كتاب الاكليل - من اخبار اليمن وأنساب حمير( الجزء الأول - الثاني - السادس - الثامن - العاشر )
اهتمّ المستشرقون بكُتُب الهَمْدانيّ اهتمامًا كبيرًا لأسبابٍ كثيرةٍ، تختلف من مستشرقٍ إلى آخر، ونَقَّبوا عنها، وطلبوها في مهاجعها أشدّ طلب، حتّى تلف بعضهم في مجاهيل اليمن، وهو يحاول العثور عليها، أو علي شيءٍ منها، ولا سيّما الإكليل.
ويُعَدُّ كتاب الإكليل أَنْبَهَ تآليف الهَمْدانيّ وأظهرها، وأكثرها فُشُوَّ ذِكْرٍ في الآفاق، ويقع في عشرة أجزاء، هي:
الأوّل: في المبتدأ وأصول أنساب العرب والعجم، ونسب ولد حِمْير.
والثّاني: في نسب ولد الهَمَيْسَع بن حِمْير.
والثّالث: في فضائل قحطان.
والرّابع: في السّيرة القديمة من عهد يَعْرُب بن قحطان إلى عهد أبي كَرِب أسعد الكامل.
والخامس: في السّيرة الوسطى، من عهد أبي كرب إلى عهد ذي نُواس.
والسّادس: في السّيرة الأخيرة، من عهد ذي نُواس إلى عهد الإسلام.
والسّابع: في التّنبيه على الأخبار الباطلة والحكايات المستحيلة.
والثّامن: في مَحافِد اليمن ومَساندها ودَفائنها وقصورها، ومراثي حِمْير والقبوريّات.
والتّاسع: في أمثال حِمْير وحِكَمِها باللّسان الحِمْيريّ.
والعاشر: في معارف هَمْدان وأنسابها وعيون أخبارها.
انتهى إلينا منها أربعة أجزاء وبعض جزء، وهي: الأوّل والثّاني، وبعض السّادس، والثّامن والعاشر؛ فأمّا الأوّلان فنُشرا نشراتٍ عدّة، شُحِنَتْ بالتّصحيف حتّى مُشاشها، ونَخَرَ داء التّحريف جسمَها، فلا يُرْكَن إلى واحدةٍ منها، ومثلهما كان الثّامن، إذ أصابه ما أصاب أخويه الأوّلين من المَسْخ والأَذى إلاّ قليلًا، وأمّا العاشر فقد نهضَ له العلاّمة محبُّ الدّين الخطيب، فقرأه وصنع فهارسه، وسَدَّ ثُلَمَه، وأماط عن أصله كثيرًا من أسقامه، حتّى خرج، وهو من الحُسْن، البدر في تمامه، غير أنّ هذا الجزء انتكس، وانفرط عِقدُهُ، وهوى على أمّ رأسه، بعد أن نشره بعضُهم نشرةً أخرى مَطْموسة، كُتب لها من الانتشار -لسوء الطّالع- ما حَجَب قُرْصَ محبِّ الدّين عن النّار، وعِلْمَهُ عن الأخيار.
أضف تعليق