الادارة العامة المقارنة/الاستاذ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور
إن ما يجمع من معلومات قد تبدو معلومات مختلفة منفصلة بعضها عن بعض، إلا أنها في الواقع مترابطة النسيج، وثيقة الصلة مع بعضها ولا تحتاج إلا إلى خيط يربط حباتها كلها، والخيط هذا هو الذي تسميه معاجم اللغة بالنظام، والنظام هذا، هو خطة البحث لدى الطالب.
في الباب الأول: اقتصرت البحوث والدراسات على (المبادئ والنظريات) وقد يسأل سائل لماذا؟ وبالذات في هذه البداية؟ والجواب واضح هنا، طلاب الدراسات العليا كلهم، بحاجة وهم يدخلون عالم (الإدارة العامة) عالم البحوث والدراسات فيه، لا بد لهم، وقبل كل شيء من الإحاطة والاستيعاب، للمبادئ والنظريات التي سادت في دراسات الإدارة العامة، سواء أكانت هذه النظريات، كلاسيكية قديمة أم حديثة معاصرة. وقد أعطيت لنظرية اتخاذ القرارات، أهمية خاصة، لأن موضوع القيادة والقرارات لا يمكن للإدارة العامة غض النظر عنها مهما تشعبت واختلفت أفكارها، ومداراتها، لأنها بمثابة القلب النابض للإدارة والإدارة العامة تحديداً.
أما الباب الثاني: فقد ضم أربعة فصول ينتقل من خلالها إلى الحقل الثاني من الدراسات الإدارية، فبعد إعطاء الصورة واللوحة الكاملة للمبادئ والنظريات انتقلت إلى المجالات الحيوية لتطبيق الإدارة العامة، وفي هذا الباب، أوضحت كيف ننجح في تحويل المبادئ والنظريات إلى واقع عملي على الأرض، في إدارة شؤون الأفراد، وفي العلاقات العامة، وفي العلاقات الإدارية بين السلطة المركزية والإدارات المحلية، فضلاً عن التنمية الإدارية.
وفي الباب الثالث، تناولت الفصول فيه رياح التغيير، التي هبت على الدراسات الأكاديمية للإدارة العامة، ونخص بالذكر منها ما أثير من حوارات ومناقشات عن إمكان الاحتراف في الإدارة العامة، فضلاً عن الفصل الثاني الذي انصب على الإدارة في عالم متغير.
كما تناول هذا الباب مجال الابتكار والإبداع في الإدارة العامة، أما الفصل الثالث الذي استوعب: القدرة التنظيمية للإدارة العامة في الإسلام، فقد يبدو لبعض الباحثين أن الفصل، لا يقترب، ولا يتوحد مع فصول الباب، وعنوانه الإدارة العامة وروح العصر، ولكن دراسة هذا الفصل بشكل جيد تؤكد أنه من صميم هذا الباب، وجزء مكمل له، كخط عام، يمثل القدرة التنظيمية للإدارة العامة في الإسلام، في الانسجام مع روح العصر، يومذاك عندما واجهت عالماً سريعاً ومتغيراً.
مصادر هذا الكتاب كثيرة متنوعة، ويمكن أن تقسم إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى تضم الكتب المهمة في الإدارة العامة، بحيث لا يمكن لباحث أن يدرس، أو يبحث، أو يقرأ هذا العلم (الإدارة العامة) في الحياة العربية دون أن يطلع عليها. نذكر منها مثلاً كتاب د. عاصم الأعرجي (مبادئ الإدارة العامة) وكتاب د. جميل أحمد توفيق (مذكرات في إدارة الأعمال) وكتاب د. عبد الكريم درويش + د. ليلى تكلا عن (أصول الإدارة العامة) ود. محمد رفعت (علم الإدارة العامة) وغيرهم كثير ذكرت كتبهم في الهوامش، ولكن بودي أن أشير إلى مسألة مهمة، تتعلق بالاستعانة بهذه المصادر، فالمصدر الذي نذكره في الهامش، تضاف إليه مجموعة مصادر أخرى، تؤكد للطالب وللباحث، أن هذه المصادر كلها على اختلاف أفكارها، ناقشت هذه المسألة وحاورتها.
أما المجموعة الثانية من المصادر فقد اقتصرت على المراجع الأوروبية، خاصة داركر في موسوعته الإدارة، ودنكان في كتاب المستوعب: أفكار عظيمة في الإدارة، وتوم بيترز في كتابه ثورة في عالم الإدارة، وكان القصد من اعتماد هذه الكتب، أن أنظر ومعي أخوتي الأستاذة، وطلابي في الدراسات العليا، إلى الموضوع من زاوية أخرى، غير الزاوية التي اعتدنا الجلوس عندها، والنظر إلى الغاية منها، إن اختلاف زاوية النظر تترتب عليها نتائج مهمة، علينا الانتباه لها.
وهناك مجموعة ثالثة من المراجع اقتصرت على الكتب التاريخية التي تناولت موضوع الإدارة العربية، وعلى رأس هذه المجموعة، القرآن الكريم، ففيه البداية الصحيحة والأكيدة لكل مصطلح إداري، فضلاً عن لسان العرب لابن منظور، وتاريخ الطبري.
أضف تعليق