التنشئة الاجتماعية السياسية - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

التنشئة الاجتماعية السياسية

 

التنشئة الاجتماعية السياسية


أولا: ماهية وتعريف التنشئة الإجتماعية

التنشئة، بوجه عام، هي عملية تفاعل بين الفرد وبين المجتمع الذي يعيش فيه، ويستطيع الفرد من خلال تلك العملية أن يتشرب القيم والعادات والأفكار السائدة التي تساعده على أن يحدد بكل وضوح سلوكه اليومي

للقيام بالأدوار التي يتطلبها موقعه كعضو في المجتمع لكي يصبح مواطنا يساهم بطريقة تفاعلية في مجالات التنمية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية.

ويتوقف تماسك أي مجتمع على فهم أفراده لقيمه وقواعده المشتركة، وهذا الفهم المشترك لا يكتسبه الفرد عند ولادته ولكن يحصل عليه خلال مراحل حياته المختلفة. ومن هنا فأن التنشئة الإجتماعية هي الآلية التي

بمقتضاها يتكون الإنسان السياسي. فالتنشئة الإجتماعية هي أحد المحددات الرئيسة للتنشئة السياسية لأن الإنسان يتكون ويتشكل إجتماعيا قبل أن يبدأ مهمة ممارسة السياسة.

لقد كان علماء الإجتماع وعلماء النفس، وقبلهم الفلاسفة ولاسيما )أفلاطون وأرسطو( السباقين في العناية بعملية التعليم والتلقين للتراث الإجتماعي والسياسي ونقله من جيل إلى آخر، وعدّوا هذه الوظيفة من صميم

وظائف الدولة. وعنى علماء الإجتماع بالوسط الإجتماعي بوصفه محدداً أساسيا في اكتساب الثقافة الإجتماعية وتعليم أنماط السلوك، بينما ركز علماء النفس على نسق الشخصية بافتراضها محدداً رئيسا في

اكتساب أو رفض ثقافة المجتمع وقيمه، ذلك إن نوع وطبيعة التنشئة الاجتماعية اولاً، والسياسية ثانيا،ً التي يتلقاها الفرد هي التي تحدد طبيعة سلوكه السياسي وتحكم بالتالي نظرته لنفسه وللمحيط الذي يعمل فيه.

إن التعرف على التنشئة الإجتماعية والتعرض لمحدداتها سيساعدنا على مقاربة التنشئة السياسية لكون هذه الأخيرة هي جزء من الأولى. فالظاهرة السياسية هي بالأساس ظاهرة إجتماعية، وإن الإنسان السياسي هو في الأساس إنسان إجتماعي.


لتحميل الدراسة PDF من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا


ليست هناك تعليقات