الوحدة اليمنية وأمن دول الخليج - مؤسسة دار إبن حبتور للعلوم و الثقافة و التوثيق الخيرية

الوحدة اليمنية وأمن دول الخليج

 



الكتاب: الوحدة اليمنية وأمن دول الخليج .

تأليف: عمرو بن معدي كرب الهمداني.


تتلخص فكرة الدراسة بان هناك رؤى أمنية مختلفة للأمن في منطقة الخليج , ويبدو الاختلاف في الرؤى واضحا على جانبي الخليج ( إيران ودول مجلس التعاون الخليجي) ففي حين تنتقد إيران مبدأ الاعتماد على قوى خارجية لتحقيق الأمن ولعملية توازن القوى ، ترى دول مجلس التعاون الخليجي وتؤيد الاعتماد على القوى الخارجية ( وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية) وذلك نظرا لعجز هذه الدول على تحقيق توازن القوة وحفظ الأمن والسلام في المنطقة.

في بحثنا لمقومات الأمن الاجتماعي في المجتمع العربي الخليجي نجد من الضروري اعتماد مبدأ الاستقراء التاريخي والنظام الضمني. إذا نحن أردنا تكوين رؤية تكاملية كفيلة بإرساء قواعد الأمن الاجتماعي في المنطقة. فالحروب المتكررة التي شهدتها هذه المنطقة ليست الحروب الأولى في تاريخ البشرية. بل إننا نجد حروبا عديدة مشابهة وقابلة للإخضاع لمبدأ الاستقراء التاريخي.حيث نجد أن توحيد الألمانيتين قد تجاهل الفوارق المتراكمة منذ الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى أعباء صعبة الوطأة. في حين نجد أن الصين قد استردت هونغ كونغ إلا أنها لم تلحقها بالداخل الصيني وعيا منها لهذه الفوارق التراكمية.

ونحن إذ نتحدث عن دول الخليج العربي فان هذا الحديث مشروط بمراعاة هذه الفوارق ومعها الظروف الخاصة بكل قطر من أقطاره.

ومن الطبيعي أن تكون هذه المراعاة موضع اعتبار لدى الحديث عن دول مجلس التعاون الخليجي وعن علاقاتها مع الجوار وأيضا مع العالم الخارجي.

إن تطبيق مبادئ الاستقراء ونظريات النظام الضمني اقتضى من الباحث الدراسة المتأنية للتجارب الحضارية الإنسانية. كما يقتضي استيعاب الراهن الاستراتيجي للمنطقة للخروج من اللحظة السياسية – الاقتصادية الراهنة برؤية مستقبلية واضحة لعوامل الأمن الاجتماعي في المنطقة. مع التأكيد على ضرورة نقل هذه الرؤية إلى الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين الخليجيين لاعتمادها في مواجهة تحديات الأمن الاجتماعي سواء على صعيد الخدمات الفردية ( أزمة الانتماء) أو الجماعية ( سياسة الأمن الاجتماعي). خصوصا وان هذه المنطقة تشكل خزانا استراتيجيا عالميا يربطها باستراتيجيات السياسة العالمية. ومن هنا أتت الحاجة الملحة للرؤية التكاملية الجامعة بين السيكولوجيا والانثروبولوجيا والسوسيولوجيا والتاريخ. لتبين مستقبل المنطقة و تحري نقاط الضعف والقوة فيها للحؤول دون تحريك مصادر التهديد وتفجيرها بصورة اصطناعية.

في هذه الدراسة حاول الباحث طرح واحدة من الرؤى التكاملية التي تستند إلى السيكولوجيا والى قراءات سيكولوجية لواقع المنطقة الراهن وعلاقتها بالأدوار التكميلية التي تلعبها دولة الوحدة اليمنية على النطاق الإقليمي والخليجي وخرج من هذه الدراسة بجملة رؤى داعمة لمستقبل الأمن العربي الخليجي ومؤكدة على أهمية الدور اليمني.



ليست هناك تعليقات