333 يوم عدوان وهل القضية تستحق الثمن ؟ أ.د. عبد العزيز صالح بن حبتور | 23-02-2016م
333 يوم عدوان وهل القضية تستحق الثمن ؟ أ.د. عبد العزيز صالح بن حبتور
مقـال نُشـر بتاريخ : 23-02-2016م
هذا عدوان وحشي لا مثيل له مُنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية على الإطلاق ، عدوان تقوم به أغنى الدول اقتصادياً وأقواها تسليحاً ضد شعب فقير جارٍ لهم وبغطاء سياسي فاضح "من قبل الشرعية الدولية"، وبتعتيم إعلامي إقليمي (إسلامي وعربي) لا سابق له في التاريخ الإنساني كله، إنها فضيحة أخلاقية مدوية تُنقش في جبين تاريخ كل هؤلاء المعتدين والمتواطئين والصامتين على ذبح اليمن من الوريد إلى الوريد.
تعالوا نأخذ عينة من نتائج جرائم العدوان وهي أرقام في جانبها تأثير مستقبلي على حياة المواطن من المهرة شرقاً وحتى الحديدة غرباً ومن صعده شمالاً وحتى سواحل عدن أبين جنوباً ، لن نسترسل في حجم الدمار التي تعرضت له المدارس، الجامعات، المعاهد، الموانئ، الجسور، والمزارع، والآبار، المدن والآثار التاريخية، المساجد، المتاحف، المؤسسات الحكومية، المساكن العامة والشخصية، والمنشآت الرياضية وحتى مزارع الكتاكيت والدواجن بأنواعها...الخ.
لكنني في هذه العُجالة سأركز على لمحة من التقرير الذي قدمه السيد/ستيفن أوبراين معـاون الأمين العام للأمم المتحدة حول المأساة الإنسانية لليمنيين جراء العدوان والمقدم إلى دورة مجلس الأمن الدولي الأخير وكذا على التقارير الموثقة الصادرة عن الغرفة التجارية بالعاصمة صنعاء حول المؤسسات الاقتصادية المنتجة التي تعمدت دول العدوان في تدميرها وإنهائها وما سيترتب على ذلك من آثار معيشية قادمة على حياة المواطن وتظهر الأرقام المفزعة الآتي :
تدمير أكثر من 196 مصنعاً
تدمير أكثر من 7 صوامع للغلال
تدمير أكثر من 546 مخزناً للأغذية
تدمير أكثر من 365 سوقاً تجارياً
تدمير أكثر من 123 منشأة سياحية
تدمير أكثر من 240 محطة وقود
وكغيري من القراء والمهتمين والمتابعين لمثل هذه البيانات والمعلومات تتبادر إلى ذهني مجموعة من التساؤلات الملحة الآتية :
هل هذه المنشآت هي أهداف عسكرية وتغذي الصناعات الحربية للجيش اليمني واللجان الشعبية لتطيل أمد الحرب ؟.
هل هذه المنشآت هي ملك شخصي للرئيس السابق/ علي عبدالله صالح وللمؤتمر الشعبي العام أو للسيد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وجماعة أنصار الله ؟.
هل هذه المصانع ملك شخصي للقيادات العسكرية والأمنية التي تقود العمليات القتالية والمقاتلين في جبهات القتال في الخوبه ونجران وجيزان جنوب المملكة العربية السعودية أو بجبهات حضرموت ولحج وشبوه وذوباب وباب المندب ومأرب باليمن ؟.
هل بتدمير هذه الأهداف الاقتصادية سيتضرر منها العدو التاريخي للأمة العربية وهي دويلة إسرائيل؟.
هل ستتضرر الجمهورية الإسلامية الإيرانية "الشيعية" بوصفها عدوهم المُفترض من كل هذا العدوان والتدمير لمقدرات اليمنيين؟.
رحم الله فقيد الأمة العربية المفكر الكبير/ محمد حسنين هيكل الذي قال في آخر تجلياته الإعلامية (إن السعودية تدمر اليمن) ، وسأستعير إجابة لهم قالتها السيدة/ مادلين أولبرايت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابقة (وهي سياسية أمريكية متصهينة) حينما سُئلت عن الآثار المدمرة إنسانياً لحصار الأمريكيين والبريطانيين على الشعب العراقي الشقيق في تسعينات القرن الماضي وراح ضحيتها أكثر من مليون ونصف طفل عراقي، وقالت في إجابتها الشهيرة (إن القضية تستحق الثمن !!!) .
وأنا بدوري أُعيد الإجابة كتساؤل لقادة دول العدوان في "الشقيقة " الجارة السعودية ومصر العروبة وإمارات آل نهيان والأردن الهاشمية والسودان المجزأ جراء سياسات الإخوان المسلمين المقيتة وبقية الدول الشريكة والضالعة في إهدار دماء وأرواح اليمنيين ومقدراتهم ;
هل عدوانكم على اليمنيين يستحق كل هذا الوحشية المفرطة وهل القضية تستحق الثمن؟
وماذا عسى أن يكتب التاريخ في أنصع صفحاته تجاه عدوانكم على شعب الإيمان والحكمة الصابر المسالم ؟ .
انتم تريدون من جراء عدوانكم هذا أن تحولوا الشعب اليمني كل الشعب إلى مجرد قوم عاطلين عن العمل ينتظرون من دول مجلس العدوان الخليجي العربي في نهاية كل شهر من أشهر الدهر مصروفاً شهرياً هو عبارة عن :
(سلةٍ غذائيةٍ شهرية لكل أسرة تحوي على عدد من علب الفاصوليا والفول والدقيق وخلافه)، وتتمنون أن يقيد هذا الشعب ضمن قوائم وسجلات اللاجئين مسلوبي الإرادة وينتظرون عون المنظمات الدولية وغيرهم ، وتريدون تعطيل عقول وإنسانية الشعب اليمني ، وهدف آخر أصبح معلناً بان تغرقوا كل الأسواق المحلية ببضائع مصانعكم وتحولوا الإنسان اليمني إلى مجرد إنسان مستهلك غير منتج ، ضعيف ، تابع ومهزوم في قادم الأيام.
إن من يرسمون لكم هذه السيناريوهات المضللة إنما يغالطونكم ولا يعرفون تاريخ هذا الشعب الحر الأبي الذي صنع مجداً بالتاريخ تعرفونه جيداً ويصنع اليوم ملحمة أسطورية بالتصدي لعدوانكم الغاشم وغير المسبوق وفي ذات اللحظة يكيف ذاته للمقـاومة الطويلة لأعوام.
وهمسة صادقة نجددها لليمنيين الذين تفاهموا وتضامنوا ودعموا العدوان على وطنهم وشعبهم عليهم تكرار الاستماع إلى ضمائرهم ووجدانهم الأخلاقي والديني لكي يعودوا إلى رشدهم ، لأن العدو لن يحترمهم في قادم الأيام وسيعدّهم في أكثر الحالات أنهم مرتزقة متسولين للمال القذر ليس إلا، واليمن يتسع للجميع ، وعز القبيلي بلاده كما يقول اليمانيون .
والله من وراء القصـد ،،،
المقال نُشر في :

أضف تعليق