عدن اليوم ٠٠٠ وضريبة النوم في حُضن الشيطان .. أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور | 02-05-2016م - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

عدن اليوم ٠٠٠ وضريبة النوم في حُضن الشيطان .. أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور | 02-05-2016م

 

عدن اليوم ٠٠٠ وضريبة النوم في حُضن الشيطان 

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور | 02-05-2016م

مقـال نُشـر بتاريخ  02-05-2016م


مُعظم الأخبار التي تتوارد من مدينة عدن في هذه الأيام ليست مفرحه  ولا تبشر بالخير لمدينتا الوادعة ، وتزيد من معاناة أهلنا وأحبابنا في حياتهم اليومية ، وان حاول المستفيدين من الوضع تزيين وتجميل الصوره لما يحدث في عدن بعد ان تم إحتلالها بشكل مباشر من قبل القوات الغازية المُعتدية مُنذ مُنتصف يوليو 2015م ، ولمزيد من الإيضاح بعد ان دنست القوات السعودية والإماراتية ارضنا الطاهرة في الجزء الجنوبي من الوطن وبالذات تدنيسها لعدن الحبيبة ، لم ترى هذه المدينة سوى الموت والخراب والرعب والدمار ٠

وكي لا نتجنى على الحقيقة المُرة التي يواجهها المواطن العدني في يومياته المٰره والمُرعبة دعونا نستشهد بعدد من الأمثلة للجرائم والحوادث شبه اليومية والتي أصبحت عدن مسرحاً مفتوحاً لها ، وهي على النحو الآتي :  

أولاً : أمثلة من جرائم الإغتيالات :

اغتيال العلامة / الحبيب / أبوبكر بن علي السقاف  و إبنه وهو معتمرٌ في صومعته الروحية ، جامع الوهط م/ لحج في شهر رمضان الماضي ، وأوردنا ذكره لأنه عالم جليل مُحترم خدم العلم والدين الوسطي المُعتدل طيلة حياته رحمة الله عليه ٠ 

اغتيال الشيخ/ علي عُثْمَان إمام مسجد الطريقة الجيلانية بضاحية كريتر/ عدن  برصاصات غادرة وهو خارج من مسجده العامر بروحانية الدين الإسلامي بتوجهه الصوفي المُعتدل ٠ 

اغتيال الشاب/ أمجلد العوذلي ذي الـ 20 عاماً وسُحل جثمانه في شوارع عدن بدءً من ضاحية التواهي مروراً إلى المعلا ومن ثم القلوعة .

اغتيال غادر وخسيس للعديد من ضباط الجيش والأمن طيلة الفترة ما قبل وبعد الإحتلال وسُجلوا بالعشرات ضد قاتل مجرم مجهول ، والمُخيف والمحزن انها سُفكت دماء هؤلاء الشهداء بروح اللون المناطقي المقيت ٠    

اغتيال القاضي / محسن علوان رئيس محكمة الاٍرهاب  بعدن في وضح النهار في شارع التسعين بضاحية المنصورة وأربعة من مرافقيه .

اغتيال الشيخ/ محمود السعدي رجل الأعمال وعضو المجلس المحلي لمحافظة عدن ونهب سيارته .

اغتيال الشيخ/ مازن العقربي وأحد مرافقيه .

اغتيال اللواء/ جعفر محمد سعد محافظ عدن الأسبق ومرافقيه ونهب منزله في ضاحية التواهي .

اغتيال عدد من الأشخاص المنتمين لطائفة الإسماعيليين ونهب ممتلكاتهم بعدن ومن ثَم تم تهجيرهم إلى خارج المدينة .

اغتيال العميد/ عبدربه حسين الإسرائيلي ورفيقه العميد/ جعبل علوي أمراس امام منزلهما في حي الممداره بضاحية الشيخ عُثْمَان مدينة عدن .

اغتيال المسنين والمُسنات والراهبات المُشرفات على دار المسنين وعدد الشهداء بلغ 17 شهيدةٍ وشهيد واختطاف القس الهندي المقيم في الدار والمشرف الإداري على الراهبات ودار المسنين .

اغتيال الشيخ و رجل الاعمال/ محمد التميمي في المنصورة بعدن .

اغتيال العقيد/ سالم ملقاط - مدير شرطة التواهي في جولة كالتكس وفي وضح النهار .

اغتيال القاضي/ عباس العقربي أمين سر المحكمة الجزائية بعدن  في ضاحية مدينة الشعب .

اغتيال الشيخ السلفي/ سمحان عبدالعزيز الراوي بضاحية البريقا .

اغتيال الأستاذ/ إبراهيم علي هيثم عضو اللجنة الهيئة العليا لمكافحة الفساد بالجمهورية في حي إنماء بضاحية المنصورة ٠ 

اغتيال الشيخ/ عبدالرحمن مرعي العدني بمنطقة الفيوش بالقرب من عدن ٠

اغتيال الشاعر/  ناصر صالح المرفدي بضاحية المنصوره بعدن ٠ 

اغتيال الاستاذ/ أحمد صالح الحيدري رئيس نادي شباب المنصوره الرياضي الاجتماعي والامين العام لمديرية المنصوره والمنتخب شعبياً ونجله الأصغر ، بضاحية المنصوره ٠

اغتيال عدد من الأشخاص بواسطة قطع رؤوسهم وتركها على جثامينهم او على قارعة الطريق في كل من ضاحية دار سعد ومدينة الحوطه  ٠

آخر الإغتيالات الوحشية ما تعرض له الشهيد الشاب / أحمد عمر باطويل ذي ال 17 ربيعاً بواسطة فتوى التكفير والخروج عن الدين الإسلامي وشتم الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قبل المجموعات التكفيرية الإرهابية ٠

ولازالت قائمة أسماء ضحايا الإغتيالات طولية ، أوردنا الأسماء السالفة للتذكير فحسب ٠

أمثلة لأهم حوادث الإختطافات والمداهمات المُعلنة  :

الاستدعاء والتحفظ والتحقيق مع الأخوين  اللواء/ حسين محمد بن عرب واللواء/ أحمد سيف المَحرمي اليافعي  وتم الاحتجاز من قبل ما ( يسمى بقوات التحالف ) و استمر ذلك الاحتجاز لأكثر من أسبوع ، علماً بان الاول يشغل (وزير الداخلية والثاني قائد المنطقة العسكرية الرابعة ) .

تم اختطاف البروفيسور / صالح محمد مبارك بن حنتوش عميد كلية الهندسة بجامعة عدن، تم اختطافه من الكلية لجهة مجهولة ولساعات ومن ثم تم الإفراج عنه بوساطة إجتماعية ٠

تم اختطاف البروفيسور / عبدالرحمن عبده الصبري عضو هيئة التدريس بجامعة عدن ونائب رئيس جامعة تعز والقائم بأعمال رئيس الجامعة ، واستمر الاختطاف لليلة كاملة بعدها نهبوا سيارته وهواتفه وثائقه .

تم اختطاف رجل الأعمال العدني/  محمد سليم محمد من امام متجره في حي المعلا بعدن.

تم مداهمة الآلاف من المنازل تحت مبررات عديدة منها وجود الخلايا النائمة والارهاب والمجموعات المسلحة ، لكن المتتبع يلاحظ انها تصفية حسابات من قبل قوى وحركات ومجموعات خارجة عن القانون ، ولدواعي النهب والسلب والترويع والاستملاك (منزل الرفيق / عبدالفتاح إسماعيل مؤسس الحزب الإشتراكي مثالاً صارخاً) ٠

اقتحام ونهب المحتويات الثمينة لمسكن اللواء/ محمد جميع الخضر باهميل وكيل جهاز الأمن القومي في حي  الدرين ضاحية المنصوره ، و اختطاف اثنين من  أبنائه و ابن أحد أقاربه وأخذهم إلى جهة مجهولة وحتى كتابة هذه الأسطر ، وحينما عبر عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية من أبناء محافظة شبوه ببيان استنكار وشجب للحادث لم يُستجاب لهم وتم الرد عليهم ببرود من (قيادات عدن الحالية) بانهم لا يعرفون شيء عن الحادث ولم يوجهوا بالاقتحام ولا بخطف أبناء أل باهميل !!! .

اقتحام ونهب منزل الأخ/ أوسان مهدي صالح الكازمي في حي ريمي ضاحية المنصورة ، من قبل قوة أمنية تابعة لأمن عدن.    

وإذا ما اِسترسلت في الكتابة فلن أتوقف لكثرة الانتهاكات والتجاوزات والجرائم 


التفجيرات بالعبوات الموقوتة  الناسفة :

فهذه حكاية لا نهاية لها ، فقد شاهد العالم بأسره التفجير الإنتحاري لمقر الحكومة بعدن والمفترض أن يكون أكثر الأمكنة إحترازاً وأمناً لكنه فُجِّر ، و حادث تفجير المحافظ ومرافقيه وتلتها سلسلة من التفجيرات المتتالية في كل أحياء عدن والذي راح ضحيته المآت من الأبرياء من سكان المدينة ،  وآخر هذه التفجيرات كان يوم أمس في ضاحية التواهي بالقرب من منزل الاخ / شلال علي شائع وهي ليست المرة الأولى ، وهو الشخص المكلف بحماية أمن المواطن بعدن ، لم يسلم هو الآخر من التهديد الإرهابي فكيف سيحمي الآخرين ؟؟؟  .


تسعة أشهر من غياب مظاهر الدولة :

خلال تسعة أشهر ويزيد تعيش محافظة عدن وضواحيها حالة من الفوضى العارمة في كل مناحي الحياة والسبب هو انهيار كامل لأجهزة  الدولة في هذا الجزء العزيز من اليمن .

 واليكم بعض مظاهر ذلك الغياب المُخيف  :

أولاً : لم تستطع القوات الأجنبية المُرابطة بعدن ولا القوى المحلية المتحالفة معها من تأمين المقرات السيادية لها ، إذ تم الإعتداء على المكاتب الرئاسية في كل من معاشيق والتواهي وفندق القصر ، وآخرها ما تعرضت له هضبة المعاشيق من إطلاق قذائف الهاون عليها قبل أيام .

 ثانياً : لم تُفعّل الاجهزة القضائية والضبطية في المدينة لانعدام الأمن .

ثالثاً : تعدد الجهات والجماعات المسلحة التي تمتلك كل أنواع الأسلحة ، وهي ما تسمى بجماعات المقاومة ، وبالتالي يصعب تحديد الجهة التي ترتكب الجرائم شبه اليومية .

رابعاً : تغلغل الجماعات الإرهابية في الأحياء الشعبية ، بعد أن حصلت على حق المشاركة في المقاومة المسلحة للجيش اليمني واللجان الشعبية وتمدد زمن شهر العسل بين كل من  (السلطة الشرعية وقوى التحالف والحراك المُسلح والتنظيمات المتطرفة الإرهابية في علاقة غير شرعية أشبه بما يُعرف بالاسترخاء في أحضان الشيطان) .

خامساً : حينما غزت و اجتاحت دول حلف العدوان لمدينة عدن ، ظن المواطن في هذه المدينة أن تتحول عدن إلى (دبي جديدة) ، لكن المواطن العدني يسأل اليوم باستغراب ودهشة ، أين مطار عدن الدولي؟ .. و لماذا هو مُغلق حتى الآن؟ .. و أين بقية الخدمات في المدينة المنكوبة؟ .. الكهرباء ، المياه ، الصرف الصحي ، الصحة ، التعليم والنظافة ..... إلخ .

سادساً : الفريق الذي سُلمت له إدارة مدينة عدن ليسو سوى قادة مليشيات مُحاربه وسجلهم الشخصي الجنائي فيه الكثير من نقاط الضعف والتي تحتاج منهم إلى تنظيف وتصحيح ، والتخلي عن روح المناطقية المقيتة التي أغرقت جنوب اليمن في وحل الصراعات الخطيرة مُنذ الإستقلال الوطني وحتى اللحظة ، لأن طبيعة عدن مُحصنة بمَدَنيتها وثقافتها ، وطبيعة عدن لا تنسجم مع السلوك والفكر المناطقي القروي الضيق ، واين أبناء عدن الذي يتم إقصائهم من المواقع القيادية بشكل فاضح ؟  ٠  

سابعاً : ليس بالفهلوة وحدها ، ولا بصور السيلفي ، ولا اللعب في الشوارع مع الأولاد ، ولا بشرب الليمون في البوفيهات العامة ، تُحل مُعضلة الإستقرار المدني والأمني في عدن ، بل ان الحل السياسي الوطني لعموم اليمن بانتهاء وإيقاف العدوان يستطيع المواطن حينها ان يتنفس الصُعداء.


ما أوردنا أعلاه ما هو إلا النزر اليسير من تردي الأوضاع المعيشية والنفسية والأمنية في مدينة عدن، وقد كررنا مراراً بان الحل لكل هذه التحديات التي تجابه عدن ، هو في الحوار والحل السياسي ، وهو تحدي يتحمله جميع الشركاء في الوطن ، و ربما بتفاؤل حَذر قد تبشرنا الأيام القادمة ومن دولة الكويت تحديداً بحلول جذرية لمستقبل اجيالنا في الأيام القادمة ، في وطن يمني جمهوري وحدوي إتحادي يستظل فيه اليمنيون في دولة النظام والقانون وبشراكة متكافئة بين أطياف الشعب اليمني الصابر والصامد والمقاوم .

﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾


المقـال نُشـر في :


ليست هناك تعليقات