صديقي بن مساعد بن حسين سجَّل تاريخه الوطني بأحرف من نور طيلة مسيرته السياسية الجهادية في اليمن العظيم - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

صديقي بن مساعد بن حسين سجَّل تاريخه الوطني بأحرف من نور طيلة مسيرته السياسية الجهادية في اليمن العظيم

 

صديقي بن مساعد بن حسين سجَّل تاريخه الوطني بأحرف من نور طيلة مسيرته السياسية الجهادية في اليمن العظيم

أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور

15 مايو, 2024م

 


قال تعالى :- (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) وقـال تعالى : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ).

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نعت اليمن كل اليمن ابنها البار المناضل المجاهد اللواء / أحمد مساعد حسين الجواني العولقي، والذي غادر هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلود الأبدي في يوم الإثنين الموافق 28 /أبريل 2024م.

غيَّب القدر روح صديقي الطاهرة المجاهد المناضل الفذ اللواء / بن مساعد بن حسين،- رحمة الله عليه- وأسكنه فسيح جناته وألهم كل محبيه ورفاقه وأهله الصبر والسلوان، وقد توفاه الله في سلطنة عُمان، حيث اختار إقامته وسُكناه الأخير في زمن العدوان السعودي / الإماراتي على الجمهورية اليمنية.

وتم نقل جثمانه الطاهر ( براً ) عبر براري سلطنة عمان والمحافظات الشرقية للجمهورية اليمنية وهي محافظات المهرة وحضرموت وصولاً إلى محافظة شبوة، وذلك لأن سلطات الاحتلال العدواني السعودي – الإماراتي رفضت أن يتم نقل جثمانه الطاهر عبر إحدى الطائرات من سلطنة عُمان وصولاً إلى محافظة شبوة، ووصل الجثمان في صبيحة يوم الأربعاء إلى عاصمة محافظة شبوة “عتق” وتجمهر معظم رفاقه ومحبيه القادمين من معظم محافظات الجمهورية اليمنية ليلقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة في الميدان الرياضي في “عتق” ثم صلوا عليه صلاة الجنازة، وانتقل الموكب الجنائزي المهيب من مدينة عتق إلى منطقة جباه في مديرية نصاب، حيث استقبلته جماهير غفيرة محتشدة حزينة لوداع بطلها وقائد تحولاتها وانتصاراتها الشبوانية اليمنية الكبيرة.

لقد جاهد صديقي الفقيد / بن مساعد بن حسين طيلة سبعين عاماً ويزيد وهو حامل سلاح الكلاشنكوف بيمينه وفكره ومعتقداته وروحه الوثابة الشجاعة بكلتا يديه، متمسكاً بذلك السلاح الحر وهو يقاتل أعداءه وخصومه بشجاعة قل نظيرها، لم يحسب لهذه الدنيا ومتعتها وملذاتها أي حساب، لقد جاهد ببسالة وبطولة نادرة في معارك حرب التحرير الشعبية ضد جنود الاحتلال البريطاني من أجل تحرير جنوب اليمن من أعدائه المحتلين الطغاة، وجاهد كذلك ضد أعداء الثورة الوطنية اليمنية، واستمر في جهاد النفس من أجل الاختيارات الصعبة في زمن تكالب القوى الاستعمارية والرجعية وعملاء وركائز الاستعمار كي يساهم مع رفاقه الشرفاء في الجبهة القومية وفصائل العمل السياسي الوطني في جنوب اليمن من أجل تثبيت أركان النظام الوطني يومذاك.

تميز في رحلته السياسية والعسكرية بشجاعة طاغية وصدق وافر وثبات جاد في جميع المراحل التي خاض فيها معاركه السياسية والعسكرية والاجتماعية والإنسانية .

تعرفنا عن قرب على صديقنا المجاهد / أحمد بن مساعد في مدينة عزان- إحدى مدن محافظة شبوة في عام 1972م، وكانت تُسمى يومذاك المحافظة الرابعة، كنا يومها طلاباً يافعين في المرحلة الإعدادية لا ندرك طبيعة الأحداث ولا تلك العبارات التي قيلت في كل تلك المحاضرات التي عرضها علينا يومذاك .

لقد جاء إلينا الفقيد لزيارة المدرسة واللقاء بنا، والتقينا به في إحدى القاعات الفسيحة في المدرسة الإعدادية بمدينة / عزان وهي مدرسة واسعة نسبياً تضم عدداً من القاعات الدراسية والصفوف وقاعات المحاضرات مع سكن طلابي لتسكين وإعاشة أبناء مديرية ميفعة يومذاك (سكن القسم الداخلي الطلابي)، كان مدير المدرسة يومذاك الأستاذ / عبدالله علي بالقاسم وهو خريج من جمهورية مصر العربية، والمشرف على القسم الداخلي للطلاب الوالد الأب المرحوم / جميع الخضر باهميل من أعيان منطقتنا، ويتكون الطاقم التدريسي من لفيف من المدرسين العرب، الفلسطينيين تحديدا، وكذلك المدرسين اليمنيين القادمين من حضرموت وشبوة وعدن.

لم نكن ندرك يومذاك ونحن في سن مُبكرة وفي ذلك اللقاء الثقافي بأن تلك الشخصية الاستثنائية سيكون لها شأن عظيم ودور سياسي نضالي محوري في قادم الأيام على مستوى اليمن كل اليمن .

وهنا أود أن أهمس في أذن كل من يريد أن يفهم حقيقة ما وقعت من أحداث مأساوية في جنوب الوطن يومذاك :

حدثت في جنوب اليمن أحداث عاصفة، عصفت بالبلاد والعباد جراء سيطرة الاتجاه المتطرف في المكتب السياسي وقيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية، التي حكمت عدن وجنوب اليمن بالحديد والنار، فتم إبعاد القيادة المثقفة وذات التجربة والخبرة السياسية الناضجة لقيادة البلد برغم حداثة تجربة الدولة الوطنية في جنوب الوطن، حيث تم إبعاد الرئيس المؤسس الأول للجنوب اليمني وهو / قحطان محمد الشعبي واغتيال دولة رئيس الوزراء / فيصل عبداللطيف الشعبي، ومحمد عبدالعليم بانافع، وعدد من قيادات الجبهة القومية من المجربين. وفي 22يونيو 1969م والذي أسماه المتطرفون بـ(الخطوة التصحيحية) وصل التيار اليساري المتطرف للحكم والسيطرة في عدن قيادة جديدة بقيادة (الرفيق)/ عبدالفتاح أسماعيل كأمين عام للتنظيم السياسي الجبهة القومية، و(الرفيق) / سالم ربيع علي (سالمين) رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والرفيق / محمد علي هيثم كرئيس للوزراء، ووصول الرفاق / علي أحمد ناصر (عنتر)، وصالح مصلح قاسم، وعلي صالح عباد (مقبل)، ومحمد صالح مطيع اليافعي، وحسين قماطه اليافعي، ومحمد سعيد عبدالله الشرجبي (محسن)، وعبدالعزيز عبدالولي ناشر، وعلي سالم البيض، وعبدالله صالح البار، بهذا الفريق السياسي الحزبي المتطرف في قيادة المكتب السياسي للجبهة القومية، هم أصبحوا (أهل الحل والعقد) كما يقال في المثل العربي الشهير، وجاءت على إثر ذلك القرارات السياسية والحزبية والتنموية والاجتماعية الراديكالية المتطرفة والنزغه، وجاءت فكرة قرارات التأميمات للمؤسسات وللمرتفعات الاقتصادية وصولاً إلى مصادرة دكاكين وصوالين الحلاقة، وكذلك تأميم المساكن والعقارات الراقية والمتواضعة في أحياء التواهي والمعلا وكريتر وخور مكسر، وصولاً للمساكن الشعبية في أحياء الشيخ عثمان والشيخ الدويل ودار سعد والمنصورة …. إلخ.

وجاءت فكرة قرارات الانتفاضات الفلاحية وتأميم ومصادرة الحيازات الفلاحية المحدودة وغيرها، بالإضافة إلى ربط تلك الانتفاضات الجائرة الظالمة بما أسموه العنف الثوري والطبقي وتحرير الأرض ( وتم سحل واختطاف الآلاف من علماء المسلمين وشيوخ ووجاهات جنوب اليمن )، وهطول المصطلحات السياسية الغريبة القادمة مما يسمى بالبلدان الاشتراكية وبلدان التوجه الاشتراكي يومذاك التي تم استيرادها ببلادة وسذاجة وعفوية مفرطة، وكلها مُقرة بالإجماع في مطبخ المكتب السياسي للجبهة القومية الذي تم حشو عقول الأجيال بها وبحروفها النكرة، وبحروف صعبة الهضم على عقول البسطاء من أبناء شعبنا في جنوب اليمن يوم ذاك، لكنه واقع أليم وقد حدث وعلينا الاعتراف به والتعامل معه بمسؤولية عالية في التقييم العلمي الموضوعي التاريخي لأحداثه الأليمة.

لماذا نعيد ونكرر تلك الأقوال والأحداث المؤلمة؟ نقولها بصوت عال إن هناك نفراً من الأصدقاء و(الأهل) والذين يكررون بعفوية تأثير أحداث الماضي لكن دون تشخيصه بشكل صحيح، ودون معرفة الأسباب الموضوعية لحدوثه، ودون معرفة مصادر القرار التي كانت السبب الجوهري والمباشر في النتائج المؤلمة والظالمة على مواطنينا وأهلنا وأصدقائنا من الشهداء والجرحى والضحايا والمنكوبين من كل تلك الإجراءات الثورية العقيمة البائسة.

وهنا أكرر أهمية النصح للجميع بالعودة إلى أضابير التاريخ وملفات المكتب السياسي للجبهة القومية وسيجد الباحث الحصيف والجاد مبتغاه من معلومات وأسرار هي الآن جزء من أرشيف التاريخ الموثقة .

وعلينا الإشارة بوضوح تام إلى أن الأخطاء والجرائم التي وقعت في جنوب اليمن في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، يتحملها أعضاء المكتب السياسي للجبهة القومية دون سواهم، لأنها الجهة السياسية والتنفيذية والإشرافية الوحيدة في جنوب الوطن، وهي من أدارت الدولة ونفذت إجراءاتها، وبكل مفاصلها من الألف إلى الياء .

ومن أراد أن يعرف هذه الحقيقة المرَّة والمرعبةَّ عليه أن يتتبع فصولها ومنعطفاتها وأضابيرها المتعددة، وعدد ممن كانوا في سدة القرار لايزالون أحياء يرزقون .

أما الاتهامات النزقة والسفسطائية والساذجة والغبية الموجهة دون حساب لعدد من المجاهدين والأبطال، وبدون أدنى المعايير العلمية والأخلاقية والقانونية، فهي اتهامات الأفراد العاجزين، الضعفاء الذين يتحدثون دون دليل قانوني ولا أخلاقي وليس له علاقة بالمرجلة والشرف.

نعود إلى موضوعنا والحديث حول البطل المجاهد / بن مساعد بن حسين، -رحمة الله عليه- وأسكنه فسيح جناته، فهو حديث ذو شجون، وطويل وممتع، وهنا يمكن أن نواصل في المقالة لعدد من المحاور وتحت العناوين الآتية :

أولاً :- تاريخه المهني والسياسي ونبذة مركزة عن سيرته العملية السياسية والمهنية:

كان أحد طلائع الفدائيين من ثوار ثورة14 أكتوبر بعد قيامها في عام 1963م, وكان عضواً في الجبهة وأحد قادة النضال الفدائي في أرض العوالق، وبعدها في مدينة عدن وشارك بدور كبير إلى جانب رفاقه ثوار الجبهة القومية في تحرير جنوب اليمن ومواجهة المحتل المستعمر البريطاني، حتى تحرير اليمن الجنوبي من الاحتلال البريطاني في صبيحة الـ 30 نوفمبر 1967م .

وبعد الاستقلال الوطني عُيِّن مأموراً لمديرية نصاب ومن ثم تولى مناصب عديدة ومهمة في مختلف المراحل والمنعطفات الوطنية منها :- عضواً في اللجنة المركزية للتنظيم السياسي الجبة القومية 1972م

وعُيِّن محافظاً للمحافظة الرابعة عام 1974م، ومحافظاً للمحافظة السادسة عام 1976م .

ثم انتخب عضواً في مجلس الشعب الأعلى لثلاث دورات متتالية.

– عُيِّن رئيساً للجنة العليا للرقابة الشعبية في أبريل عام 1980م.

– عُيِّن وزيرا لأمن الدولة عام 1985م.

– ثم انتخب إلى عضوية المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني عام 85م.

– بعد أحداث يناير بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22مايو1990م عُيِّن عـضـواً للجـنـة العامة للمؤتمر الشعبي.

– قلَّده رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق وسامي الشجاعة والوحدة.

– عُيِّن في عام 1995 م وزيراً للنقل.

– عُيِّن سنة 1997 وزيراً للثروة السمكية.

– عُيِّن في العام 2004م عضواً في مجلس الشورى .

– عُيِّن بقرار جمهوري في 2004م محافظاً لمحافظة ريمة.

– كان أحد أبرز القيادات اليمنية المشاركة في الحوار الوطني سنة 2013م

– كان أحد القيادات المشاركة في التحضير لبلورة مشروع وطني للسلام في اليمن .

وقد أدى دوراً نضالياً فاعلاً في الدفاع عن الثوابت الوطنية في كل المراحل، بل كان رمزاً مهماً وقياديا صلباً شجاعاً، وأستاذا في الكفاح المسلح والنضال لجيل وأجيال من الثوار، وبرحيله خسر اليمن والأمة بشكل عام هامة وطنية كبيرة قل نظيرها في مختلف مراحل النضال، فتاريخه حافل بالنضال والجهد والإخلاص والعطاء، والمثابرة التي قضاها في خدمة وطنه منذ مطلع الستينيات وحتى آخر يوم من حياته في 28/أبريل2024م .

ثانياً :- طبيعة شخصيته الإنسانية :-

الفقيد / بن مساعد بن حسين، برغم شهرته الواسعة على مستوي الوطن كله، إلا أنه تميز بروح عالية في التسامح والاقتراب من البسطاء والتعاون معهم إلى حدود لا يمكن أن يتخيلها سوى من كان قريباً منه .

ثالثاً :- انحيازه لفئة الفقراء والمظلومين :-

امتاز بالتعاون الجاد والصادق مع فئة الفقراء جداً من المواطنين، وبحكم قربي ومعرفتي بأعماله الخيرية، فقد ساهم في انتشال العديد من الأسر الفقيرة والمعدمة من أوضاعها المعيشية ودفعها إلى مستويات عالية وكريمة، بشتى الطرق والوسائل المتاحة.

رابعاً :- انتصاره للحق السياسي والإنساني :-

انتصر كثيراً لأبناء محافظتي عدن وشبوة تحديداً، لشعوره بأن أبناء تينك المحافظتين كانوا مظلومين ومحرومين من المشاريع التنموية والثقافية والاقتصادية مع أن عدن هي العاصمة ومحافظة شبوة منتجة للنفط والغاز، وكان يُشار إليهما بالبنان من قِبل عدد من الجهات الرسمية والشعبية في جنوب اليمن بأنهما محافظتا النزوح لشمال الوطن باعتبار تماسهما الجغرافي والإنساني بسبب قربهما من عادات وتقاليد ووجدانية تقارب أبنائهما مع أبناء شمال اليمن.

إضافة لذلك فإن الإجراءات المجحفة جراء الانتفاضات الفلاحية وتأميم المساكن والتصفيات الثورية والسجون والإخفاءات القسرية طالت العديد من أبنائهما وشيوخهما، ولهذا انتصر لأبنائهما في جميع مراحل الصراع التي حصلت في جنوب اليمن.

خامساً :- نشاطه الملموس في المجالات التنموية والتعليمية والثقافية :-

حينما تولى قيادة وإدارة محافظتي شبوة والمهرة ركز في جهده ونشاطه على محاور التعليم والجوانب الثقافية والفنية، لما لهذه المحاور من تأثير على التطوير الإنساني والتنوير الاجتماعي برمته.

سادساً :- مقدرته الأدبية والشعرية الغزيرة :-

امتاز بحاسة شعرية مرهفة في جانبيها العاطفي الإنساني والثوري الجياش الذي ألهب بها مشاعر وحماسة الفقراء من أبناء أمتينا العربية والإنسانية، نتذكر أنه قدم أشعاراً نيرة لشباب العالم أجمع وكذلك في الشعر الثوري الحماسي، والأشعار الإنسانية الحياتية، وكان قد أعد ملحمة شعرية يمانية وكانت تنتظر من يعمل على إخراجها إلى حيز الواقع, ولكن بسبب الظروف العامة في البلاد تأجلت، نسأل الله العلي القدير أن تخرج إلى النور باعتبارها ملحمة وطنية يمانية خالدة، وستضاف إلى التراث الشعري اليماني الخالد.

سابعاً :- يُعدُّ بن مساعد أحد أبطال اليمن العظماء الوحدويين:

بن مساعد بن حسين يستحق أن تُكتب عنه الموسوعات والمجلدات كونه أحد مثقفي اليمن وأحد شعرائه الفحول، ولأنه سياسي محنك عاصر أجيالاً من المراحل، لذلك.

فهو يستحق أن توثق كتبه ومجلداته كي تتعرف الأجيال اليمانية المتعاقبة على دروس من فكر وثقافة وشعر وسياسة وبطولات / بن مساعد بن حسين العولقي، فهو ليس كأي إنسان مر من هنا مرور العابرين وستنساه الأجيال، لا وألف لا فهو واحد من أبطال اليمن الشجعان الذين عملوا بشجاعة نادرة تحت ضوء الشمس المتوهجة من أجل اليمن العظيم وأبنائه المحترمين، نعم هذا هو البطل الهمام الذي سيبقى الشعب اليمني مفاخراً به في جنوب اليمن وشماله، وفي شرق اليمن وفي غربه، فأمثال هذا البطل لا يموتون بل إنهم خالدون خلود الدهر اليماني المشرق.

الخلاصة :-

لقد أفنى بن مساعد بن حسين العولقي، حياته وطيلة سنوات عمره في خدمة اليمن العظيم وشعبها البار، وصال وجال في كل أرجاء الوطن اليمني العظيم حاملاً بندقيته بيساره وقلمه بيمينه ممتطياً صهوة حصانه الأشهب، ليرسم في كل موقعة وجبل وسهل وساحل، ملحمة بطولية يمانية شجاعة لكل اليمن العظيم، ومات وهو يحلم بثوابت الوحدة اليمنية التي قاتل من أجلها لعدد من العقود الزاهية من حياته، فتحية لروحه ولتضحياته وهو يختتم حياته الجهادية المشرفة مع جموع مودعيه ورفاقه وأحبائه في صحارى شبوة من كل أرجاء اليمن، وتحت يافطة عالية بأن اليمن مقبرة الغزاة، ولم يقبل أن تكون اليمن سوى حرة أبية عظيمة كما كانت في زمن حضاراتها الخالدة، فتحية لك أيها البطل اليماني الخالد .

{وفوق كل ذي علم عليم}

أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور

رئيس مجلس وزراء حكومة تصريف


ليست هناك تعليقات