الحكومه في حارات وشوارع صنعاء / مطهر تقي / 2020/8/6
من منطلق الحرص والواجب على صنعاء الحضاره والتاريخ والخوف من تضرر مبانيها وما بقي من سورها نتيجه لهطول الأمطار الغزيرة قام يومنا هذا الخميس الدكتور عبدالعزيز بن حبتوررئيس مجلس وزراء لحكومه الإنقاذ يرافقه عدد من الوزراء وأمين العاصمه وقياده هيئه الحفاظ على المدن والسلطة المحليه بزياره تفقديه لاحياء مدينه صنعاء التاريخيه للإطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بمنازل ومابقى من سور المدينه نتيجه لهطول الأمطار الغزيرة طيله الأسابيع الماضية
صحيح أن تلك الزياره تأتي من باب الواجب لا التفضل نحو التراث ومعالم جزء من تاريخنا ولكن المهم في نظري أن تترجم تلك الزياره لنتائج عمليه نحو الحفاظ على تراث المدينه ونحو سكانها الذين يشعرون بالإحباط من تدني إهتمام الدوله بمعيشتهم الصعبه والفوضى التي تعم المدينه من تدني النظافه والمرافق الخدميه واحتلال البساطين بمخلفاتهم لكثير من الأسواق والشوارع وعشرات أن لم يكن المأت من السيارات المعطله (الخرده) التي لم تجد من يرفعها من تلك الشوارع والتي تتجمع تحتها القمائم وتشكل خطوره امنيه لأمن المواطنين ومنازلهم كذلك يشعرون بالإحباط من تدني إهتمام الدوله بمنازلهم العتيقه التي وضعت منظمه اليونسكو شروطا محدده عند ترميمها لا يمكن تجاوزها وغياب قيادة لهيئه الحفاظ على المدن التاريخيه (الا من ندر منهم ) تستوعب مهمتها وتخلق شراكه مع مجتمع المدينه للحفاظ على المدينه بحيث ترفد الهيئه بالكوادر المتخصصه ويتوفر لها الإمكانات المعقولة في ظل هذه الظروف الصعبه التي تعيشها بلادنا ... لكن الواقع الذي تعيشه الهيئه: إن الكوادر الكفؤه شبه معدومه ومن يريد أن يعمل منهم يجد أن الغلبه لتلك المجاميع من الموظفين الذين تعودو ابتزاز المواطنين بالسماح لهم أولا بأحداث مخالفه بعد أن تمنح تلك المخالفه تصريح رسمي ثم يبدأ مسلسل ابتزاز صاحب المخالفه بوقف العمل إلي أن يدفع المخالف ما عليه من غرامات نتيجه لتلك المخالفه التي منحت قياده الهيئه بعض تلك المخالفات تصريحا بها .... حتى ان المواطنين اصبح لديهم اعتقاد أن بعض المفتشين التابعين للهيئه حين يجوبون شوارع الهيئه غرضهم إلقاء القبض على اي مخالف ابتزازه وربما حبسه وبمجرد أن يدفع ما طلب منه يخرج من حبسه ويواصل تنفيذ المخالفه خارج الدوام وفي ليالي الاجازات الاسبوعيه والموسميه وهكذا تزيد عدد المخالفات بموافقه ضمنيه من تلك الكوادر التي تعودت على الارتزاق (وقصدت الله ) ولا أدري أين مصير اثنين مليون ريال يصرفها وزير الثقافه من صندوق التراث شهريا ولا أدري كذلك اين مصير واردات الهيئه الأخرى وميزانيتها المرصوده من الدوله (وان كانت قليله ) اذا كان الترميم الذي تشهده المدينه هذه الأيام لعدد سبعين منزلا يتم على حساب السوق الاربيه المشتركه وتحت إشراف الصندوق الاجتماعي
ومن باب الإنصاف أؤكد أن هناك أشخاص في الهيئه شرفاء ويخافون على مدينتهم ويحاربو من أجلها حسب استطاعتهم واتمنى عليهم التأكد من تلك الإستفسارات وعن رأي المواطنين حول أولئك المفتشين وكذلك الإستفسارات عن مصير المبالغ الماليه
وكلمتي لرئيس الوزراء المثقف والسياسي والعاشق للتراث وكذلك لوزير الثقافه الاستاذ عبدالله الكبسي الذي إستطاع أن يحافظ على كيان الوزاره ولو بجزء من نشاطها في ظل الضروف الماليه والسياسيه الصعبه وكذلك الاستاذ حمود عباد امين العاصمه الذي أؤمن بإمكاناته وقدرته حين يشمر على ساعديه... وأما الاستاذ عبدالعزيز الكميم وزير التخطيط وكذلك الاستاذ عبدالملك الثور وزير الزراعه فالشكر يرفع لهم على ذلك على كل جهودهم نحو المدينه والشكر موصول كذلك للاخ عقيل النصاري نائب رئيس الهيئة على جهوده المتواصله ... وخوفي مستقبلا أن يتسع الخرق على أبر الخياطه فلا يمكن بعدها الإصلاح والمحافظه على المدينه وبقيه المدن التاريخيه.... وأذكر رئيس الوزراء ووزير الثقافه وأمين العاصمه بالندوه المهمه التي تمت برعايه ودعم رئيس مجلس الوزراء الدكتور حبتور تحت عنوان معا لنحافظ على صنعاء التاريخ في مايو ٢٠١٨ والتي ضمت أوراق عمل لكل الجهات ذات العلاقه بالمحافظه على صنعاء شخصت فيها المشكله التي تعيشها المدينه وحددت العلاج او الإجراءات المطلوبه للمحافظه على المدينه وفق خطه مزمنه تتحمل كل الجهات ذات العلاقه تنفيذ ما يخصها
واعتقد ان تفعيل مخرجات تلك الندوه التي عمدها رئيس الوزراء وناضل من أجل تنفيذها وزير الثقافه كفيله بصيانه المدينه والحفاظ عليها وأقترح على رئيس مجلس الوزراء التوجيه بتفعيل مخرجات تلك الندوه دون تأخير ( فالوقت ليس لصالح المدينه) فذلك يغني الحكومه والجهات ذات العلاقه مزيدا من الاجتماعات والزيارات... أما أن تبدأ الدوله من بدايه السطر من جديد وزيارات واجتماعات ينتهي مفعولها بمرور الوقت فذلك مضيعه للوقت علما ان الإجرأت الترقيعيه المؤقته لن تجدي نفعا مع المدينه والحفاظ عليها
شكرا للاخ رئيس الوزراء على زيارته لحاره صلاح الدين ومرافقيه وكنت اتمنى ان تشمل تلك الزياره حي الجامع الكبير وحاره نشوان (على الأقل) الذي تهدم جزء من السور في ناحيتها وذلك ليعم جبر الضرر والمواساه من قبل الاخ رئيس مجلس الوزراء لأهالي أحياء تلك المناطق وأن شاء الله يعوضون مستقبلا
ورعا الله أيام ما قبل ٢٠١٠ التي شهدت اهتماما خاصا بالمحافظه على المدينه وعلى ما بقي من سورها وازاله المخالفات والبسطات العشوائيه والاهتمابالمرافق الخدميه من خلال نشاط اللجنه العليا للمحافظه على المدينه برئاسة مدير مكتب رأسه الجمهوريه وقتها الاستاذ علي الانسي ووزير الثقافه عبدالوهاب الروحاني وأمناء العاصمه الاستاذ حسين المسوري واحمد الكحلانى وعبدالقادر هلال وكذلك عام ٢٠٠٤ عام صنعاء عاصمه للثقافه العربيه والوزير وقتها خالد الرويشان والرؤساء السابقين لهيئه الحفاظ على المدن التاريخيه( مع الاعتراف بفارق الضروف السياسيه والإمكانات الماليه الصعبه في هذا الزمان الصعب ).... والسؤال : هل المستقبل يحمل في سفره زمن يعاد النشاط للدوله لتقوم بواجباتها التنمويه نحو المواطنين وتحافظ على تراثنا وحضارتنا ?
اتمنى ذلك وليس ذلك على الله بعسير والله حافظ اليمن وتراثه وحضارته من كل سوء .
أضف تعليق