*الرئيس على ناصر محمد يرد على مقالة ( أرجوك تقرأ هذا ..!)* - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

*الرئيس على ناصر محمد يرد على مقالة ( أرجوك تقرأ هذا ..!)*




* الأخ العزيز محمد العولقي .. إطلعنا على مقالكم القيم، الذي جمع بحرفية بين الأدبي والثقافي والرياضي والسياسي، وأيضاً عتابكم المهذب في صحيفة "الأيام" عن ذكرى 14 يوليو، يوم الرياضيين في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. 
 * وأنا لا أعتبر ما خطه قلمك الأنيق في مقالك المشار إليه عتاباً، بل إحياءً لذكرى، وذاكرة وطنية أتعبتها الهموم والحروب والمشاغل وانعدام أبسط الخدمات لدى المواطن، بحيث لم يعد يحفل أحد بتذكر أيام عمره المجيدة، بل إن البعض يُهيل التّراب على كل ما كان جميلاً وأصيلاً في تلك التجربة الإنسانية التي لها أخطاؤها، كما لها إنجازاتها العظيمة، وما يوم الرياضيين 14 يوليو سوى واحد منها، وكما تتذكر معي ويتذكر شعبنا فقد كان هناك عيد للجيش في أول سبتمبر، كان من أقوى الجيوش في المنطقة، وعيد للعلم في 10 سبتمبر يكرّم فيه المتفوقون في كل المراحل التعليمية، وعيد للفلاحين، وعيد للمرأة، وعيد للعمال، ويوم للشباب إلخ... ولم تكن مجرد أعياد أو أيام للاحتفال والدعاية، بل احتفاء بالمنجزات لوطن يسعى نحو العلو والإزدهار، حققنا فيه أشياء، وأخفقنا في أشياء حالت دونها قلة الإمكانيات، والصعوبات، والأخطاء، والصراعات، فما نحن إلا بشر في الأخير، نخطئ ونصيب، وسبحانه من له الكمال وحده. 

 * نحن نعتز بهذا التاريخ، وهذه الذكرى، وبجيل الرياضيين في اليمن الديمقراطية، منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، والذين رفعوا إسم اليمن عالياً في الداخل والخارج، وحققوا انتصارات كبيرة ومشرفة في جميع البطولات والميادين والأنشطة الرياضية التي شاركوا فيها.. وأتذكر 
عند عودة الفريق الوطني لكرة القدم من الرياض كيف حظي باستقبال كبير عند وصوله إلى مطار عدن وأرض الوطن متوجاً بالنصر، وكان ذلك الاستقبال الشعبي المنقطع النظير تعبيراً عن الاعتزاز بالذات الوطنية التي نحتاج إليها في كل وقت، وفي هذه الأيام أكثر من أي وقت! وكانت سعادتي لا توصف بهذا النصر الكبير من قبل فريقنا الوطني والذي حققه بأقل الإمكانيات قياساً بتلك التي كانت تحظى بها الفرق الأخرى في دول المنطقة.

* وأتذكر أيضاً حين قمنا بإعادة تنظيم الحركة الرياضية على أسس جديدة عملية دمج الأندية الرياضية التي كانت قائمة آنذاك وهي :
• حيّ كريتر : نادي الشباب الرياضي، نادي شباب القطيعي، نادي الحسيني الرياضي، نادي الأحرار، ودُمجت جميعها في نادي التلال.
• حيّ الشيخ عثمان : نادي الشباب المحمدي، نادي الهلال الرياضي، نادي الشبيبة المتحدة (الواي سي سي) التضامن، ودُمجت جميعها في نادي الوحدة.
• حيّ المعلا : نادي شباب الجزيرة الرياضي الذي تأسّس عام 1951م، نادي شباب الروضة (القلوعة)، نادي مجد العرب، نادي الانتصار الرياضي، نادي الوحيد الرياضي، ودُمجت جميعها في نادي شمسان.
• حيّ التواهي : نادي شباب التواهي، نادي الشعب الرياضي، ودُمجا في نادي الميناء. 
• مدينة عدن الصغرى (البريقة) : نادي شباب البريقة ومجموعة أندية صغيرة، ودُمجت جميعها في نادي الشعلة.. وقد انبثق عنها جميعاً الفريق الوطني في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. وقد حظيت الرياضة من قبل الدولة باهتمام كبير وتطوير للملاعب الرياضية كاستاد الحبيشي في كريتر وملعب شمسان في المعلا وبقية الملاعب الأخرى، وكان للأخ أحمد محمد قعطبي وزير الدولة لشؤون الرياضة بصماته ودوره الكبير في تطوير الحركة الرياضية في عدن وفقاً للخطة والرؤية الاستراتيجية للحركة الرياضية والتي أشرتم إليها في مقالكم.
 * نعتز بكل ما جاء في مقالكم بما في ذلك العتاب لأنك تعبر بحقّ وصدق عن تلك المرحلة وعن اهتمامك بتاريخ الحركة الرياضية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وإذا فاتنا الإشارة إلى هذه المناسبة في 14 يوليو فلا يعني ذلك تجاهل هذه الذكرى وهذا التاريخ المجيد، بل لأن زحمة الأحداث والصراعات والحروب حالت دون الاحتفاء والاحتفال بمثل هذه المناسبة وغيرها من المناسبات الوطنية والدينية، فالحزن والظلم والفقر والموت اليوم يخيّم على كل مكان في وطننا العزيز، وصار العنوان لوطن جريح وشعب مكلوم، لكننا لم نفقد الأمل بغدٍ أجمل يأتي، وبرحيل جيوش الظلم والظلام.
 * نأمل أن تأتي ذكرى 14 يوليو العام القادم وقد انتهت الحرب وعمّ السلام والأمن والاستقرار في ربوع وطننا الحبيب، وستكون هذه المناسبة عرساً رياضياً بل وطنياً لكل أبناء شعبنا العظيم والعزيز، ولأبناء عدن الحبيبة الجريحة خاصة.
 * وإذا فاتنا الحديث عن هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً في وقتها، والتي مرّت عليها 9 أيام، وقد كان لكم فضل إنعاش ذاكرتنا، فإننا نهنئكم ونهنئ كافة الرياضيين في عدن وبقية المحافظات بهذه الذكرى المجيدة .. وكل عام وأنتم بخير

ليست هناك تعليقات