إبراهيم الحمدي " حياته ودوره السياسي في اليمن" (رسالة) - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

إبراهيم الحمدي " حياته ودوره السياسي في اليمن" (رسالة)

 



رسالة : إبراهيم الحمدي " حياته ودوره السياسي في اليمن"

إعداد: اروى محمد ثابت.


حين يذكر الشهيد القائد المقدم إبراهيم محمد الحمدي يتبادر إلى الذهن فورا مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة ، الذي أرسى مداميكها القائد الشهيد ونجح نجاحا بارزا في ترسيخها. كما يتبادر إلى الذهن في الوقت ذاته تلك الجريمة الشنعاء التي إستهدف فيها القائد الشهيد وأخيه المقدم عبدالله ومعهما الوطن كل الوطن بتطلعاته وأماله وأمانيه بحياة حرة كريمة.


وفي هذه الرسالة تطرقت الباحثة إلى محطات عديدة في حياة الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي بدأ من نشأته ومشاركته والده في الفصل بالقضايا وصولاً إلى حركته التصحيحية ومن ثم عملية الاغتيال الغادر.


وأعتبرت الباحثة أن كل تلك المقومات الشخصية جعلت منه أكثر تأثيراً وخلوداً في قلوب اليمنيين خاصة عندما ترتبط بصفات الأمانة وهي الصفة التي يتمتع بها القائد وهو في موقع المسؤولية والسلطة.


وأشارت الباحثة إلى الأوضاع السياسية والأقتصادية قبل قيام حركة 13 يونيو وخلال قيام الحركة وما رافقها من ارهاصات وتدخلات ومحاولات إعاقة من قبل المتنفذين ومراكز القوى القبلية والمشيخية والأوضاع الاقتصادية والأمنية التي أدت إلى قيام الحركة والتدخلات الخارجية في شؤون اليمن وضعف الدولة وأجهزتها وأنتشار الفساد والمحسوبية وتدهور التعليم وهو ما دفع بالشهيد الحمدي لبناء دولة مدنية حديثة من خلال بناء المؤسسات التي ترتكز عليها الدولة.


ونوهت الباحثة إلى النهج الذي كان ينتهجه الرئيس الحمدي في أعماله وخطابته التي كانت تتسم بالمصداقية في مخاطبة شعبه وطواعيتها في التفاعل مع مضامين القضايا، وأشارت الباحثة إلى كاريزمية الرئيس الحمدي المؤثرة وتواضعه الذي جعله محبوباً لدى الناس وأثر فيهم بحياته البسيطة وزهده فيها وشعاره الذي كان يردده "نحن خدام لكم لا أسياد عليكم" فقد جسده كمبدأ في حياته العامة والخاصة.


كما أشارت الباحثة إلى أن الرئيس إبراهيم الحمدي استطاع خلال فترة وجيزة من تأسيس الركيزة الاساسية للاقتصاد الوطني على الأسلوب العلمي الحديث في البرمجة والتخطيط وخلق المؤسسات الاقتصادية، وقد استطاع من تحقيق ذلك في المجتمع القبلي و شبه الاقطاعي بالغ التعقيد في الوقت الذي كان التميز الطبقي واضح الملامح وتعاني منه الغالبية من أبناء الوطن مما سبب ذلك تدهور في الوضع الاقتصادي للمراحل التي سبقت فترة حكم الرئيس الحمدي وبهذا يكون قد حقق اتساع في قاعدة الإنتاج بالمستوى الاقتصادي ورَفع من مستواه وزاد من معدلاته ليحقق من اشباع حاجات المجتمع وتأمين حاجاتهم وتحقيق الرفاهية والعدالة لكل أفراده فترسخ في عهده الأمن الشامل والتنمية الشاملة.


وأعتبرت الباحثة "أن خلود الحمدي في ذاكرة اليمنين لم يقتصر عند هذا الحد بل إن خلوده أخذ حيزاً أيضاً في ذاكرة التاريخ العربي والدولي ليترك بصماته المؤثرة إلى يومنا هذا، وعلى كل حال فقد استطاع الرئيس الحمدي بإتباع سياسة السلم مع معارضيه وتمكن أيضاً من تقويض سلطة المشائخ لمراكز النفوذ في الدولة بعزلها من مناصبها في الدولة والجيش، وقد حقق نجاحاً وهو ما أدت إلى إضعاف سلطة المشائخ.


كما أشارت الباحثة الى الدور الوحدوي للرئيس إبراهيم الحمدي من خلال العﻻقات التي أقامها مع قيادة الشطر الجنوبي ممثلة بالرئيس سالم ربيع علي والتي مهدت لقيام الوحدة اليمنية ﻻحقا.


أما على المستوى العربي قالت الباحثة "أن مرحلة ما بعد الاستعمار لأقطار الوطن العربي مثلت تجسيد العلاقة القومية العربية مما نتج عنه تبادل في العلاقات الاخوية والاقتصادية فبادر الحمدي إلى اتباع سياسة الانفتاح لليمن في علاقاتها مع جيرانها وكسر طوق العزلة وأصبح اليمن محط انظار العالم، ويرجع ذلك الى السياسة الحكيمة التي اتبعها الرئيس الحمدي في مبادرته في القضايا العربية فمن تلك المواقف تجسد دور الرئيس الحمدي عربياً بل وإقليميا."



ليست هناك تعليقات