامعة عدن وهيئتها التعليميةوالتعليمية المساعدة وموظفيها، فوسع المراكز العلمية وأدخل جودة التعليم الاكاديمي، الامر الذي

وفر لجامعة عدن التقدم في اسكور تراتبية الجامعات دوليا حيث حصلت جامعة عدن على شهادات تقديرية بما انجزته من ارتقاء اكاديمي.

و - بعد انطلاق الحرب العدوانية جاهد في سبيل تجنيب محافظة عدن حالة الفوضى وانعدام الخدمات او تدهورها، لكن قوى العدوان استشرست في السعي لتصفيته كشخصية قيادية تعيق اكمال سيطرتهم على عدن، وجندت في سبيل ذلك حشد من المرتزقة والدواعش لقتله او اعتقاله، فلم يركب البحر هاربا مثل العديد من دعاة الوطنية الى ما سمي بمهاجر الشتات، برغم توجيه الالمان له اادعوة والترحيب بإستضافته وفضل ركوب المخاطر صعودا الى صنعاء عاصمة الوطن الصامدة بوجه العدوان.

ز - حين دعاه الوطن لخدمته، من خلال اختياره من قبل قائد الثورة لتولي رئاسة حكومة الانقاذ بصنعاء لم يتخوف او يتردد للحظة واحدة في قبول التكليف رغم خطورة الموقع، فحمل روحه على كفه وتولى المنصب وعمل على إبقاء كافة اجهزة الدولة ومؤسساتها ثابتة بشموخ تمارس الاعمال لخدمة الشعب والتصدي للعدوان، مبتكرا مع فريقه الحكومي أساليب وطرائق تضمن نجاعة عملها قدر الإمكان من خلال ثبات العملة الوطنية وتوفر المواد التموينية والادوية والمحروقات وكل ماهو ضروري لديمومة الحياة برغم الحصار الخانق برا- بحرا- جوا، الذي راهنت

دول العدوان عليه لتعجيل سقوط الوطن تحت سيطرة العدوان السعوماراتي/الصهيوامريكي.


ثالثا - الادوار التي يلزم بها الوسام كل من تشرف بحمله، والتي يمكننا ايجازها وفق مايلي :

أ- يعلم الجميع ان حمل الوسام تشريفا وتكريما معنويا، لكنه يلزم حامله بالحرص والالتزام الدائم للجهوزية في تنفيذ اي تكليفات وكذا تنفيذ اي توجيهات مهما كانت درجة خطورتها، ولو كانت نتائجها التضحية بالروح.

ب- الحضور الفاعل في قلب كل دعوات التعبئة والتحشيد الثوري/الوطني، في مواجهة دول العدوان ومرتزقتهم في اي ميدان من ميادين البطولة والكرامة من اقصى حدود ترابنا الوطني الى اقصاه.

ج - الحضور الفاعل في الشارع السياسي والعمل الجاد على تعزيز لحمة النسيج الوطني، وخلق قنوات تواصل جماهيري دائم وتقديم الاستشارات الضرورية والتوجيه اللازم لمنظمات المجتمع المدني، بغية ترشيد اعمالها ورفع كفاءة أدائها كإحدى الشركاء في إدارة شؤون المجتمع ورافعات التنمية المستدامة.

د - البقاء الدائم بقرب كافة الفئات الشعبية لمعرفة ما يعانونه وما يؤرق حياتهم، وينقل نبض الشارع الى القيادة الثورية/السياسية وكذا الحكومة، مقدما مالديه من مقترحات وافكار تخدم مسارات البناء والتنمية وتعزيز الصمود الوطني بوجه العدوان وتعظيم معطيات القوة ومراكمتها لإنجاز نصر مؤزر لشعبنا اليمني العظيم.

هه - عدم التأخر بتقديم النصح والمشورة بل وحتى النقد لكافة اجهزة الدولة ومؤسساتها، حينما يرى اي اعتوار في عملها او اختلال في طريقة ادائها، سواء طلبوا منه ذلك او لم يطلبوه بإعتبار ذلك جزء من الخدمة العامة والواجب الوطني الذي لا يجب التردد في القيام به تحت اي ظرف من الظروف.


رابعا الخالصة:

- :بعد قراءة متأنية لنقاط المرتكزات الثالثة، يستطيع حتى القارئ الكريم بذاته الوصول الى الخالصة التي نوجزها بالتالي-:-


1ـ لم تكن إقالة الحكومة خذلان او عقوبة او تخلص من عبئ ما شكله رئيسها او كامل اعضائها، بدليل ذلك التكريم المهيب، ألنه كان يمكن القيام بالإقالة والصمت حيالها نقطة اخر السطر.

2ـ كان الإعلان عن الولوج الى مرحلة جديدة تستوجب مايلزم من التغيرات في سبيل تأسيس الدولة الوطنية القادرة على مواكبة ضرورات واحتياجات التحديث، وبما ان زبدة ما يؤكده علم الاجتماع السياسي، بخصوص ان التغيرات في إدارة الدولة لا يمكن ان تحققه الادارات السابقة بكامل قوامها.

3ـ دعونا لا نستعجل الامور او نبحث عن ولادة قيصرية، أو نتعسف التوقيت اللازم للتمحيص والتدقيق في اختيار كادرات وحملة الحقائب الوزارية في الحكومة القادمة وكذا تعيين رؤوساء الهيئات القضائية والمصالح العامة، عندها يمكننا الحكم بشأن الإقالة وتحديد التسمية المناسبة لها وفق ما تمت اإلشارة اليه سلفا.


اما في ختام هذا المقال فيمكنني القول ان اي شخص يعتبر ذاته ( مناضل وطني ) تربطه علاقة حميمية مثل علاقتي بدولة رئيس حكومة تصريف الٲعمال، الذي اختصرنا ما يحوزه من صفات ومؤهلات مبتعدين عن اي مغالاة او جوانب عاطفية تجاه شخصه الكريم، حريصين على كل مانعرفه ويعرفه الغالبية العظمى من ابناء الوطن ممن زاملوه او عملوا تحت قيادته او من تربطهم علاقة طيبة به حتى ولو جيرة قديمة او راهنة.


ولم نشير في هذا المقال الى مكنونات عديدة فيها من النبل والرفعة الشيء الكثير حتى لا نبدو متحيزين كوننا نعلم ان شهادتنا مجروحة في هذا الرجل الفذ، فهل يعتقد اي شخص انه من السهل عدم الوفاء لصمصوم مثل بن حبتور، نعم سوف تعييرنا قريش وجرهم وقضاعة وقبلهم األاوس والخزرج.

ف لله ورسوله والوفاء من وراء القصد.


مدير عام بجامعة عدن


ليست هناك تعليقات