البردّوني قصيدة يا مصطفى | فليقصفوا لست مقصف | لحظة مع شاعر
البردّوني قصيدة يا مصطفى | فليقصفوا لست مقصف | لحظة مع شاعر
مُصطَفَىٰ
فليقصفوا، لستَ مقصفْ *** وليعنفوا، أنت أعنفْ
وليحشدوا، أن تدري *** إن المخيفين أخوفْ
أغنى، ولكن أشقى *** أوهى، ولكن أجلفْ
أبدى ولكن أخفى *** أخزى ولكن أصلفْ
لهم حديد ونار *** وهم من القش أضعفْ
يخشون إمكان موتٍ *** وأنت للموت أألفْ
وبالخطورات أغرى *** وبالقرارات أشغفْ
لأنهم لهواهم *** وأنت بالناس أكلفْ
لذا تلاقي جيوشًا *** من الخواء المزخرفْ
يجزئون المجزا *** يصنفون المصنفْ
يكثّفون عليهم *** حراسة، أنت أكثفْ
كفجأة الغيب تهمي * وكالبراكين تزحفْ
تنثال عيدًا، ربيعًا * تمتد مشتىً ومصيفْ
نسغًا إلى كل جذر *** نبضا إلى كل معزفْ
ما قال عنك انتظار *** : هذا انثنى، أو تحرفْ
ما قال نجم: تراخى، *** ما قال فجر: تخلفْ
تسابق الوقت، يعيا *** وأنت لا تتوقفْ
فتسحب الشمس ذيلًا *** وتلبس الليل معطفْ
أحرجت من قال: غالى *** ومن يقول: تطرفْ
إن التوسط موت *** أقسى، وسموه: ألطفْ
لأنهم بالتلهي *** أرضى وللزيف أوصفْ
وعندك الجبن جبن *** مافيه أجفى وأظرفْ
وعندك العار أزرى *** وجهًا، إذا لاح أطرفْ
يا «مصطفى» أي سر *** تحت القميص المنتفْ
هل أنت أرهف لمحًا *** لأن عودك أنحفْ؟
أأنت أخصب قلبًا *** لان بيتك أعجفْ؟
هل أنت أرغد حلمًا *** لأن محياك أشظفْ؟
لِم أنت بالكل أحفى *** من كل أذكى وأثقفْ؟
من كل نبض تغني *** يبكون «من سب أهيفْ«
إلى المدى أنت أهدى *** وبالسراديب أعرفْ
وبالخيارات أدرى *** وللغرابات أكشفْ
وبالمهارات أمضى *** وللملمات أحصفْ
فلا وراءك ملهى *** ولا أمامك مصرفْ
فلا من البعد تأسى *** ولا على القرب تأسفْ
لأن همك أعلى *** لأن قصدك أشرفْ
لأن صدرك أملى *** لأن جيبك أنظفْ
قد يكسرونك، لكن *** تقوم أقوى وأرهفْ
وهل صعدت جنيًا *** إلا لترمى وتقطفْ
قد يقتلونك، تأتي *** من آخر القتل أعصفْ
لأن جذرك أنمى *** لأن مجراك أريفْ
لأن موتك أحيا *** من عمر مليون مترفْ
فليقذفوك جميعًا *** فأنت وحدك أقذفْ
سيتلفون، ويزكو *** فيك الذي ليس يتلفْ
لأنك الكل فردًا ** كيفيةٌ، لا تكيّفْ
يا «مصطفى» يا كتابًا ** من كل قلب تألفْ
ويا زمانًا سيأتي ** يمحو الزمان المزيفْ
أضف تعليق