نجمة تقود البحر
كتاب : نجمة تقود البحر.
الرئيس عبد الفتاح اسماعيل .
تقديم: أدونيس.
(نجمة تقود البحر) نصوصا" كان عبد الفتاح اسماعيل يكتبها بين وقت وآخر, وينشرها بتوقيع مستعار وهو (( ذو يزن)) لكي يُفصح بها وعبرها عن جوانب خاصة في حياتة وتجربته, إضافة الى ما كان يكتبه من نصوص أخرى, سياسية وفكرية.
هكذا تتيح هذه المجموعة للقارئ أن يتعرف على تجربة عبد الفتاح أسماعيل الكتابية, في مُستويتها: الفكرية - السياسية, والفني - الشعري, وأن يتأمل في طبيعة العلاقات التي تقوم بينهما- لغة, وتشكيلا", وأسلوبا". وهي تتيح, استتباعا", أن نتأمل في العلاقة بين الشعر والسياسة, بشكل عام, انطلاقا" من ممارسة خاصة.
ما لا خصوصية له, لا هوية له. والعكس صحيح. ويتمثل المظهر الأول لخصوصة الشعر في أن العلاقات التي يقيمها مع الأشياء, علاقات تصوير وتخييل, لا تحليل وتعقيل. فالشعر يرى إلى الأنسان والعالم والأشياء بطريقة تغاير الرؤية السياسية, ويعبر عنها, تبعا" لذلك بطرق تغاير طرق التغبير السياسي.
لكن الشعر بوصفة كذلك, وبوصفه رؤية جديدة بالضرورة, عمل سياسي- بمعنى الرؤيوي الواسع هذه العبارة, ذلك انه عمل مغير. ويعني التغيير هنا أنه يقدم صور جديدة مغايرة لما هو سائد, عن الإنسان والأشياء والعالم او ليقل هذه جميعا". نقلا" تخييليا", من صورها الراهنة, إلى صور أفضل وأجمل وأكمل.
يمكن القول في هذا المنظور ان الشعر السياسي حقا" ليس الشعر الذي يخدم السياسة العملية - الأداتية. او يتبعها. او يتكلم عليها مبشرا" بها او يتحزب لها ملتزما" بمقتضياتها , وانما هو الشعر الذي يحاول , تخيليا" وطبقا" لخصوصيتة التعبير الشعري , أن يعيد تكوين الواقع في أفق التقدم والحرية, أفق ما يجعل الحياة الإنسانية أكثر سعادة وجمالا". إنه, بتعبير آخر, لشعر الذي يشارك بخصوصيته الفنية, في بناء مدينة الإنسان ومدنيته - بناء إنسانيا" خلاقا".
لا أحلل هنا ولا اقوم وليس هذا غرضي فما أقوم به ينحصر في كونه شهادة - تحية لصداقة أعتز بها, ووفاء لعهد ألتزم به. ,ادعوا القارئ إلى أن يقراء هذه النصوص بوصفها ضاءة لجوانب حميمة من حياة عبد الفتاح اسماعيل وبوصفها تمثل بعدا" آخر من أبعاد كتابته, يقوم على المقاربة الفنية - لرمزية لأشياء الواقع ومشكلاته.
(باريس اوائل كانون الثاني 1989)
أضف تعليق