العلاقات الدولية - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

العلاقات الدولية

 

كتاب : العلاقات الدولية

تأليف: جوزيف فرانكل

ترجمة : غازى عبد الرحمن القصيبى



للناس في شتى مراحل تطورهم حاجات ورغبات لا يستطيعون اشباعها منفردين ولذلك يلجاون الى التجمع في مجتمعات تتباين في طبيعتها طبقا لتباين الظروف و عندما لا تستطيع احدى الجماعات ان تصل الى الاكتفاء الذاتي ومن ثم عندما لايمكن سد حاجاتها الرئيسية الا من الخارج يكون لديها حلان اما اخضاع الجماعات الاخرى اوالتعاون والتبادل مع الجماعات الاخرى. ان الاختيار بين الحرب والتعايش السلمي اختيار صعب فلكل مخاطره لكن يبدو ان القوة والفتح العسكري هو الطريقة الاسهل لذا على مدى التاريخ كان النظام قائما على الصراع والتدافع فكل امة تعتبر نفسها الافضل ويبقى معيار القوة هو من يحدد في النهاية الافضلية لمن والقوة لا يمكن اختزالها في معيار واحد فقوة الدولة مثلا يمكن ان تجزا الى عديد من العوامل الديموجرافية والجغرافية والاقتصادية والتنظيمية والسيكولوجية الاجتماعية والاستراتيجية الدولية... لكن لا يمكن اختزال العلاقات في علاقات صراع دائما فالمصالح كما تتعارض قد تتصالح

فالعلاقات بين الافراد تتخذ اشكالا عدة متباينة فمن ناحية يمكن ان تكون هذه العلاقات مبنية على الحب الخالص كالحب الذي تمنحه الام لطفلها ومن ناحية عكسية تماما يمكن ان تقوم العلاقات على الخوف والكراهية ومثل ذلك ما يحسه رجل الكهف عندما يواجه رجلا غريبا والعلاقات بين الجماعات الانسانية مشابهة للعلاقات بين الافراد وان كان من المستحيل ان تقوم على الحب الخالص كما ان من النادر ان تقوم على الكراهية والخوف الصرفين. والحدان اللذان تتراوح علاقات الجماعات بينهما يسميان في العادة التعاون عندما لا يوجد اي نزاع والقتال حينها يصبح النزاع من الحدة بحيث لا يسمح باي تفاهم وبحيث يكون القضاء على الخصم الهدف الوحيد المقبول واكثر المواقف تقع بين هاتين النقطتين وتستطيع ان تسميها بالمنافسة حيث يوجد نزاع بيد انه ليس مطلقا بسبب وجود مصالح مشتركة تخفف من حدته وكثيرا ما ينتهي الى حل وسط

لذا في بعض الاحيان بدل شن الحرب التي تعود بالضرر على الطرفين من الافضل ايجاد حل وسط يرضي الطرفين لان النزاع لا يحمل فقط مصالح متضاربة لكن ايضا مصالح مشتركة قوية مضمونها ان لا يؤدي النزاع الى تدمير الطرفين ولو استطاع كل طرف وضع نفسه مكان الاخر ربما يحصل التفاهم.


لتحميل الكتاب من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا

ليست هناك تعليقات