صراع السعودية والإمارات في اليمن "طلاق" أم "تبادل للأدوار"؟| 29 أغسطس/ آب 2019
قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
صدر الصورة، GETTY IMAGES
تناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تطورات الأوضاع في اليمن وسط أنباء عن استعادة قوات الحكومة اليمنية السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن بعد استيلاء الانفصاليين الموالين للمجلس الانتقالي المدعومين إماراتيا عليها في وقت سابق من الشهر الجاري.
وناقش العديد من الكتاب موقف السعودية والإمارات، ورجح البعض أن نكون بصدد "تبادل للأدوار" بين الدولتين، بينما حذر آخرون من تفاقم الصراع في الجنوب.
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً ضد المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على مناطق واسعة على رأسها العاصمة صنعاء، وأجبروا الرئيس هادي على الإقامة في المنفى.
الحرب في اليمن: مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطرون على عدن
القتال الدائر في عدن "قد يُغيّر معادلة القوة" في اليمن
إعادة ترتيب الصفوف
في "الثورة اليمنية" الموالية للحوثيين، قال خالد العراسي: "ليس على السعودية أن تعلن بأنها على اتفاق مع الإمارات لندرك أن ما يحدث في المحافظات الجنوبية مخطط يهدف إلى عملية استبدال لما تسمى بالشرعية تبدأ بالقيادات العسكرية وستنتهي بالمسؤولين ... يريدون لهذه الخطوة أن تتم على أساس أنها نتيجة صراع عسكري وسياسي لأن ذلك سيجعل الأمر يبدو وكأنه صراع إماراتي-سعودي وهذا من ناحية سيجنب الإمارات ضرباتنا باعتبارها تواجه السعودية وأياديها ومن ناحية أخرى سيشعرنا بنوع من الطمأنينة نظراً لاعتقادنا بأن تحالفهم بات في صراع مع بعضه يستنزف أدواتهم بينما يقوم تحالف العدوان بإعادة ترتيب صفوفه ومعالجة الاختلالات".
وقالت الوطن القطرية إن "التحالف الاستراتيجي بين السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان والإمارات بقيادة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام، ما سيؤدي بالقطع إلى حدوث تغييرات جوهرية في تحالفات المنطقة".
وتساءلت الوطن: "هل 'الطلاق' وشيك فعلاً، أم أن الخلاف مجرد تبادل أدوار أو اختلاف مؤقت في الرؤى؟ وهل الشرخ إن وُجد مرتبط فقط بالحرب في اليمن أم أن هناك أسباباً أخرى؟"
وفي العربي الجديد اللندنية، دعا ياسر أبو هلالة إلى "انسحاب السعودية والإمارات وإيران" مشيراً إلى أن ذلك "كفيل بانتهاء الحرب، والبدء بالحوار الوطني".
وأضاف الكاتب: "بإمكان الإمارات أن تعيش الجو الإمبراطوري، وتنسحب مثل بريطانيا التي انسحبت بعد 130 عاماً، وتترك اليمنيين يختارون مسارات حياتهم، ويتحكّمون بموانئهم وجزرهم، وعلى السعودية أن تدرك أن اليمن ليس حديقتها الخلفية، والبلدان قانونياً وأخلاقياً ملزمان بإعادة الإعمار، وكلفته من دون الحرب أقل بكثير".
وفي موقع مأرب برس اليمني، كتب موسى عبد الله قاسم: "لا يوجد منتصر ومهزوم في معركة استعادة الدولة في المحافظات الجنوبية والعاصمة المؤقتة عدن بشكل خاص، اليمن الاتحادي هو المنتصر ... المهزوم هو المشروع الاحتلالي الإماراتي فقط ، المشروع الذي ظن أن ضعف اليمن وكبوته سيكون المدخل لالتهام اليمن بمواقعه الحيوية وجزره الاستراتيجية، لكن اليمني -كعادته- وقف بالمرصاد لهذه الأطماع حتى انتصر".
"دعم" سعودي لليمن
من ناحية أخرى، أشارت صحف سعودية إلى أن المملكة تسعى إلى "توحيد الصف" في اليمن.
وقالت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها إن المملكة تحرص على "تغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف، وذلك للتصدي لميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمناً مستقراً ... فالمملكة ماضية في تقديم جميع أنواع الدعم السياسي والعسكري والإغاثي والاقتصادي والتنموي لخدمة الشعب اليمني الشقيق وتحقيق أمنه واستقراره".
وفي سياقٍ مشابه، حذر حمود أبو طالب في صحيفة "عكاظ" من أن الأطراف السياسية اليمنية "أضاعت فرصاً ثمينة سابقاً كان بإمكانها إنقاذ اليمن أو على الأقل وقف تدهور أوضاعه إلى هذا الحد ... وإذا كان الفرقاء الآن يلومون من سبقوهم فإنهم سيلامون أكثر لأنهم يحظون بدعم ومساندة الحريصين على اليمن ومع ذلك يهدرون الفرصة تلو الأخرى".
المزيد حول هذه القصة
أضف تعليق