قراءة متأنية في مقال بن حبتور ... الموسوم بعنوان "التفاهة وفوضى المفاهيم الدالة" على عمق الازمة الأخلاقية لدولتي العدوان السعودية والامارات ... - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

قراءة متأنية في مقال بن حبتور ... الموسوم بعنوان "التفاهة وفوضى المفاهيم الدالة" على عمق الازمة الأخلاقية لدولتي العدوان السعودية والامارات ...


قراءة متأنية في مقال بن حبتور ... 

الموسوم بعنوان "التفاهة وفوضى المفاهيم الدالة" على عمق الازمة الأخلاقية لدولتي العدوان السعودية والامارات

بقلم الكاتب : محمد الجوهري



في اطار مفاهيم "علم الاجتماع السلوكي" الناظمة لحُزَم معرفية وازنة في هذا الفرع المستجد من فروع "علم الاجتماع" والتي تضيء على جوانب مهمة من حياة البشر، من خلال التفكيك لمجاهيل البُنى السيكولوجية الإنسانية و أدوارها الحاسمة في التكوين النفسي والسلوكي، امتطى صديقي المناضل الوطني والمثقف الثوري المشتبك مع قضايا شعبه وامتيه البروف/عبدالعزيز صالح بن حبتور، كقامة اكاديمية ورجل دولة محنك صهوة من صهوات سجاله الصراعي التنويري في ساحة المواجهة مع (القوى الرجعية والامبريالية) وإن اصبحنا اليوم ليس في وارد استخدام او إطلاق هذه التسمية عليهما، تخوفاً من اتهامنا بمساكنة جماعة المصطلحات الخشبية والمفردات الحجرية من وجهة نظر ليبرالييَ الحداثة و ما بعد الحداثة .


وذلك من خلال ما طالعنا به في احدث مقالاته السياسية/اجتماعية والفكرية التي نشهد لها تذفقات استثنائية منذ طوفان ـ الأقصى، لعمري انه لمرتق شاهق ذلك الذي ارتقاه (صديقي الكاتب الفذ) بجدارة النبلاء من الفرسان البواسل في زمن ما بعد الكرونا، وفي (حضرة الطوفان) الذي اصبح محطة محورية من محطات تاريخنا المجيد وميقات تم التدشين فيه لزوال العدو الصهيوني عن قريب بمشيئة الله وتوفيق رضوانه سبحانه و تعالى .


سبق لنا ان كُنا مع الكاتب في اكثر من ساحة وفضاء تنوع في تناولاته التي خاض عميقاً بثناياها من خلال تسطير رشيق ومهنية تُعلي و تغني مضامينها، سواء كانت تاريخية/اجتماعية/سياسية وطنية سجالية مع رفاق الأمس ـ فرقاء وخصوم اليوم الأكثر شراسة، ها هو الرجل يخوض غمار تجربة ترتبط (بعلم الاجتماع السلوكي) متكئة على خلاصة بلغها من قرائته (كتاب التفاهة) لعالم الاجتماع الكندي |د.آلان دونو| ليقدم للقارئ الكريم مُقاربات جدلية، كما اسماها قائلاً  نصاً: (لكني أودُّ أن أماثل كمقارنة موضوعية بين نظام التفاهة كنظام سياسي وأخلاقي وسلوكي لبعض "النُظم الخليجية - العربية –الإسلامية" ومقارنتها بمعايير أخلاقية وإنسانية يستطيع أي قارئ عابر أن يستوعبها وينتقدها لأنها أمثلة غير أخلاقية ولا إنسانية وتتميز بأنها صارخة مُزعجة للإنسان السوي) .


دعنا عزيزي القارئ نترك شأن السير خلف تنظير الكاتب ونذهب لتتبع ما قاله عن (المُماثلة) والتي اسميتها انا (بالمقاربة الجدلية)، لنعود الى بداية ما سطره من مدخل ذكي لمقاله هذا من خلال (توطئة سحدالية) لامست مجال Terminology (المصطلحات اللغوية) Linguistic terms وفبركات التخليق للمفردات والتعريفات الدلالية (بـالحق والباطل)، والذي قامت به أجهزة المخابرات الامريكية والغربية بمساعدة مراكز الدراسات والأبحاث في بلدانهم بل حرصوا على تصديرها الى بلداننا واجتهدوا في تكريسها وترسيخها، حيث دشن مقاله قائلاً بالنص: ( يُصادف القارئ الحبيب والمستمع الحصيف لمفرداتٍ وكلماتٍ ومفاهيمٍ أصبحت شائعة ومتداولة, وهي بطبيعة الحال لا تستحق كل ذلك التداول)، ليستمر مسترسلاً في الفقرة الثانية مُباشرة وكذلك بالنص: (فمصطلح الفوضى الخلاقة أو الفوضى العابثة ، الفوضى العشوائية التي أصبحت مفردةً تدلُّ على أن بعض السياسيين أو السياسيات وصفوا الاصطلاح لتسويق فكرتهم أو مخططهم ، كالسياسية الأمريكية / كوند ليزا رايس وزيرة خارجية أميركا USA السابقة حينما أرادت أن تُبعثر عالمنا العربي والإسلامي بسياساتهم الجهنمية ، ونتج عنها ما أُسمي "بالربيع العربي" الذي خدم السياسة الأوروبية الغربية والأطلسية والأمريكية وربيبتهم دولة كيان العدو الصهيوني). 


لربما حرص الكاتب وهو رجل دولة على رأس عمله ومنصبه الذي يعرفه الجميع، لذلك ابتعد عن الخوض في التفاصيل التي لن تسلمه من الغمز واللمز من لدُن الخصوم والفرقاء الذين قد يقم بعضهم للهجوم المباشر ضده، فأجتهدت انا شخصياً لإيضاح تلك التفاصيل سلفاً واواصل ذلك لأخبر القارئ الكريم ان كل ما يتم عبر صنائعهم "الغرب الاستعماري" من الحكام والأنظمة العربية العميلة لهم وبالتعاون مع كم معتبر من منظمات المجتمع المدني التي تم تفريخها بواسطة (مجاميع نسوية وشباب داشر محدود الوعي والفكر)، تحت شعارات فضفاضة مثل: "تمكين المرأة والشباب + نظام الكوتة + توسيع حجم المشاركة في إدارة شؤون المجتمع"، يضاف الى ذلك زراعة بذور الشقاق والفتنة وسط مجتمعاتنا المحافظة من خلال تبني قضايا تافهة مثل (تجريم زواج القاصرات + تحريم ختان الإناث)، تحت مبررات "تأسيس الحكم الرشيد + إشاعة الديمقراطية" بهدف الموائمة مع روح العصر ومتطلبات الحداثة .


يسترسل بن حبتور في شرح وتوضيح مفاعيل نهج التفاهة الذي طمس العقول وافقد البشر البصيرة باكبر كذبة تم تسويقها في بلداننا العربية، وهي ظلالة اطلق عليه تسمية (الربيع العربي) إفكاً بواحاً وكيف تم من خلاله العبث بالعديد من اقطارنا العربية المُناوئة وحتى المُهادنة منها لكيان العدو الصهيوامريكي والغرب الاستعماري، تحت الشعار الكبير والشهير (الشعب يريد اسقاط النظام) وليس الغرب يريد اسقاط انظمتنا الوطنية، حيث قدم الكاتب حشدا بأسماء تلك الدول ابتداءً من تونس وصولاً الى اليمن، عارضاً نتائجه المدمرة لمقدراتها وقتلاً وتشريداً للشرفاء والابرياء منهم موضحاً كيف كان النهج (التفاهة) فعَالاً وطريقة التنفيذ (الفوضى بأنواعها) كوسيلة تجييش ناجحة، وبمهنية استمر بالشرح لتقريب القارئ الكريم من (مربط الفرس) وكيفية توظيف مصطلح (الإرهاب) كحُجة لمواصلة التدمير وتكريس الهيمنة الانجلوسكسونية/الناتوية، ذاهباً الى التأصيل التاريخي لنشأة (مصطلح الإرهاب) بل وخباثة ربطه بالدين الإسلامي حصراً عبر اصطلاح اطلق عليه مُسمى (التطرف الإسلامي)، اشتغلت أجهزة المخابرات الامريكية والغربية ومراكزها البحثية ووسائلها الإعلامية لتحشيد الرأي العام العالمي ضد الموصومين بهما، من خلال العمل على تخليق (حبل سُري) يربط المصطلحين ببعض لينتج (الإرهاب + التطرف الإسلامي) هذا المنتج الجهنمي صاحب براءة اختراعه هو الغرب الاستعماري الذي يُسمي نفسه بـ(العالم الحُرَ)، مُذكراً بالبدايات الأولى التي كانت اثناء ولاية الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" الذي استفاد من عملية تجييش "أحزاب الاخوان المسلمين"، وتوظيفهم لمحاربة الجيش الروسي في أفغانستان والذي كان يدعم الحكومة اليسارية برئاسة (بابراك كرمال ونائبه محمد نجيب الله) والذي خلفه في الرئاسة لسنوات معدودة، ظل فيها يقاتل تنظيم القاعدة التابع (لبن لاذن) صنيعة الـ"C.I.A" الذي انقلب عليها لاحقاً، ثم جاءت حركة طالبان صنيعة أخرى للمخابرات (الباكستانية والأمريكية والسعودية) كذلك وهزمت "تنظيم القاعدة وحكومة نجيب الله" الذي تم اعدامه بعام 1996م من قبل "حركة طالبان"، كل الحركات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة تم تخليقها وصناعتها من قبل المخابرات الامريكية والغربية، وأوَكلت مهمة التمويل المالي وكذلك الاستقطاب للدولة السعودية وعدد من مشيخات الخليج الذين صرفوا ببذخ على المهمة واجتهدوا في الاستقطاب لشباب المسلمين من دولنا العربية وكان الحضور اليمني شمالاً وجنوباً وازناً في ذلك الجمع البائس والغير مبارك نتيجة لما انغمسوا فيه من جرائم.


وفي الفقرة ما قبل الاخيرة من متن المقال قبل الانتقال الى مرتكزاته السبعة والخلاصة نجد ان الكاتب الفطن قد قدم سؤالاً استدراكياً مهم نصه : (الغريب في الأمر أن الأنشطة الإرهابية لتنظيمات "القاعدة و داعش وجبهة النصرة والبوكو حرام، وأبو سيّاف" وغيرها من التنظيمات المسلحة الإرهابية لم تصل طلائعها الجهادية القتالية إلى أرض فلسطين المحتلة، وكأن احتلال إسرائيل الصهيونية لأرض فلسطين هو حلال زلال ومسموح به ولا يجوز الجهاد ضد الصهاينة في أرض المقدس الشريف ، عجباً لسلوكهم الشاذ وارتباطهم بمخابرات C.I.A الأمريكية، ومخابرات دولة بريطانيا العجوز M16 وغيرها من المخابرات الغربية الاستعمارية). 


مُختتماً للمقال الرائع بجعل مرتكزاته السبعة هي ميدان المُماثلة "المقاربة" لنظام التفاهة، آخذاً من قرارات السعودية وبعض دول الخليج امثلة على ذلك لإيضاح حجم الضرر الذي أصاب الشعوب العربية والإسلامية تدميراً وخراباً وتمزيقاً للُحمة نسيجها الوطني من(طنجة الى جاكرتا الى اخر نقطة على ارض الامريكتين)على النحو التالي :ـ


أولاً : 

قرار المملكة السعودية بتشكيل حلف عسكري مكون من 17 دولة شنت به الحرب على بلادنا اليمن العظيم وعاصمتها صنعاء تحت مبررات لا دخل لها بفحواها بل هي  واهية بكل المقاييس، دمرت من خلالها البُنى التحتية والمنشاءات المدنية والعسكرية وقتلت عشرات الالآف من الشباب والنساء والأطفال والشيوخ من اليمنيين الأبرياء، بعشرات الالآف من أطنان القنابل والصواريخ الذكية والغبية والقنابل المحرمة دولياً خلال تسعة اعوام وفرضت حصار بري وبحري وجوي مستمر حتى يومنا هذا، موضحاً انه بالمقابل وفي توقيت كتابته للمقال هذا صبيحة الفاتح من يناير 2024م، كيف ظلت مدن وسواحل المملكة السعودية ومسارحها وملاهيها غارقة في حفلات الرقص والغُنى والمُجون تعربد فيها الفنانات والراقصات الشبه عاريات احتفالاً برأس السنة الميلادية، بينما العدو الصهيوامريكي نازل بقطاع غزة الكرامة والعِزة تدميراً لكل شيءٍ فيها وفي مقدمتها المستشفيات والمدارس ودور العبادة الاسلامية والمسيحية، وإبادة لأشقائنا و ابنائنا من المواطنين العُزل جُلهم من نساء وأطفال وشيوخ مستخدماً اقوى واحدث انواع الاسلحة فتكاً وتدميراً التي تنتجها مصانع السلاح الامريكية، أليس ذلك هو قمة التفاهة الاخلاقية والدينية والانسانية..؟؟؟ التي لم تنزلق فيه المملكة بل صعدته بصلف لا يقره عقل او منطق .



ثانياً :

أشار الكاتب كيف قرر العُربان حكام مشيخة الامارات في التهافت بغباء على استيراد أطنان من المفرقعات والألعاب النارية لإشعالها احتفالاً بليلة رأس السنة لجعل العام 2024م عاماً متميزاً ببهجة مبالغ فيها (كُلفتها مليار دولار)، مستكملين تلك البهجة بفرح عظيم من خلال إضاءة فندق برج خليفة بعلم دولة الكيان الصهيوني، الذي جعل من مدن قطاع غزة الفلسطينية اكبر خرائب عمرانية في العالم واطفالها ونسائها يلتهمهم الجوع والبرد والعطش ينامون في العراء او تحت ركام بيوتهم المدمرة، كما أشار كذلك الى قصة ذلك الملياردير المأفون الاماراتي (المدعو/ محمد العبَار) الذي تبرع بمبلغ "170 مليون دولار" لفقراء الصهاينة (اخوانه بالديانة الابراهيمية) حسب تصريحه، بينما أهلنا بغزة الشموخ يتضورون من الجوع ولا يجدون ما يسدون به رمقهم ويدفئ اجسامهم الهزيلة من برد الشتاء القارص في هذه الأيام حصراً، فماذا يسمى هذا السلوك العبثي والانحطاط الأخلاقي والإنساني القييمي قبل الديني أليس ذلك قمة التفاهة والسقوط للضمير الآدمي ....؟؟؟ 



ثالثاً :

المهزلة الفضائحية التي أقدمت عليها ما تسمى (بمملكة البحرين) من خلال قرار ملكها بالإنضمام الى الحِلف الذي أسسته الولايات المتحدة المُسمى بـ (حارس الازدهار) الموَجه لحماية سُفن وتجارة العدو الصهيوني الذي قرر اليمن العظيم منع مرورها من مضيق باب المندب كأرض ومياه إقليمية يمنية، حتى يتم فتح معبر رفح الفلسطيني والسماح بمرور المواد الإغاثية والتموينية لشعب غزة وإيقاف حرب الإبادة والتدمير في (غزة هاشم)، أليس ذلك هو قمة التفاهة والانحطاط الأخلاقي والديني في الوقوف مع الباطل ومحاربة العدل والحق الشرعي ..؟؟؟ مضيفاً لذلك تنويه صريح حول بقاء علم دولة العدوان الصهيوني مُرفرفاً في عواصم دول التطبيع بينما كيانه يدمر ويُبيد اخوتنا الفلسطينيين ــ ــ ــ أليس ذلك قمة التفاهة ..؟؟؟ 



رابعاً :

هنا يوضح الكاتب غباء تجاسُر السعودية ومشيخة الامارات على تعبيد ومد طريق صحراوي من ميناء (جبل علي) عبر الأراضي السعودية الى الأردن ومنها الى أراضي فلسطين المحتلة، هدفه توفير لدولة الكيان الصهيوني استمرار تذفق كافة البضائع التموينية واللوجستية والوقود وغيرها من الاحتياجات للمواطنين الصهاينة، بينما العدو الصهيوني يمنع كل مقومات الحياة من الوصول لأخواننا الفلسطينيين في غزة بما فيها الأدوية وحتى مياه الشرب ــ ــ ــ أليس ذلك قمة التفاهة والسقوط الأخلاقي والديني وموت للضميرالانساني ..؟؟؟ هل يجهل هؤلاء الحكام ان كل ما يمارسونه من فضائع سيذكرها التاريخ وستُسجل في سيرتهم كحكام انذال خانوا شعوب اخوانهم .



خامساً :

أما في المرتكز الخامس نجد الكاتب وقد فتح باب السرد المُقارن على مصراعيه من خلال الحديث عن الاتفاق الشيطاني بين المملكة السعودية ودولة قطر بتوجيه امريكي صميم، هدفه اسقاط النظام السوري الشقيق وفيه من التفاصيل التآمرية والروايات السردية الكثير، والتي سيقصر عنها أي تعقيب اكتبه بذلك الخصوص صراحةً لذلك فانني أحيل القارئ الكريم الى النص الأصيل للمقال معتذرا عن ذلك .



سادساً :

اما هنا فان أ.د. بن حبتور يعرض علينا مقاربة مُخزية من خلال سابقة فيها من عنجهية  (استعراض عضلات البترودولار)، عبر واقعة الرجل المثقف الفذ / جورج قرداحي وزير الاعلام اللبناني الأسبق حين تم استفساره عن رأيه بالحرب ضد اليمن قبل توزيره بفترة فرد انها (حرب عبثية)، فلما كان التوزير له قامت الدُنيا ولم تقعد واشتغلت الماكينات الإعلامية صحف وقنوات فضائية مواقع إخبارية تشويه وتشتيم وتهديد بحصار مالي للبنان وسحب الاستثمارات منها بل وطرد للمغتربين اللبنانيين من اغلبية دول الخليج المتورطة بتلك الحرب الى درجة جعل الحكومة اللبنانية تقدم على إقالته قبل ان يتسلم مهام منصبه، ويضيف أ.د. عزيز بن حبتور متسائلاً : هل جملة (الحرب العبثية) أطاشت بعقول  وبصيرة متخذي القرار بتلك الدول والمشيخات الخليجية، او انها أظهرت حجم الخواء الساكن برؤوس اؤلئك العربان أو دليل فاقع على قمة تفاهتهم ...



سابعاً :

في المرتكز السابع والأخير اظهر دولة رئيس حكومة تصريف الاعمال بصتعاء أ.د. بن حبتور سؤات العُربان بل وألبسهم ثياب العار الأسود، مُنوَهاً الى تجليات مجد الاحرار الذي جسَدته هبة بواسل المقاومة الفلسطينية من مجاهدي (حماس/ الجهاد/ الجبهة الشعبية وغيرها من الفصائل)، في يوم السابع من أكتوبر 2023م (بطوفان الأفصى) المبارك بعون الله وتوفيق رضوانه، كحق ثوري مشروع في وطن محتل وما لحق به من إجراءات انتقامية نفذتها القوى الصهيونية الامريكية والأروبية الى جانب دولة الكيان الصهيوني من جرائم الإبادة وكرنفال التدمير الشامل، ذهب ضحيته 28 ألف شهيد وشهيدة أكثر من 70% منهم نساء وأطفال وكذلك اكثر من 65ألف من الجرحى، يضاف عليهم اكثر من 10 ألآف من المفقودين (الشهداء) تحت ركام الأبنية المدمرة بفعل التضامن العدواني بين الانجلوسكسون واعمدة الناتو الرئيسة، مشيراً الى ان كل ذلك لم يحرك ضمائر الحكام العرب والمسلمين في قمتهم المنعقدة لأجل غزة الكرامة التي تقاتل في سبيل تحرير وطنها و"مقدسات الامتين"، حيث خرجت تلك القمة (ببيان هزيل) لا يرق لبيان جمعية للرفق بالحيوان او منظمة بيئية تدافع عن تغير المناخ او انقراض الشمبانزي بالغابات الافريقية، وليس عن شعب تحت الاحتلال تكفل له القوانين والشُرعة الدولية حقه في الثورة والكفاح لتحرير أراضيه، أليست هذه الممارسة التي ذهب اليه الحكام العرب والمسلمين هي قمة السقوط والغرق بالتفاهة ...



الخلاصة :

في الخلاصة حرص صديقي الكاتب الفذ الى استدعاء حقائق وبدهيات من اسفار التاريخ الإنساني حول واقع سلوك البشر المستعمرة دولهم، بكافة دول العالم في مواجهة الدول الاستعمارية التي كانت جاثمة على صدور الشعوب المُضطهدة، من خلال الثورات المسلحة والتي ترافقها احياناً أفعال مقاومة مختلفة للتعجيل بزوال المستعمرين، مؤكداً ان فلسطين وان طال ليل الاحتلال فيها حتى اليوم فقد جاء طوفان الأقصى ليعلن فجر تحررها القريب بعون الله في عامنا هذا بتوفيق رضوانه ...


ذلك هو مبلغ احاطتنا الذي خرجنا به من قرائتا المتأنية للمقال بكل تقاطعاته الفلسفية والسياسية والتنويرية، نرجو ان نكون قد وفقنا في نيل رضى القارئ الكريم بما قدمناه من إضاءات بذلنا في سبيلها جهد استطاعتنا وغاية قدرتنا ــ ــ ــ والله ولي الرُشد والسداد.


رابط مقال بن حبتور (السقوط الأخلاقي والديني والإنساني لواشنطن وعواصم بلدان حِلف شمال الأطلسي في معركة طُوفان الأقصى)


للكاتب : محمد الجوهري

جامعة عدن


ليست هناك تعليقات