العلاقات التركية الافريقية الجديدة : دراسة الأبعاد والأهداف والنتائج - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

العلاقات التركية الافريقية الجديدة : دراسة الأبعاد والأهداف والنتائج

 

العلاقات التركية الافريقية الجديدة 

دراسة الأبعاد والأهداف والنتائج

تأليف : بقاص خالد

أطروحة دكتوراه 



تبنت الدراسة أربعة فصول، تطرق أولها لتاريخ العلاقات التركية الأفريقية والذي تضمن ثلاث مباحث بحث أولها موضوع التواجد العثماني في شمال القارة الأفريقية، فيما تعرض الثاني للتواجد العثماني في أفريقيا ما وراء الصحراء، أما المبحث الثالث فقد بحث واقع العلاقات بين القارة الأفريقية ودولة تركيا الحديثة، وقد خلص الفصل إلى أن العلاقات التركية الأفريقيةتميزت خلال المرحلة العثمانية بالتقارب نظرا لدور العثمانيين في مناطق عديدة في القارة، والتي من أهمها منطقة شمال أفريقيا، كما أن العامل الديني كان هو الأساس في العلاقات التركية الأفريقية باعتبار أن الدخول العثماني كان استجابة لحكام عديد المناطق الأفريقية الذين طلبوا تخليصهم من بطش الصليبيين الإسبان. كما شهدت الفترة العثمانية في أفريقيا محطات إيجابية وانتصارات ضد العدوان الغربي في مناطق عديدة من القارة، إضافة إلى محطات سلبية شهدتها بعض مراحل الحكم العثماني على غرار فترة حكم الإنكشاريين الذين ركّز معظم حكامهم على تعظيم مصالحهم الشخصية. وبشأن العلاقات الأفريقية مع تركيا الحديثة بعد سنة 1923 فقد تميزت بالفتور والتراجع، نظرا لسياسة القادة الأتراك الجدد المتجهة إلى المحيط الغربي بعيدا عن المحيط الشرقي الإسلامي، وقد استمر ذات الوضع طيلة وجود حكم العسكر في تركيا وإلى غاية بداية القرن الواحد والعشرين. وتطرقت الدراسة في ثاني فصولهاإلى الأبعاد المختلفة لتطوير العلاقاتالتركيةالأفريقيةوالذي قسم إلى ثلاث مباحث رئيسية تضمن أولها وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة فيما تعرض الثاني إلى الأبعاد السياسية والدبلوماسية والأمنية، في حين ركز المبحث الثالث على الأبعاد الإقتصادية والتجاريةللعلاقات التركية الأفريقية. وقد خلص إلى أن وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة في تركيا سنة 2002 كان له أثر واضح في تغيير السياسة الخارجية التركية التي ظلت لنحو ثمانين سنة بعيدة عن أي اهتمام بواقع القارة الأفريقية خصوصا في الجزء الجنوبي منها، ومن دلائل ذلك التغيير هي الأبعاد والآليات المختلفة التي اعتمدتها الحكومة التركية بعد 2002، والتي نتج عنها تحقيق عديد النتائج الإيجابية سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا، وهو ما أهّلها للعب أدوار أمنية مهمة في عديد المناطق الأفريقية الحسّاسة. ولم تتحقق النتائج المفصّلة في مضمون الفصل الثاني إلا عبر منظور تركي جديد صاغه ونفّذه قادة تركيا الجدد والذي مفاده اعتبار القارة الأفريقية قارة مهمة لتركيا والعالم، لا قارة الفقراء والنزاعات كما كان يراها قادة وحكومات تركيا السابقون. أما الفصل الثالث فقد عالج مسألة تأثير وكالات التعاون الحكومية وغير الحكومية التركية في تنفيذ أهداف تركيا الأفريقية، وذلك عبر مبحثين رئيسيين بحث أولهما تأثير وكالات التعاون والتنسيق الرسمية التركية والتي من أبرزها وكالة (TIKA) والتي تم شرح تأسيسها وتطور دورها حول العالم، ثم بيان مشاريعها وأنشطتها في القارة الأفريقية. في حين تعرض المبحث الثاني لدور منظمات المجتمع المدني التركية في تطوير العلاقات التركية الأفريقية، وذلك من خلال إيضاح تاريخ نشأة وتطور تلك المنظّمات وأهمها نشاطا على الساحة العالمية، ثم عرض طبيعة علاقاتها مع الحكومة التركية، ودورها في القارة الأفريقية. وقد خلص الفصل الثالث إلى أن تأسيس الحكومة التركية لوكالات خاصة وتكليفها بتنفيذ سياسة وأهداف الدولة على المستوى الخارجي كان له بالغ الأثر في تحقيق نتائج إيجابية ومهمة للدولة التركية، وهو ما برز بشكل واضح في مشاريع وأدوار منظمة تيكا في أفريقيا. كما أن إقامة الحكومة التركية لشراكة مع منظمات المجتمع المدني في الداخل، ساعدها على تنفيذ مزيد من المشاريع على المستوى الخارجي، وتعتبر القارة الأفريقية دليلا واضحا على فعالية تلك الشراكة ونتائجها الإيجابية التي تنعكس في الأخير على صورة تركيا الخارجية بشكل عام. وقد بحث الفصل الرابع للدراسة تحديات ومستقبل العلاقات التركية الأفريقية وذلك من خلال أربع مباحث تطرق أولها إلى التـحديات المتعلقة بالداخل التركي، أما الثاني فناقش مسألة التـحديات الإقليمية، فيما تعرض الثالث إلى التحديات المتعلقة بالداخل الأفريقي، في حين ركّز المبحث الرابع على مستقبل وآفاق العلاقات التركية الأفريقية. وقد خلص الفصل إلى أنه بالرغم من التحديات الكثيرة والمعقّدة التي واجهتها الحكومة التركية على مختلف الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية على اختلاف قضاياها، إلا أن موضوع استمرار تطوير العلاقات التركية الأفريقية لم يتوقف، نظرا لتوفر سبب رئيسي وهو العمل المؤسسي للحكومة التركية، وهو ما تتميز به الحكومات والأنظمة الديمقراطية، والتي يتصف عملها بالديمومة والإستمرار.؟


لتحميل الدراسة PDF من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا


ليست هناك تعليقات