دور الهوية والثقافة في العلاقات الدولية - قراءة في النظرية البنائية - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

دور الهوية والثقافة في العلاقات الدولية - قراءة في النظرية البنائية

 

دور الهوية والثقافة في العلاقات الدولية - قراءة في النظرية البنائية

اعداد : احمد عرنوس


يرى المؤرخ سينوبوس بأنه: "عندما يتعلق الأمر بالعلوم الاجتماعية فنحن لا نتعامل في الواقع مع أشياء حقيقية، ولكن مع ما متُثله هذه الأشياء في أذهاننا نحن" ، وهذا ما يؤكد على أهمية دور الأفكار والقيم والمعتقدات المترسخة في عقول الأفراد والجماعات والتي تؤثر في طريقة تحديد فهمنا للنظريات الاجتماعية بشكل عام، ومنها نظريات العلاقات الدولية بشكل خاص.

تقوم النظرية البنائية  ( Constructivism Theory ) على مبدأ التفاعل الاجتماعي بين الفاعل أو الوكيل ( Agent ) وبين البنية أو البناء ( Structure )، ويمعد نيكولاس أونوف أول من استعمل مصطلح البنائية في كتابه "عالم من صنعنا: القواعد والحكم في النظرية الاجتماعية والعلاقات الدولية" الذي نشره عام 1989 ، ومن أبرز مفكري هذه النظرية فريدريك كراتوشويل وألكسندر ويندت صاحب كتاب "نظرية اجتماعية في السياسة الدولية"، حيث يمرجع ويندت أصول البنائية في العلاقات الدولية إلى أعمال كل من سنايدر وبورك وسابين الذين أسسوا مشروعاً بحثياً حول الدور الذي تلعبه نمظم المعتقدات والقناعات والإدراكات في عملية صنع قرارات السياسة الخارجية للدول، وفضلاً عن أهمية دور الهوية والثقافة والأفكار في فهم وتحليل ظواهر السياسة الدولية بشكل عام ، ويرى ويندت بأن الهويات تشير إلى من "نحن" ومن "هم الآخرون"، وإن المصالح تشير إلى "ماذا يريد الفاعلون"، فالمصالح تعني الحاجات والرغبات التي تسعى الدول إلى تحقيقها، وهناك نوعان من المصالح : مصالح موضوعية وأخرى ذاتية، فأما المصالح الموضوعية فترتبط بتلك الحاجات الضرورية والأساسية التي تقوم عليها الهوية بكل أشكالها، وبدونها تفقد الدول هويتها، كالقول بأن الدول الحديثة ذات السيادة تقوم على مفهوم احتكار العنف المنظم (هوية ذاتية)، والدولة الرأسمالية تقوم على منطق الفردانية والملكية الخاصة (هوية النوع)، والدولة المهيمنة تقوم على أساس فرض الهيمنة على الآخرين (هوية الدور)، والدولة الأوروبية التي تتضامن مع غيرها من دول أوروبا (هوية جماعية)_أيضاً الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 تعتبر مثالاً على الهوية الجماعية_، وأما المصالح الذاتية فتتعلق بتفضيلات الفاعلين وقناعاتهم حول الكيفية التي يمكنهم بها تلبية حاجات هويتهم وضروراتها.


لتحميل الدراسة PDF من ( مكتبة دار بن حبتور ) من هنـــــا


ليست هناك تعليقات