في لقاء خاص مع المسيرة.. رئيس الوزراء: هيمنة الأمريكيين وصلت إلى أن يبحثوا مع النظام السابق مسار التطبيع مع العدو الإسرائيلي|المسيرة نت| 25-9-2020
قال رئيس مجلس الوزراء د. عبد العزيز بن حبتور إنه قبل ثورة 21 سبتمبر كان الكثير من المسؤولين في الدولة يبدؤون مهامهم اليومية في السفارات".
وأضاف بن حبتور في لقاء خاص مع المسيرة في الذكرى السادسة لـ ثورة 21 سبتمبر أن "ثورة 21 سبتمبر هي ثورة شعبية يمنية لكل أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وأن الواقع أثبت زيف ادعاءات العدوان بأن ثورة 21 سبتمبر هي ثورة طائفية، واليوم هناك تكافؤ في الفرص بين مختلف المواطنين".
وأشار إلى أن بعض الفرق المشاركة في الحوار الوطني عام 2013 كانت تدار من خارج الصالات، وتتبع مباشرة للسفارات.
ولفت بن حبتور إلى أنه كان هناك تعمد قبل ثورة 21 سبتمبر لتدمير المؤسسة العسكرية وتحويلها إلى شظايا وكأنهم يمهدون ليوم العدوان، موضحًا أن بعض السفراء قالوا بشكل واضح، لماذا تحتاجون لصواريخ بعيدة المدى وسكود وغيرها؟ لا حاجة لكم لأكثر من الشرطة.
وكشف رئيس الحكومة بن حبتور أن قادة أطراف الحوار كانوا يجتمعون في بيت عبد ربه، ولكن ممنوع أن يجتمعوا دون حضور علي محسن الأحمر وحميد الأحمر والسفير الأمريكي، مؤكدًا أن هيمنة الأمريكيين وصلت إلى أن يبحثوا مع النظام السابق عن مسار معين للوصول إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وأوضح أن اختيار الأمريكيين لبعض الشخصيات كي تكون في رئاسة الحكومة، كان على أساس ارتباط هذه الشخصيات بالسفير الأمريكي.
وقال بن حبتور "رفضت طلبا قوى العدوان لقيادة ما أسموها بالـ"مقاومة" بصفتي محافظ عدن، وكل الذين حملوا السلاح في حينها كانوا من "القاعدة" و"داعش" أو بلاطجة في الشارع"، مضيفًا أن "القاعدة وداعش هي صنيعة أمريكية ولم يهزمها أحد إلا المقاومة الشعبية كما حصل في العراق وسوريا ولبنان".
وتابع "عندما كنت محافظا لعدن أبلغت قيادات حزب الإصلاح أن عددا من المنتمين إلى القاعدة وداعش يجلسون في خيم بين المعتصمين المطالبين بالانفصال، فقالوا لي "دعهم قد نحتاجهم"، وهذا دليل على التنسيق بين الطرفين".
وأردف رئيس الوزراء بالقول "وجود عبدربه يفيد السعودية والإمارات كونه يوافق على كل ما يريدونه، ويسكت عن تواجد بعض العسكريين الصهاينة في ميون وسقطرى"، لافتًا إلى أن الأمريكيون يسعون إلى تجزئة اليمن كي يسهل تأطيره في المشروع الغربي.
وأكد بن حبتور أن ثورة 21 سبتمبر أسقطت مشروع تجزئة اليمن، وبعد ذلك جاء العدوان بهدف تنفيذ المشروع السابق لتفتيت اليمن وثورة 21 سبتمبر منعت جعل اليمن من الدول المطبعة مع العدو الإسرائيلي.
وذكر أن "الناس خرجت في 21 سبتمبر وهي تواقة للحرية والكرامة، وهذه الثورة هي امتداد للفكر الجمهوري القريب من الناس والجماهير"، قائلًا "لولا العدوان لكان الوضع الاقتصادي مستقرا وظهرت أجيال جديدة بفعل ثوري يخدم تعميق الرؤية الوطنية للشاملة لقيادة ثورة 21 سبتمبر".
وأشار بن حبتور إلى أن قائد الثورة يستشرف المستقبل ويتبنى رؤية حققت نتائج عديدة في زمن قياسي صغير.
وقال "إعلان العدوان على اليمن من أمريكا يدل على أنه عدوان أمريكي، والعملاء في المنطقة ينفذون التوجيهات التي تأتيهم من واشنطن بصورة مطلقة"، موضحًا أن العدوان يهدف إلى تقسيم اليمن وإخراجه من الاتجاه نحو فلسطين وجعلها حديقة خلفية لدول الخليج.
وأضاف أن "2000 يوم من الصمود في مواجهة العدوان تعد محطة إنجاز وانتصار لليمن على كل المستويات"، لافتًا إلى أن اللجان الشعبية شكلت دوراً رافداً للجيش اليمني في مواجهة العدوان، والصمود لـ2000 يوم يعد رصيدًا يضاف إلى التاريخ اليمني المشرف في مواجهة الغزاة.
وفيما يخص التصنيع العسكري قال بن حبتور "نحن نعتمد على قدراتنا وشبابنا الذين ينتجون أسلحة نوعية، نحن نقرأ تجارب الدول المصنعة ونطورها في مصانعنا الحربية التي أضحت مكتملة"، مشيرًا إلى أن إرادة القيادة في استثمار طاقات وقدرات الانسان اليمني مثلت أبرز دوافع التصنيع العسكري.
وكشف بالقول "لدينا بعض المفاجآت في مسار التصنيع العسكري ستبهر العالم، وهذا بفضل حكمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي".
ولفت بن حبتور إلى أن استقرار الوضع الأمني بعد ثورة 21 سبتمبر المجيدة أمر يشهد به الخصوم والأعداء.
وأشار إلى أن دحر العناصر التكفيرية من منطقة "قيفة" دليل على صدق توجه القوات المسلحة في تطهير الأرض من العابثين وهو فضيحة لقوى العدوان التي تدعي مكافحة الإرهاب وهي من صنعته، موضحًا أن الذخائر والكتب التي عثر عليها أبطالنا في أوكار عناصر "القاعدة" و"داعش" أوضحت بجلاء ارتباطهم الوثيق بالسعودية.
وأكد أن دحر الغزاة والمرتزقة من مأرب يعد هزيمة للمشروع الغربي التقسيمي بكل تفاصيله، مضيفًا "لدينا قرار واضح بأن أي شبر من أرضنا اليمنية يقع تحت الاحتلال لا بد من تحريره وصولاً إلى جزيرة سقطرى لتحريرها من الاحتلال الإماراتي والصهيوني".
وقال بن حبتور "سنضطر لاستخدام إمكاناتنا المتاحة لإيقاف منع العدوان لسفن المشتقات النفطية من التفريغ في ميناء الحديدة".
وتابع بالقول إن "جوهر المشروع السعودي الإماراتي في المناطق الجنوبية هو احتلال وتقسيم حتى شوارع المدن وإنهاك المواطن وحرمانه ليقبل بممارساتهم المهينة".
وأردف قائلًا "في المناطق الجنوبية المحتلة كل من يرفع صوته في وجه الاحتلال وممارساته المشينة يقابل بأبشع طرق التعذيب"، مضيفًا "رغم كل ما يحصل في المناطق المحتلة هناك بوادر مقاومة والشارع الجنوبي معني بثورة في وجه المحتل".
وفي نهاية اللقاء الخاص كشف بن حبتور أن حكومة الارتزاق وقعت مع السعوديين محضرا يمنح المحتلين الحق في التصرف بالنفط والغاز والجمارك.
نص المقابلة:
السلام على حضراتكم مشاهدين الكرام أينما كنتم ورحمة الله تعالى وبركاته..
ويمننا بدولته وشعبه الثائر العظيم يحتفى بسادس أعياد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، التي صححت وصوَّبت أهداف ما سبقها من ثورات، وترجمت إرادة الشعب في الحرية والاستقلال التام، وجعلته رقماً يُستحال تجاوزه، وهو كذلك في مسار الاحتفاء بثورتي السادس والعشرين من سبتمبر، والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين، يُدشن الألفية الثالثة من المواجهات مع العدوان بصمود قلَّ نظيره.
في رحاب هذه الثورة المباركة، التي طويت حكم السفارات، وأغلقت باب الوصاية بجدار من الفولاذ، سيكون الحديث مع التعريج على ما يجدر ذكره في مسار الأداء الحكومي خدمياً وضمن أولويات المرحلة الاستثنائية على كل الصعد.. المستجد والمميز عسكرياً وأمنياً وسياسياً..
الوضع في المناطق المحتلة ضمن هذا اللقاء الخاص مع دولة رئيس مجلس الوزراء دكتور عبدالعزيز بن حبتور..
أهلاً وسهلاً بكم دكتور.. في مستهل هذا اللقاء.
** أهلاً وسهلاً بكم.
وباسمكم يطيب لي الترحيب بمشاهدي الكرام.
استهلالاً دكتور عبدالعزيز بن حبتور كرئيس للحكومة، كسياسي معروف، كأكاديمي، ونحن في هذه المحطة المحورية المفصلية التي مثًّلت نقلة نوعية في تاريخ شعبنا اليمني المعاصر.. ونحن في العيد السادس لثورة الواحد من سبتمبر المجيدة، الكثير منذ ذاك إلى اليوم يتساءل عن أسباب ودوافع الالتفاف الشعبي الكبير خلف هذه الثورة، وحول هذه الثورة، من كل المشارب والمذاهب، وأنتم على اطلاع بحسب ما شاهدتموه من تفاصيل الأوضاع التي كانت تعيشها البلد آنذاك.
** بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً جزيلاً لكم جميعاً، ولقناة المسيرة على هذا الحوار.. بطبيعة الحال هذا الحوار يتزامن مع الذكرى السادسة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، هذه الثورة التي فعلاً صححت مسار مؤشرات مجموعة من الثورات التي سبقتها، وكان للبوصلة التي وجهها قائد الثورة الحبيب عبدالملك بدرالدين الحوثي، كان له أثره البالغ في حشد طاقات المجتمع.. الطاقات الجماهيرية الشعبية خلف هذه الثورة، وخلف رموزها وقاداتها، هذا الالتفاف بطبيعة الحال هو جاء ملبياً لاحتياجات حقيقية للناس، الناس كانوا يشكون صحيح العوز، ويشكون صعوبة الحياة المعيشية، وخلافه، لكن أصلاً يشكون قصة الكرامة، هذه الكرامة التي كانت تُهدر على أبواب السفارات الأمريكية البريطانية الفرنسية، وكانوا الكثير من المسؤولين للأسف يباشرون جزءاً من وقتهم، من نهارهم اليومي –الدوام- في السفارات، ولذلك لم يعد مقدور الناس التحمل، وخاصة وهذا الإنسان اليمني بطبيعة الحال جبول على الحرية والكرامة والاستقلال، وعندما يشاهد هؤلاء الذين يمثلون في ذلك الوقت بشعاراتهم باطروحاتهم رموز في هذه الدولة، شعروا بشيء من الغضب الشديد، اندفعوا بتنظيم الحقيقة، من قبل قائد الثورة والذي وجههم للمسار الصحيح لإعلان هذه الثورة، وهذا يعطي مؤشراً منذ اللحظة الأولى على أنه هذه الثورة، ليست ثورة فقط محصورة في تيار سياسي معين، بل إنه كما يردد باستمرار قائد الثورة إنها ثورة شعبية يمنية بكل طبقاتها، بكل فئاتها، وبكل مجاميعها.
أنتم تحدثتم فيما يتعلق بشمولية الثورة أو عموميتها على مستوى كل أبناء اليمن من كل المشارب والمذاهب، لكن قبل الانتقال إلى ما يتعلق ببعض الشواهد.. العدوان، وقبل العدوان كذلك، الدول التي شنت العدوان، والتي ترتكب أبشع الجرائم اليوم ومنذ قرابة ستة أعوام، حريصة كل الحرص على تصوير هذه الثورة بالسلالية، بل والمناطقية، دلالة هذا الحرص؟
** نعم.. دلالة هذا الحرص؛ لأنه ليس لديهم موضوع غير هذا الموضوع.. أولاً العدوان منذ انطلاقته في اللحظة الأولى في صبيحة يوم الخميس السادس والعشرين من مارس 2015م كانت تركز على هذا الشعار الباهت، أن هذه ثورة سلالية، أو ثورة طائفية، الواقع أثبت عكس ذلك، أولاً: لأن فكرة الطائفية هي فكرة ليست مقبولة، لا لدى الطوائف أنفسهم الذين فرض عليهم فكرة الطائفية ذاتها، ولا عند الطبقات، ولا عند شرائح المجتمع، الإجراءات عندما يلمسها المواطن، يلمس أن هناك تكافؤ في الفرص، وهناك توجه واضح بأنه المسألة الطائفية لا تلعب دوراً مباشراً..
مقاطعاً.. لا وجود لها؟
** لا يمكن أن تكون؛ لأنه لو بقيت هذه الفكرة كما يروج لها عملاء السعودية من اليمنيين، وعملاء أبوظبي، لكان الناس انفضوا من حول المسيرة، وكان كل واحد راح إلى بيتهم، وجلس يشتغل في مزرعته، ويشتغل في حقله، في دكانه، في الشارع الذي ينتمي إليه، القصة هذه الدول بأي حجة تريد أن تقنع الناس أنها تدخلت وقتلت في الشعب اليمني، تحت هذه الحجة؟!.
الحديث عن الوضع الذي بموجبه انطلقت الثورة، تحركت الثورة، اندلعت شرارة الثورة المباركة، ما الذي يستذكره الدكتور عبدالعزيز بن حبتور من شواهد الوضع الذي كان مخلاً ومخجلاً على المستوى العسكري، السياسي، الأمني، في كل التفاصيل التي تستذكر من قبلكم؟
** أولاً: أنت كنت واحداً من الحاضرين في مؤتمر الحوار الوطني، وكنت تغطي جزءاً من الفعاليات، الحوار الوطني كان يُدار من خارج كواليس القاعات والصالات، نحن كنا في ثمان فرق، لكن هناك أيدي تتبع مباشرة للسفارات، وهي توجه، يعني إلى أين ينبغي أن يتجه موضوع الحوار، وتصريفات، يعني وفيه نوع من الأحكام الجاهزة تجاه هذا الفريق أو ذاك، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: كان هناك تعمداً واضحاً لتدمير المؤسسة العسكرية، وتحويلها إلى شظايا، ولعب الإخوان المسلمون دوراً حاسماً في هذا الموضوع، من أجل، وكأنهم يمهدون لهذا اليوم، يوم العدوان.. أنه قصة هيكلة الجيش، والإتيان بفريق من الأردن، وبإشراف من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقيل بشكل واضح: إنه هل تحتاجون أنتم في اليمن، أنتم الدولة الفقيرة صواريخ بعيدة المدى، لسكود، لونا، لغيره، طبعاً عاد الطائرات المسيرة ما وصلت الفكرة آنذاك.
يعني على المستوى الدور العسكري إنهاء الجيش بشكل كلي؟
** تماماً.. كانت الفكرة .... قالوا: إنه يمكن أن تبقوا على الشرطة، أنتم ما تحتاجوا إلا لشرطة، أما لجيش، هناك فكرة مبيتة إنهاء السيادة من خلال هذه الأداة الفعالة، وهي المؤسسة العسكرية التي كانت ولا زالت بيد الشعب، طبعاً حينها كانوا يروجون إنه جيش عائلي، وجيش طائفي، وجيش مناطقي، وجيش شمالي ضد الجنوبي، لكن الهدف الرئيسي هو إنهاء دور المؤسسة العسكرية، والبحث بعد ذلك عن صيغ أخرى، هذا بكله بالإضافة إلى التدخل السافر للسفارات كان مدعاة للأحرار بشكل عام أنهم يقفون ضد هذا التغول، التغول الخارجي ضد مقررات المؤتمر.
أنت تتذكر أن هناك اتفاق على قصة الفيدرالية، لكن هل تم الاتفاق على ستة أقاليم؟.. لا.. لم يكن هناك أي اتفاق على الإطلاق، لكن فُرض فرضاً أن يكون هناك ستة أقاليم، وكأنها هي ستة دول، كان يا أخي العزيز بيت عبدربه منصور هادي كان يلتقوا فيها أطراف الحوار، أو قادة أطراف الحوار، لكن لا يمكن أن يجتمعوا إلا بحضور شخصيتين: وهما: علي محسن الأحمر، وهو ما له دخل بالحوار، وحميد الأحمر، وحضور الشخص الثالث السفير الأمريكي، يعني أن الطبخة منذ البداية كانت، طبخة لهيمنة وتحويل اليمن تحت المظلة الأمريكية بشكل مطلق.
لم يكن ذلك، كان هناك علاقات، وكان هناك خلاف وتباين واتفاق ولقاء، لكن في فترة الحوار الوطني كان السفير الأمريكي أشبه بالأستاذ الذين يملي عليهم ما ينبغي أن يتم، هؤلاء يبحثون منذ اللحظة الأولى على جعل اليمن جزءاً من خارطة التطبيع، تطبيع الناس مع المشروع والهيمنة الأمريكية، الهيمنة الأمريكية لها أشكال، ولها صور، يعني إحدى هذه الصور، إنه اليوم شاهدتم موضوع التطبيع مع العدو الصهيوني، كانوا يبحثون لنا عن مسار وطريق لكي نصل إلى هذه النقطة.
نعم.. سوف نتحدث عن هذه الجزئية دكتور..
** نأخذ نقطة واحدة: يعني مثلاً كان اختيارهم لبعض الشخصيات، هذه الشخصيات قالوا يريدوها أن تكون في رئاسة الحكومة، هذه الشخصيات معروف لدى الأكاديميين، لدى الطلاب، ولدى السياسيين، ولدى الحزبيين، أن لها ارتباط علنياً وخفياً بالسفارة الأمريكية، بل إن السفير الأمريكي يقول: فلان اكتب للناس، قال: هذا يعول عليه، للعب دور ضخم وكبير؛ لأنه عصري (أحمد عوض بن مبارك) هذه واحدة من التجليات، كان عبدربه منصور أداة لتنفيذ هذه المشروعات التي كانت تطبخ بشكل واضح، وبشكل سافر، ولم يعد هناك شيئاً خافياً، والنتائج التي نشاهدها الآن.
التطرق إلى تأصيل الوصاية على القرار السياسي اليمني من قبل الأمريكان والسعودية كذلك؟
** أنظر أخي الكريم، كل جزء من الوطن كان له خصوصيته، نحن في المحافظات الجنوبية والشرقية إلى يوم الاستقلال لم يكن هناك أي هيمنة، لا للأمريكان، ولا للسعودية.
بعد الوحدة القوى التقليدية القبلية كان لها حضوراً في القرار السياسي، وكان الشيخ –الله يرحمه- عبدالله بن حسين الأحمر، كان أحد الأقطاب الرئيسية، يعني تدير، أو تساهم في إدارة هذه الدولة، وهو صديق حميم للمملكة العربية السعودية.
يعني كان بمثابة اليد للسعودية؟
** في المائة.. هذا أكيد.. لأنه لا يمكن للسعودية أن تدخل ببرشوت إلى القبائل إلا عبر منافذ، وعبر بوابات، كانت واحدة من بواباتها شيوخ، وليس الشيخ عبدالله، الشيخ عبدالله اسم ظاهر، وشخص كبير يعني، كان رئيس مجلس النواب، لكن السعودية تغلغلت في مفاتيح القبيلة من خلال المتنفذين فيها، والذين يُسجل عليهم، أو مصطلح هكذا، مراكز القوى القبلية في ذلك الزمن.
مقاطعاً.. والحزبية كذلك.
** والحزبية لها دور لا شك، لكن الحزبيين لم يكونوا تابعين بشكل مباشر للمملكة العربية السعودية، حتى الذين ارتموا في أحضانها، اليوم ارتمت قوى يسارية لم نكن نحسب في يوم من الأيام أن تصل إلى مثل هذا السقوط، يعني، كالحزب الاشتراكي اليمني، والحزب الناصري، وبعض الشخصيات من البعث، وبعض القوى التي لم نحلم في يوم من الأيام أنهم يزورون الرياض حتى زيارة؟!!، لكن اليوم هم يتسابقون على زيارة السفير السعودي فقط، عندما يمر، يعني يطلبون بركاته، والسلام عليه؟!!!.
دكتور بالحديث عن تفاصيل الوضع ما قبل الثورة مباشرة، توسع سيطرة العناصر التكفيرية المسماة بـ"القاعدة" و"داعش" على مساحات جغرافية واسعة يوماً إثر يوم.. الاغتيالات والقتل بالجملة التي كانت تستهدف في الصدارة العسكريون، الأمنيون، الأكاديميون، وعموماً الشعب في عدة محطات ومسارات، التفجيرات كانت ظاهرة يعيشها المواطن ليل نهار، بل كل هذا الوضع، لم تسلم منه حتى وزارة الدفاع التي قُتل في مستشفاها المرضى والممرضات والأطباء، ما الذي أوصل إلى هذا المنحى؟، وهل فعلاً الدولة كانت عاجزة حتى عن حماية نفسها، عن حماية وزارة الدفاع؟
** في بداية العدوان نحن كنا نواجه مشكلة، أنا كنت في عدن، وكنت محافظاً لعدن، وطُلب مني أن أقود المقاومة، قلت لهم: أيش من مقاومة؟ قالوا: أنت ينبغي باعتبارك محافظ عدن، قلت: هؤلاء الذين يحملون السلاح الآن في الشارع هم إما مقاتلي داعش، أو مقاتلي القاعدة، أو بلاطجة في الشارع، أو من الحراك المسلح، أو من مليشيا الإخوان المسلمين.
أنا لا ثقافتي، ولا تفكيري، ولا قناعاتي تنسجم أن أقود هؤلاء على الإطلاق، ولكني كنت أبحث أنا عن أدلة لقولي هذا، كي أقنع به ذاتي، وأقنع به من يصدق كلامهم.
جاءت القنوات الغربية لتحكي قصة (المقاومة) ويأتوا وبالذات الــ(بي. بي. سي) يأتون ويعملون لقطات للمقاتلين من تنظيم القاعدة، يعني عاد في شيء أوضح من أن السعودية، المدعومة من أمريكا، والعملاء والمرتزقة على الأرض اليمنية يشتغلون معاً في جبهة واحدة ضد اليمن مع القاعدة، ومع تنظيم داعش!!!.
إذاً المسألة عندما تريد تركيبها من جديد في المعادلة، هذه المعادلة التي يخلخلون بها المجتمعات.. أولاً: القاعدة، وداعش هما صنيعة أمريكية للاستخبارات الأمريكية، ولم تهزم قط إلا بمقاومة شعبية، خذ العراق، وخذ سوريا، لم تهزم، وخذ لبنان، لم تهزم هذه القوى الإرهابية إلا من قوى مقاومة لديها وضوح في فكرة المقاومة، وليس فقط يعني يجمعوا في سلة واحدة، اليساري على اليميني، على المتدين، على النَّصاب، على الملحد...إلخ، لا.. إذاً المسألة واضحة منذ البداية أن هناك مشروعاً غربياً، وهذا المشروع الغربي أداته الأولى هي الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون بالمناسبة ليست قوة فكرية، أو قوة اقتصادية، أو قوة تنظيمية، هي قوة عسكرية على الأرض، انظر في ليبيا ماذا يفعلون؟، خذ في سوريا شمال سوريا إدلب، وشرق سوريا ماذا يفعلون؟.
مقاطعاً: يقاتلون تحت الراية الأمريكية؟
** تماماً.. أو يعني نيابة عنهم الأتراك وخلافه.
أنا أقول لك يمكن معلومة إضافية: كنت أنا أناقش عدداً من قيادات الإخوان المسلمين (الإصلاح) وكنت أناقشهم وأنا محافظ لعدن، قلنا لهم: الآن العمل الاستخباري أكد لنا أن هناك مجموعة خيم وسط المتظاهرين المعتصمين المطالبين بالانفصال –الحراك- وهم هؤلاء ينتمون لتنظيم القاعدة وداعش، قالوا: لي، هذا خلِّ الورقة، خليهم قد نحتاجهم للعوزة.. يعني أنه هناك تنسيق مباشر وغير مباشر بهذه الخلايا، عبدربه أنا أقل لك: يعني لا يمكن له صلة مباشرة بهؤلاء، لكن عبدربه هو واجهة لعمل تنظيمي واستخباري وعسكري يقوده الإخوان المسلمين، وعبده هو في الواجهة ليس إلا.. لأنه يفيدهم، كما الآن وجود عبدربه يفيد السعودية، قد لا يفيد مثلاً الإمارات، لكن يفيد السعودية، يوقع لهم على ما يريدونه بما فيها حتى سكوته على ما يحدث في جزيرتي ميون وسقطرة، ووصول عسكريين وخبراء من العدو الصهيوني إلى هذه الأمكنة..
يعني.. هذه الأوضاع التي كانت مشهودة وبارزة لكل ذي عقل وعين، أمامها، ما مستقبل اليمن، إذا لم تقم هذه الثورة؟
** نحن كنا سنُقاد إلى وضع ليبيا، هذا في أحسن الحالات، وفي أسوأ الحالات نكون كالصومال، وسنكون عبارة عن مجموعة قبائل تقاتل بعضها البعض، وتحتمي بالمشروع الغربي القائم على تجزئة المجزأ كما يقولون، وتفتيت المفتت؛ لأنهم لا يبحثون عن مشروع وطني يكون على الأقل الند في دول هي تخدمهم في المنطقة، المظلة الأمريكية هي تغطي المملكة العربية السعودية، وتغطي الإمارات، والبحرين، وحتى قطر، وكل الدول الست هي مغطاة تغطية كلية من قبل المشروع الأمريكي، راحوا يبحثون لنا أولاً: تفتيت هذا المجتمع الموحد، ولو سمعت بعض أصوات النشاز هناك وهناك، لكن المجتمع في حد ذاته موحد، مجتمع متماسك، لا يريدونه هكذا، يريدونه مجزئ، كل محافظة لوحدها، أو كل قبيلة لوحدها، يسهل معها تأطير اليمن مرة أخرى في إطار المشروع الغربي الذي نكون فيه جزء من دول الخليج العربي، ما أدري أيش؟، هذه الفكرة التي لديهم.. طبعاً الثورة أوقفت هذا التصدع، وأوقفت هذا المشروع، وعملت حداً له، ولذلك جاء العدوان.
هناك طبعاً تحليلات وتفسيرات مختلفة، لكن لو لم تبرز هذه الثورة في العاصمة صنعاء وتمددت في عدد من المحافظات، لما قام العدوان في الأصل يعني، العدوان هو هدفه الرئيسي تنفيذ المشروع السابق في تفتيت الوضع لأجزاء وطوائف في اليمن.
تعني أن الثورة جاءت لإفشال مخططات..... أهداف العدوان.
** نعم.. نعم..تماماً.. لأنه خذ أنت مثلاً على سبيل المثال يعني ما تم الترويج له من عشر سنوات، أن هناك خلاف يدور بين طائفتين السنة والشيعة، وأنه الشيعة هؤلاء متمردون فوضويون، ويقودهم الإيرانيون، وأنه نحن أقرب السنة، أقرب إلى السلم والعمل الإنساني، ونحن أقرب إلى المشروع الصهيوني الإسرائيلي؛ ولذلك حر ضوا الرأي العام، وقيل لهم: إن العدو لم يعد الدولة المحتلة لأرض فلسطين، بل إنها الدولة الجديدة وهي إيران، إذاً المسألة..
مقاطعاً: حرفوا البوصلة لعداء جديد.
** تماماً.. يعني تحويل البوصلة مائة وثمانين درجة إلى أن العدو يتحول إلى صديق، والشقيق يتحول إلى عدو.
في مسار قراءة الوضع الإقليمي والوصول منها النتائج، وبما أن اليمن كانت تابعة لدول هي اليوم واقعة في قعر خزي التطبيع مع العدو الصهيوني، أو ماضية بالاتجاه وقد دفعت بعدد من الدول لتكون سابقة لها إلى هذا المستنقع، برأيكم لو لم تقم هذه الثورة المباركة أين سيكون موقف اليمن من هذا المسار؟
** أولاً: اليمن سيكون عبارة عن مجموعة مقاطعات مفتتة.
ثانياً: يسهل جمعها في سلة واحدة، وقد سمعنا نحن، أنتم سمعتم المطبعين اليمنيين يعني، ناس لا يمثلون حتى المسمى نهائياً.. فنحن أكيد سنقاد إلى تلك الخيمة التي استقبلوا فيها الدول التي وقعت على وثيقة التطبيع.
بالعودة إلى قراءة تلك المشاهد العظيمة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، هذه الثورة المجيدة، تلك الحشود الهائلة التي كانت تكتظ وتغص بها شوارع العاصمة صنعاء، أمام هذه الحشود الكبيرة تهاوت مراكز النفوذ بشكل أذهل حتى العباقرة الذين يسطرون التوقعات والتنبؤات أمام كل حدث، برأيكم أبرز الأسباب العناصر التي مكنت وبشكل سريع ومذهل من تحقيق هذا الانجاز العظيم الشعبي الهام والمحوري؟
** الناس يا أخي الكريم تبحث عن أولاً ذاتها، وذاتها لن تجدها ضمن مراكز القوى، ذاتها تجدها في علاقتها بالقانون، علاقتها بالنظام، علاقتها بالدولة.
مركز القوى كانوا عبارة عن مانع وحاجز بين المواطن وتحقيق مصالحه، بين المواطن والنظام، وليس للنظام وجسمه الكامل؛ ولذلك الناس خرجوا يتوقون لقصة الحرية، لقصة الكرامة، لقصة المشروع الجديد، يعني، لماذا نحن نقول: إنه امتداد وتجديد للفكر الجمهوري السابق، أنصار الله لم يأتوا بفكر كما يروَّج له يومياً، أنه فكر إمامي.. لا.. لكن لم تأتِ حركة أنصار الله إلاَّ مع الناس، مع الجماهير، وليست مع طوائف، أو أسر، أو عائلات، أو قبائل بعينها؛ ولذلك هي تجدها موجودة داخل البيت الواحد، داخل البيت الواحد موجود أنصار الله، موجودين المؤتمرين، موجودين حتى بالقول إذا ليس بالفعل، الذين يعني هم مناهضون، لا.. لا.. مناهضون لمشروع المقاومة، الجماهير التي خرجت هي التي تحقق ذاتها، تحقق مشروعها وطموحها للمستقبل، صحيح قد لا يعني وسيؤخذ علينا بعض الأطروحات أننا خرجنا من أجل جرعة مائة ريال، أو ألف ريال، والآن نحن نتعرض لمئات الجرع، لا..
الإشكال هو في العدوان، نعود الأمر إلى أصوله، لو لم يكن هناك عدوان، لاستتب الأمر، وانضبطت الأمور، وتخلصنا من مراكز القوى مع فسادها، ولظهرت أجيال جديدة ليس فقط مناصرة بالشعارات والا بالمسيرات، ولكن بفعل ثوري يخدم تعميق الرؤية الوطنية الشاملة للحركة التي قادت 21 سبتمبر.
قائد الثورة في الحقيقة، وأنا قلتها مراراً، إنه يستشرف المستقبل، الرجل يقرأ ليس فقط في بطون التاريخ، أو في بطون الكتب، ولكنه يقرأ في عقول الناس، هذه الرؤية التي يتبناها هي رؤية استشرافية، وحققت نتائج عديدة في زمن قياسي صغير، وبالتالي هو لعب دوراً محورياً كبيراً، أي ثورة بالمناسبة، أي ثورة في العالم، أنت تستطيع أن تغرقها بالسلطة، إذا أدخلتها السلطة تغرق بشكل تدريجي، وهو متنبه لهذا الموضوع، ويراقب، وهو يوجه، وهو يصحح، ونحن جزء من الناس الذين يوجه مسار الحكومة، ويصحح توجهاتها، وهو شخصية استثنائية بكل المعايير.
نعم.. كشخصية سياسية أنتم دكتور عبدالعزيز بن حبتور عاصرت أحداث.... لها إلمام أمام ثورات عدة قامت في عدد من الدول، سواء تحركت شعوب، أو حرَّكتها سفارات لأهداف تابعة لدولها، هذه الثورة، يعني غالبية الثورات بعد الانتصار تنصب المشانق للخصوم وتصفيهم كانت أو أحزاب، فما الذي جعل هذه الثورة كاستثناء بعد انتصارها مدت يد الشراكة حتى مع من ثارات عليهم؟
** هذا الذي قلناه، وهذا هو سبب نجاح هذه الثورة، وهذه هي حكمة القيادة، لو استخدمت كل الأساليب التي مرت بها الثورات السابقة لواجهت تحديات عديدة؛ لذلك هي تكسب الناس، تكسب من خصومها؛ ولذلك قائد الثورة يوجه حديثه للعملاء والمرتزقة في الرياض، والساكنين في القاهرة، والساكنين في استنبطول وأبوظبي ودبي يقول لهم: تعالوا، عودوا إلى هنا، وهي فكرة قائمة على التمهيد للسلام، السلام لا يمكن أن يقام بفريق، السلام يقام بكل الفرق، لكنه قائم على حد منطقي، حد مقبول للشراكة، حد مقبول للقبول بالآخر؛ ولذلك أنصار الله لم يتبعوا المنهج التقليدي في تصفية الخصوم، بالعكس هم تعايشوا معهم، وعملوا معهم، ولذلك أنا أعرف أن هناك من ناصب العداء لهذه الحركة، والآن مخلص لها.
بما نستطيع أن نفسر تمسك بعض القوى السياسية بالوقوع في مستنقع العمالة، رغم أن أجواء الشراكة قد أضحت مهيأة؟
** للأسف.. هذا القول صحيح مائة في المائة.. ما ذهبت إليه، هؤلاء إما أنهم جبلوا على العمالة والارتزاق، وفضلوا أن يعيشوا على هذه الموائد، وعملوا لهم مشاريع خاصة وعامة، وللأسف نحن لدينا مشكلة في بنية تكوين الأحزاب، القيادات هذه أنا عندي قناعة ما دام ذهبت إلى هناك، ذهبتم تجمل جبح العسل،؛ لأنه كلما مددت يدك ووجدت فقط العسل فلا تريد أن تغادر هذا المحيط.
مقاطعاً: وإن بعت المبدأ والكرامة والقضية والشعب..
** كامل.. كامل..؛ ولذلك هم ذهبوا وقد سلموا بهذه القيم في الحدود اليمنية تركوها وغادروا إلى دول العدوان.
نعم.. دكتور عبدالعزيز بن حبتور داهمنا الوقت، وبقي لدينا العديد من الجزئيات المحورية والهامة فيما يتعلق بالعدوان، وتفاصيل المواجهة، وعظمة الدور الحكومي المتعلق في تقديم الخدمات لهذا الشعب العظيم الصامد، في مسار تخفيف معاناته، عدد من الجزئيات المحورية والهامة سنناقشها مع دولة رئيس مجلس الوزراء بعد هذا الفاصل، فأستسمحكم وأستسمح شخصياً.. الذهاب إلى فاصل، نعود بعده لاستكمال كل مضامين الحوار.
+++++++++++
الجزء الثاني
مجدداً حياكم الله مشاهدينا الكرام أينما كنتم، وباسمكم أعود فأحيي وأرحب بضيف هذا اللقاء الخاص دكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس حكومة الإنقاذ الوطني..
مرحباً بكم دكتور..
** أهلاً وسهلاً بكم..
إذا ما تحدثنا بإيجاز ونحن نود أن نتحدث عن عدد من النقاط المحورية والهامة، لا نريد أن نفوت شيئاً.. دكتور عبدالعزيز ما دلالة المكان في مسار إعلان العدوان؟
** الدلالة هو أن العدوان هو أمريكي بامتياز، وزير الخارجية الجبير أعلن من واشنطن هذا العدوان على الشعب اليمني، وأصبح الأمر لم يعد خافياً، فهم يستلمون توجيهاتهم المطلقة من قبل واشنطن، بل إنه يستهزئ بهم استهزاءاً كبيراً، ولكن هم لم يعد عندهم شيئاً يستحون منه؟!!.
نعم.. بعد قرابة ستة أعوام من المواجهة لهذا العدوان، ما الذي افتضح بكل جلاء من أهداف العدوان؟
** هدف العدوان الأول: هو تفتيت اليمن.
ثانياً: هو إخراجها من بوصلة الاتجاه نحو فلسطين، والتخلي عن المشروع القومي المقاوم.
ثالثاً: جعلها حديقة خلفية لدول الخليج، وباعتبارها دولة صغيرة ولا يمكن لها أن تتحرر في قرارها، لا السياسي ولا الاقتصادي.
رابعاً: جمعت كل هذه القوى من أجل أن يكون قرارنا جزء من قرارهم المصادر للمشروع الغربي.
نعم.. في ظل احتفاء شعبنا بألفي يوم طواها من الصمود الأسطوري في مواجهة هذا العدوان، احتفاء جيشنا ولجاننا الشعبية في الصدارة بهذه المحطة المحورية والهامة، هل نستطيع القول بأن هذه الفترة الزمنية أمام هذا التكالب العالمي من قوى الشر من كل أرجاء الدنيا، المواجهة وهذا الصمود نستطيع القول بأنه ثمرة من ثمار هدف حققته ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م، وكان قد رُسم ولم يحقق في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الذي هو بناء جيش وطني قوي؟
** نعم.. أولاً، السعودية وغيرها مشروعهم القديم لا زال قائماً وسيستمر، حتى إذا قامت المصالح والحل السياسي، هم سيظلون يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة؛ لأن فكرة أن يبقى اليمن قوياً هذه فكرة تؤرق العائلة المالكة السعودية.
نعم.. وبالتالي قيادة الثورة الحقيقة هي مستوعبة منذ اللحظة الأولى لهذا المشروع.. ألفي يوم هو عبارة عن منجز عظيم، أن هذا الشعب المظلوم الفقير المعتدى عليه، يصمد ويقاوم ويُحقق انتصارات، انتصارات في الجبهة الإعلامية، في الجبهة الدبلوماسية، في الجبهة العسكرية والأمنية، في الجبهة ونحن نواجه مشكلة في الجبهة الاقتصادية؛ لأنهم أغلقوا كل شيء على حدودنا، نحن لسنا الاستثناء في العالم الذي يبحث عن حريته، الشعب الفتيتنامي قاتل إلى أن انتصر، الشعب العراقي قاتل إلى أن انتصر، الشعوب العربية قبلنا تقاتل ومن ضمنهم الجيش العربي السوري قاتل حتى صمد وثبت، كذلك الحال كوبا.
ألفي يوم بعد الوصول على جيش مهيكل، على مؤسسة منهكة كادت أن تسقط، ماذا يعني صمود ألفي يوم عسكرياً في اللغة العسكرية؟
** أولاً.. انظر هناك رافد قوي للجيش اليمني، وهي اللجان الشعبية وهذه اللجان الشعبية يقودها القائد الحبيب عبدالملك مباشرة، ويقود التجربة بكلها، يعني ألفي يوم هو عبارة عن رصيد يضاف إلى التاريخ المشرف لليمن الطويل.
لكن هناك حديث عن الدعم الإيراني يزداد الترويج له من قبل العدوان مع كل نكفة لعملائها على الأرض، فما الأسلحة التي تمدكم بها إيران؟
** أنا كنت أتمنى هذا السؤال من أول الحلقة.. إيران تدعمنا معنوياً، تدعمنا إعلامياً، لكن لا تستطيع أن تدعمنا عسكرياً؛ لأننا محاصرين، هذا هو بالضبط ما ينبغي أن يعرفه القاصي والداني، نحن نعتمد على قدراتنا وعلى ذهنيتنا، وعلى شبابنا الذين يُنتجون أسلحة من العدم، فقط نحن نقرأ تجربة صناعة أي نوع من الأسلحة ونطورها في مصانعنا الحربية التي الآن تقريباً أصبحت مكتملة.
نعم.. كيف استطعتم، كيف استطاعت الدولة بعد انتصار هذه الثورة من تحقيق إنجازات مهولة على مستوى التصنيع العسكري وأنتم من أثرت هذه الجزئية، تصنيع تحت القصف، وفي ظل الحصار، وفي ظل المعاناة التي تفتقر معها الدولة إلى أبسط الإمكانات المادية، تصنيع، أسلحة، صواريخ بالستية، مجنحة، طائرات مسيرة تصل إلى عمق دول العدوان، على العكس من وضعية كانت تعيشها الدولة في عقود من الزمن رغد العيش، وتوفر الإيرادات، ما الذي مكن من تحقيق هذا الانجاز؟
** هو دائماً التحدي يخلق المعجزات والانجازات، وبجوار التحدي هو إرادة الناس، إرادة الإنسان اليمني، هو إرادة القيادة السياسية، التي وجهت بوصلة الاستفادة من كل طاقات المجتمع، طاقات المجتمع إن كانت مادية أو مالية، أو ذهنية، السيد الحبيب القائد دائماً ما يوجه في هذا الإطار، كيف يُستغل أي إنسان، أي شاب، من أي محافظة، من أي حزب، من أي توجه، وهو لديه قدرة على إبراز شيء، فيعطيه الأولوية في التكريم، فنحن لدينا بعض المفاجآت القادمة بإذن الله التي ستبهر العالم بإن الله، بالإضافة إلى ما قد قدمناه خلال الفترة المنصرمة الماضية، وهذا فعلاً بفضل وحنكة وقيادة الحبيب القائد.
كيف استطاع هذه الثورة أن توجد وضعاً أمنياً مستقراً في ظل وضع حرب، ووضع حصار، عادة في كل الدول التي تشهد حروب، تكفر وترتفع الجريمة، لكن على العكس، انحصرت وتلاشت الجريمة؟
طبعاً هذا الموضوع يشهد به الأعداء، ويشهد به الخصوم، ودول العدوان، يشهدون أن الأمن الموجود في أمانة العاصمة، وعواصم محافظات التي تدار من قبل المجلس السياسي الأعلى، وحكومة الإنقاذ الوطني، الأمن فيها لا يضاهى، مقارنة بما يحدث في الأماكن والمحافظات الواقعة تحت الاحتلال.
ما السر؟
** السر هو اليقطة، يقظة أولاً القيادة الأمنية والعسكرية.
مقاطعاً: هل تستطيع القول بأن القيادات سابقاً، بأن الدولة كانت جزءاً من المشكلة فيما يتعلق بالاختلال الأمني؟
** والله أنا صعب أحمل بهذا المعنى، لكن أقول لك: إن القيادة الأمنية العالية تسهر الليل مع النهار، وتوجه كل الأجهزة لضبط كل الاختلالات التي تحدث، ونحن في أي مجتمع، المجتمعات ليست فردوس، وإنما فيها المجرم، وفيها التقي الصالح، وفيها المشوش، ومع ذلك يتم ضبط كل هذه الأمور، في ظل مجتمع أنت أشد إليه أنني نعيش حالة حرب وعدوان وحصار، المسألة فعلاً في يقظة أولاً إحياء الروح الإنسانية لدى الجندي، الروح الإنسانية الطبيعية في أنه هو يمتلك عقيدة يحافظ بها على أمن مواطنيه وشعبه، ويقبض المجرم والسلطة لا تأتي لتفرج عنه كما كان؟.. لا.. أبداً.. لا .. هذا موضوع الآن أصبح واضحاً أن كل أجهزة الدولة الأمنية تعمل بشكل متكامل تحت قيادة المجلس السياسي الأعلى، وحكومة الإنقاذ.
بالانتقال إلى عملية محورية وهامة أثارت انتباه الكثير من المنصفين والمتابعين في العالم، عملية دحر الجيش واللجان الشعبية وسندهم القوات الأمنية، لأخطر وكر لوجودى داعشي تكفيري ما يسمى بالعناصر التكفيرية داعش والقاعدة من الوكر الذي كان يُعد الأهم ضمن خارج شبه الجزيرة العربية، ما الذي يعنيه حجم هذا الإنجاز الوكر الذي دحر منه العناصر الخطرة والتي كانت تمارس عملية التهجير والقتل للمواطنين، وكانت شريكة فيما يسمى بالشرعية في المسار القتالي لمواجهة أبناء هذا الشعب، كانت تمر من أجوائها ومن أجواء الأماكن التي تتواجد فيها الطائرات الأمريكية التي تقصفنا في صنعاء، وفي شتى المحافظات الحرة؟
** هذا دليل أولاً: على صدق توجهاتنا، ونوايانا تجاه تطهير الأرض من هؤلاء العابثين، وثانياً: في إفشال المعادلة الكاذبة التي يقولون: إنهم يعملون ضد الإرهاب، هؤلاء هم من صنعوا الإرهاب، وهم من موَّل الإرهاب، عندما وصلت قواتنا وطلائعنا إلى أوكارهم وجدوا الكتب طبعت في السعودية، كتبهم، كتب محمد بن عبدالوهاب، التوحيد، وووإلخ، ووجدوا الذخائر لا زالت عليها شعار المملكة العربية السعودية، الغذاء الذي يتغذون به، العلب عليها ختم التصدير من نجران، ومن جيزان، ومن وزارة الدفاع السعودية هي الممول الرئيسي لهؤلاء، نحن نقاتل بعزيمة؛ لأننا ندافع عن حياض الوطن، هم يقاتلون في مشروع من أجل تدمير وطننا؛ ولذلك المعادلة منذ اللحظة الأولى وهي غير مستقيمة.
نعم.. أمام إنجاز عظيم يُحتم علينا التوقف أمامه بإجلال وإكبار، بخصوص معركة تحرير مأرب، وما أنجزته القوات المسلحة ومعهم اللجان الشعبية، سيدي الكريم نواقيس الخطر تُدق من كل أرجاء عواصم دول الاستكبار في العالم، تُدق على وجه الخصوص بألسنة مسؤولين بريطانيين، ومن هم غريفث الذي يُعد مبعوثاً أممياً في الصورة، فلماذا يقلق هؤلاء، ويصرون على إبقاء مأرب تحت سيطرة الاحتلال؟
أولاً: افصل مارتن غريفث عن دول الغرب، مارتن غريفث نختلف معه، نتفق معه، وهو فعلاً في نقاط خلاف كبيرة بيننا وبينه، لكن هو في الأول والأخير يظل همزة وصل يحاول أن يجمع ما بين الأطراف وهذه وظيفته على الأقل المعلنة.
أما الدول الأخرى تعتبر هزيمة المشروع السعودي التقسيمي في اليمن ومن ضمنها مأرب، هو هزيمة لهم، هزيمة للمشروع الغربي كله، فلذلك هم يعملون ليل نهار من أجل تضخيم ما يحدث، إنه والله الذي يحدث خسائر للمواطنين الأبرياء والأسر، لكن نحن لدينا قرار سياسي واضح، إنه أي شبر من اليمن يتم احتلاله من السعودية أو من الإمارات سنعمل من أجل تحريره.
اليوم مأرب، بكرة حضرموت، بعد بكرة عدن، بعد بعد بكرة الضالع وشبوة وإلى آخر آخر نقطة أليس المهرة أبعد نقطة، وهي جزيرة سقطرى سنذهب نقاتل من أجل تحريرها من دنس الاحتلال الإماراتي والصهيوني.
نعم.. قبل أن أنتقل إلى الحديث عن الخدمات.. المواطن يعاني في ظل استمرار احتجاز لسفن المشتقات النفطية لفترة زمنية طائلة وكبيرة وموجعة ومؤلمة للمواطن في الصدارة، ماذا أنتم فاعلون، ما هي خياراتكم المطروحة لوقف هذا الصلف للتخفيف من المعاناة التي يعانيها المواطن؟
** الخيارات هو لا بد من استمرار المواجهة، هذه المواجهة، أنا قلتها للسيد لمارتن، هذا الباب الذي لو فتح الذي لو فتح لن يغلق، الذي هو باب المندب، باب المندب هو واقع تحت مرمى اللجان الشعبية والجيش، لو استمروا يغلقون علينا الوقود وخلافه، سنضطر لاستخدام إمكانياتنا المتاحة في إيقاف هذه الملاحة العابثة على مستوى المرور في البحر الأحمر.
بالانتقال إلى الوضع في المناطق الجنوبية المحتلة، وللأسف الشديد ما يعانيه المواطن هناك، من وجهة نظركم وقراءاتكم كيف تتابعون وتقرؤون ما يدور في هذه المناطق المحتلة، وهي تحت صراع فصائل الارتزاق، وقراءاتكم الأفق بعد ما أسمي باتفاق الرياض، وما أثير حوله من تطبيل إعلامي واسع بأنه يغدق على المواطن بالشيء الكبير هناك؟
** هذا هو جوهر المشروع السعودي والإماراتي في احتلال وتقسيم حتى شوارع المدن، شوارع مدينة عدن ستتحول بعض الشوارع تتبع لسعودية ومرتزقتها، وبعض الشوارع تتبع للإمارات ومرتزقتها، المشروع السعودي هو محاولة لإنهاك المواطن اليمني، وجعله يقبل بأي مشروع قادم، وأنتم تتابعون فرسان الإعلام، تتابعون بعض الجنود والضباط القدماء المتقاعدين، الآن لهم ثلاثة أشهر وهم أمام بوابة الحاكم السعودي أو يسمونه المندوب السامي السعودي الذي يحكم عدن ويحكم بقية المدن الأخرى، المحتل تقطع الكهرباء في عدن 16 ساعة، ويتحججون المازوت راح، والــ ذا ذهب، كل شارع من الشوارع الآن تجد فيه ثلاث نقاط كل نقطة لا تتبع لجهة معينة، هذا كله نوع من التمهيد لتقسيم اليمن وجعلهم أن يوقعوا على ما تريده المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، خذ حتى المشروع الآن الذي يروج له وهو مشروع كاذب، لكنه يروج له، إعادة الإعمار، بنك الإعمار، أو هكذا بيسموه، السعودي لليمن، هؤلاء موقعين على محضر العملاء في اليمنيين في حكومة المرتزقة، موقعين على أنه ثلاثين سنة قادمة ليس لهم الحق في التصرف بالغاز، ولا بالنفط، ولا بالجمارك ولا بالضرائب يعني نزعت السيادة هي منزوعة منزوعة هذه دولة احتلال يعني، لكن أن يوقعوا على هذا النزع بشكل سافر هذا دليل على أنه فقدوا كل قيمة من القيم؛ ولذلك كل الأحرار في المحافظات الجنوبية والشرقية ليسوا قابلين بهذا الوضع على الإطلاق.
المعلق: هم معنيون بهذا.
** سيقاتلوه سيقاوموه، والآن هناك مقاومة برغم الاختطافات، برغم الاغتيالات، برغم التفجيرات، برغم التعذيب الذي يحصل، كل من رفع صوته يرفض فكرة الاحتلال يتم اختطافه وتعذيبه من أجل أن يقبل بقضية الاحتلال كيفما كان.
المعلق: نعم، على مستوى دولة رئيس الوزراء، لجنه المصالحة والحل السياسي التي شُكلت قبل أشهر وهي حاملة الآمال الكبيرة، ما النتيجة التي حققتها؟ ما الذي مثلته الإضافة، يعني ما الذي مثلته دعوه فخامة الرئيس مهدي المشاط في كلمته بهذه الذكرى بالعيد السادس لهذه الثورة المباركة، ما الذي مثلته من إضافة؟ ما المرتجى من لجنة المصالحة وهذا دور في مسار الدعوة إلى السلام؟
**خيار السلام بالنسبة لنا خيار سنقاتل، نعم، ولن نتوقف نعم، ولكن إذا حل السلام سنكون شجعان، وسنوقع على أي وثيقة للسلام لضمان حرية واستقلال القرار السياسي.
المعلق: سلام لا استسلام.
** نعم بطبيعة الحال.
المعلق: نعم دولة رئيس الوزراء بالانتقال إلى وضع دوركم كحكومة، الذي أنجزتموه في مسار الرؤية الوطنية، في مسار هذه الترجمة العملية التي تسعى في مضامينها للتخفيف قدر الإمكان عن المواطن، ما الذي فعلتموه؟
** السنة الأولى أنجزناها، وانتفلنا الآن إلى ما نسميه "مرحلة التعافي الاقتصادي الأوَّلي"، رغم ما عندنا فلوس.
المعلق: بدأت الأمور تلمس عملياً ما يتعلق...
** أكيد، ولدينا نحن عشرة أهداف، أهداف أولية من أجل وهي تلامس حياة المواطنين، ونسعى إلى تحقيقها بشكل مباشر فيما يخص المعيشة، فيما يخص الرواتب، فيما يخص الخدمات والمستلزمات التي تتصل بحياة المواطن.
المعلق: على مستوى مكافحة الفساد ما الذي فعلتموه، خصوصاً والبعض يتحدث على أن رئيس الوزراء لم يلتقِ حتى يعني في لقاء واحد بأي جهاز رقابي معني بأي هيئة رقابية معنية بهذا الأمر؟
** من قال هذا الكلام، أنا ذهبت بذاتي إلى هيئة مكافحة الفساد وقدمت أولاً من أجل إقرار هذه المهمة وتناقشنا، حضرنا...
مقاطعاً المعلق: لكن فيما يتعلق بالفساد في الجسد المتكامل للدولة للحكومة.
**لا، أصلاً لدينا نحن أجهزة، عندنا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وعندنا...
مقاطعاً المعلق: زرتموه هذا الجهاز؟
** الجهاز والله هو صديقي الأخ علي العماد لم أتمكن من زيارته، لكن هو زارني أكثر من مرة، وهذا الموضوع نحن نلتقي على الوثائق، تقريباً كل أسبوع أو أسبوعين تأتيني تقارير حول هذا المؤسسة، حول تلك الوزارة، ونحن نعمل الجانب القانوني تجاهها.
المعلق: ترفع إليكم التقارير بعدد من الشخصيات الفاسدة لكي يتم إيقافها عن العمل، ونحن نتحدث عن فساد وإن ندر الإيراد، ولكن هذه أمور مؤسسية ومبدئية وضرورية، ترفع إليكم التقارير وأنتم توقفون المسؤولين؟
** أنا أشتي أصحح الفكرة.
المعلق: تفضل.
** أولاً قضية الفساد هي قضية...
المعلق: أنا أود بإيجاز لأن الوقت يداهمنا.
** لا، لا، لأنك سألت سؤال مهم ولا بد من أن يكون الموضوع واضح.
المعلق: تفضل.
** أولاً: هذه الأجهزة الرقابية التي لدى الدولة هي تقوم بعملية الاستقصاء والتحليل، وجمع البيانات إلى آخره، بعد ذلك يُطلب من المتهم إنه يقدم يا ينفي ما أتُهم به، وهذا وفقاً للقانون، أو أنه تثبت عليه، بعدين يذهب الملف مباشرة إلى المحكمة، المحكمة هنا الجهة الوحيدة التي تقول: إنه إكس من المسؤولين فاسد مش رئيس الوزراء، ولا رئيس الجمهورية، ولا الوزير...
المعلق: هنا الحديث عن تكرير رُفع إليكم من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، يعني في مسار إيقاف هؤلاء المسؤولين ليس إحالتهم، يعني أنتم هنا ترون بأن القضاء هو المقصر، أم أن هناك تقصير آخر من جهة أُخرى قد ربما...
**لا، لا هي أي ما يصلنا نحن نحيله إلى الجهات في ظرف أسبوع، لا يبقى أنا عندي في المكتب، ولا في مكتب أي مسؤول، ويذهب إلى الجهات المختصة، الجهات المختصة الوحيدة التي تفصل أن يقول إكس هذه ينبغي أن يقف مش...
مقاطعا المعلق: إذاً لا نستطيع أن نلقي بكرة التهمة إلى القضاء...
** لا يحق لي أنا في الحكومة كجهاز تنفيذي أن أُقرر، أنا أجمع الحجج والبيانات من أجل أن يذهب إلى القضاء، القضاء الوحيد الجهة الوحيدة التي هي التي تقرر، الآن يجري خلط في الحديث، يجري خلط في...
المعلق: ونحن الآن نود أن نصحح.
** نعم، بل إنه أنا أقول لهم: يا جماعة نحن في ظرف استثنائي جداً، ينبغي ألا نتهم أحداً دون دليل وأسانيد ضده؛ لأنه أحياناً تأتي الأمور على عواهنها ضد الناس، وهذا تشويه، وتشويه يحرمه القانون، والقانون الجهة الوحيدة التي تقول وأكرر إن هذا مذنب أو غير مذنب.
المعلق: وأنا معك في ضرورة تطبيق القانون، الانتقال إلى وضع الزراعة ونحن في ظل الحصار، يعني بيئة تحتم علينا أن نبذل جهد أكثر ما البرامج التي يعني قدمت من قبلكم؟ ما الخطط؟ ما الذي رصد في هذا الجانب لإنعاش ثورة زراعية؟
** أخي الكريم قبل أسبوع واحد لا أسبوعين، وزارة الزراعة أنزلت خطتها في برنامج إعلامي، في أيضاً هيئة الآن مشكلة، هيئة للزراعة هذه الهيئة مع الوزارة تقوم بهذا العمل من أجل الاستفادة من الوضع الحالي والخيرات التي...، يعني والعمل ساري به وفقاً للإمكانات المتاحة يعني.
المعلق: بالانتقال إلى وضع يعني ونحن فيه نحتفي بألفي يومٍ من الصمود في مواجهة العدوان، هذا الصمود ركائزه شهداء وجرحى، الحكومة؟ ما الذي قدمت عرفاناً بهذا الدور؟
** أولاً نحن لدينا...
المعلق مقاطعاً: ألا تعد أُسر الشهداء أولوية؟
** أولاً هذا الموضوع بالنسبة لنا هو أولوية، أولوية قصوى وهذا بتوجيه مباشر من قائد الثورة، ونحن نعمل عليه، ما هو متعلق بوزارة المالية يمشي على قدمٍ وساق، ما هو متعلق بوزارة الخدمة المدنية أيضاً يسير، حتى التعليم العالي، والتعليم العام، والتعليم الفني لدينا شمول لرعاية أُسر الشهداء وأيضاً الجرحى، ولدينا أجهزة متخصصة تقوم بهذا العمل، ونعطيهم الأولوية القصوى، وفعلاً يعني المسألة ليست مزايدة، أو حديث عن ملفات وهمية، هذه ملفات حقيقية أنا أُوقع عليها أولاً بأول، تسبق كل الملفات، تسبق كل القضايا التي تعرض علينا؛ لأن ملف الشهداء والجرحى وأُسر الشهداء قد ناقشناه في أكثر من محطة وأعطيناهم الأولوية الكبرى.
المعلق: على مستوى الوضع الوظيفي بشكل عام، في ظل نهب العدوان على مرتبات الموظفين وتحرك الحكومة بشكل حفيف هي مسماها إنقاذ، ما الذي أعددتموه؟ إلى متى سيستمر الحال ما الذي أعددتموه لإعطاء الموظف حتى الشيء القليل؟
** تابعت توجيه المجلس السياسي الأعلى توجيه الرئيس بأننا أولاً نصرف بانتظام وأنا كنت الصباح وتحدثت مع وزير المالية حول هذا الموضوع بالهاتف قبل أن يحضر معنا الفعالية إنه هناك انتظام في موضوع صرف نصف راتب كل شهرين، وإذا تمكنا سنصرف أكثر، تخيل أن لدينا عجز هائل في هذا البلد، ومع ذلك نحن نغطيه من أكثر من مصدر، ومن أكثر من موقع؛ لأنه بالنسبة لنا هو حياة أو موت.
المعلق: بالعودة إلى موضوع مجلس الوزراء ودوركم أنتم في رأس هرم هذا المجلس، البعض يتحدث بأن هناك مواضيع محورية وهامة جديرة بأن ترشح للنقاش، لكنها لا تناقش، ما المعايير التي بناءً عليها ترشحون هذا الموضوع ليناقش في مجلس الوزراء، ويخرج إلى التنفيذ من عدم؟
** هذا كلام أولاً غير صحيح، نحن لدينا خطة مزمَّنة منذ بداية العام إلى نهايته، هذه الخطة نناقش في كل اجتماع ما هو مثبت، أحياناً لا يسعفنا الوقت ونرحله للاجتماع الذي يليه، لدينا أيضاً مادة أُخرى تأتينا من خارج، يعني يرى المسؤولون أنه بالضرورة تناقشوا هذه القضية، عندنا بعض اللوائح، عندنا بعض النظم، ومضطرين أن نقدمها عندنا برامج تأتينا من مؤسسة الرئاسة، أيضاً نعمل على إدخالها ضمن هيكلية وجدول الاجتماعات، الاجتماعات عندنا بالمناسبة يعني نعملها في ظروف استثنائية، ومع ذلك خطتنا تُنجز بنسبة يعني تفوق الــ(90%).
المعلق: رغم أن اجتماعاتكم ليست دورية منتظمة.
** نحن عندنا اجتماعين في الشهر منتظمين، وأحياناً نضيف عليهما اجتماع.
المعلق: رسالة أخيرة يوجهها دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور/عبدالعزيزبن حبتور لأبطال الجيش واللجان الشعبية ولعموم أبناء الشعب، ونحن في هذه الذكرى الثورية العظيمة؟
** أنا في هذه الحظة المهيبة أولاً أُهنئ قائد الثورة، والمجلس السياسي، وجماهير الشعب، وأُهنئكم أنتم في الجبهة الإعلامية، وأُهنى أيضاً الجيش واللجان الشعبية الذين يقومون بدور محوري بطولي لرفع إعلاء شأن اسم اليمن عالياً في المحافل الدولية، لولا دماء هؤلاء الشهداء والجرحى، وأرواحهم الزكية لما تحقق أن نقيم هذه الفعاليات، نقيم هذا النشاط، نقيم هذا الحوار بأريحية معك في هذه القاعة المحترمة الجميلة.
المعلق: أشكرك جزيل الشكر، وهو الذي يسعني قوله في نهاية هذا اللقاء الخاص دولة الدكتور/ عبدالعزيز بن حبتور، وهو كذلك لكم الشكر الجزيل مشاهدينا الكرام أينما كنتم في الحلِّ والترحال على حسن الإصغاء وكرم المتابعة في لقاءات خاصة قادمة لنا معكم، حتى ذلك الحين لكم منا الشكر مرة أُخرى والسلام على حضراتكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أضف تعليق